ازويرات ميديا تنشر مقابلة مع أحد أبرز قادة إضراب ازويرات

ثلاثاء, 2017/07/04 - 7:44م

أحمد ولد آبيلي أحد أبرز قادة إضراب عمال سنيم المنظم مطلع السنة الماضية. فصل عن العمل أثناء الإضراب قبل أن يعاد مع عشرات العمال المفصولين إثر وساطة قادها عمدة بلدية ازويرات الشيخ ولد بايه.

مثل ولد آبيلي مع المندوب كنمى جناح الصقور في قادة إضراب عمال سنيم نتيجة واشتهرت تصريحاتهما النارية التي حملت أكثر من مرة انتقادات لاذعة لبعض الشخصيات ومن ضمنها شخصيات اعتبارية في الدولة وبل وتهديدات لبعض الأطر والعمال غير المضربين في شركة سنيم وهو ما اعتبراه بعد انتهاء الإضراب "تصريحات تتطلبها الظرفية".

ورث ولد آبيلي الذي يعتبر أقدم مندوب عمالي في الكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا CGTM العمل النقابي من والده المرحوم محمد ولد آبيلي الذي عرف كأحد مناديب العمال في اتحاد العمال الموريتانيين   UTMفي زمن الأحادية النقابية قبل أن يتقاعد.

ولد أحمد ولد آبيلي 1963 في مدينة أطار من والده المرحوم محمد ولد آبيلي وهو متزوج وله بنتان.

خضع لدورة تكوينية في مركز التكوين التابع لشركة سنيم في انواذيبو في الفترة ما بين 1982 إلى 1984 والتحق بالعمل في الشركة في 1 من أغسطس سنة 1984 بعد أيام معدودة من تدشين مصنع كلب الغين من طرف الرئيس الأسبق محمد خونه ولد هيداله.

عمل في عدة مصالح تابعة لإدارة المصنع إلى أن حول إلى المكتب الفني التابع لمصلحة الإنتاج في المصنع.

تعتبر أغلبية العمال الرجل رمزا للنضال العمالي والتفاني في خدمة العامل فيما يراه آخرون مجرد أداة سياسية لتنفيذ أجندات سياسية معارضة.

للغوص في ماهية الرجل نترككم مع المقابلة التالية التي أجرى معه الموقع بمناسبة حراك العمال الجديد والتي اتسمت بالصراحة والشفافية مع الشكر المسبق على تعاونه.

ولمن يريد الاستماع لها بالصوت فيمكنه الضغط على الرابط الموجود أسقل المقابلة

 

نص المقابلة

ازويرات ميديا : تشهد الساحة النقابية حراكا لمجموعة من النقابات من أجل تحقيق مكاسب للعمال. ما موقفكم من هذا الحراك؟

أحمد ولد آبيلي : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد أولا أتقدم بالشكر لكم وألاحظ منذ زمن أن صحافتنا وخاصة الموقع الذي تمثلون أصبح أكثر قربا من الحقائق وأصبح هناك نشر للحقائق. كما أنتهز الفرصة باسمي وباسم أصدقائي المناديب وباسم نقابتي في ازويرات لأعبرعن أسفي للحريق الذي شب في قناة المرابطون ونعلن دعمنا لها ووقوفنا معها لأننا نعتبر نهجها حياديا وتتحدث دوما عن الحقائق دون أن تتخندق إلى جانب أي طرف وأنا عبركم أعرب عن مساندتنا لها وأسفنا على الحريق.

ازويرات ميديا : شكرا نيابة عن القناة

أحمد ولد آبيلي : أما في ما يتعلق بالتحرك الذي تشهده الساحة حاليا فاعتبره طبيعيا حيث نتجه إلى نهاية السنة بالإضافة إلى تراكمات من المشاكل المطروحة منذ زمن، وإلى الآن لم نرى تسوية لأية مشكلة منها. فعلا حدث انفتاح لا يمكن تكذيبه هنالك إدارة وهي المكلفة بالشراكة معنا وهي إدارة مقر الاستغلال تنظم معنا عدة اجتماعات لكننا حتى الآن نعتبر هذا الحوار حوار من أجل الحوار وطلبنا في اجتماعنا الأخير مع مدير مقر الاستغلال أن نتجاوز هذه المرحلة ليتمخض الحوار عن نتائج أما في ما يتعلق بالنقابات فإننا نعتبر أن كل نقابة طرحت مشاكل العمال قد قامت بواجبها ليس إلا، أما الخطورة فتتمثل في نقابة مسؤولة عن العمال ولا تطرح مشاكلهم وأغتنم هذه الفرصة لأعلن مساندتي ومساندة زملائي المناديب للرسالة التي وجهها مناديب عمال اتحاد العمال الموريتانيين يوم 2 دجمبر للإدارة العامة للشركة وقد جسدنا ذلك في الاجتماع الذي عقده المناديب مع مدير مقر الاستغلال يوم 7 من شهر دجمبر فقد كنا صريحين في مساندتنا لها والاستعداد للدفاع عنها ونحن كمناديب نظمنا مهرجانا يوم 20 من شهر نفمبر حيث عرضنا صنفين من المشاكل المطروحة على العمال الصنف الأول يتعلق بمشاكل قديمة يطلب نقاشها من ضمنها رسالة وجهناها يوم 27 سبتمبر 2016 للشركة ونريد منها احترامها من خلال فتح حوار سريع لا يتطلب الكثير من الوقت لأنها تتضمن بعض المشاكل لا يحتاج حلها لكثير ومن بينها مشاكل يتطلب حلها وقتا و يجب أن نناقش معها وقت وطريقة حلها أما الصنف الثاني فهو مطالب آخر السنة ولم نطرحها بعد لأننا ننتظر انتهاء السنة لنعرف حجم الانتاج الذي سيحققه العمال وبالتالي نطرح مطالبنا حسب مستوى الإنتاج الذي سيتم تحقيقه ولكنني أدعو الشركة من خلال هذا المنبر إلى أن أي قرار ستتخذه اتجاه العمال يجب أن يتم الاتفاق عليه بالتشاور بين المناديب والإدارة ونحن نمد أيدينا للحوار وقد برهنا على ذلك.   

ازويرات ميديا : الكونفدرالية الموريتانية للشغيلة تقوم حاليا بمساعي من أجل توحيد العمل النقابي على مستوى ازويرات وخاصة على مستوى شركة سنيم ما هو موقف نقابتكم من هذا الحراك؟

ومن أجل تحقيق مكاسب للعمال ترون من الأفضل أن يكون العمل النقابي مشترك؟ أوسيكون من الأسهل تحقيق ذلك من خلال عمل مناديب نقابتكم بشكل منفرد؟

أحمد ولد آبيلي : أنا أولا أتكلم لكم كمندوب ولا أتدخل في مواقف المركزيات لأنني أنتمي لمركزية وهذه المركزية ومنسقيتها الجهوية سأدعم أي موقف تتخذاهأ وهذا هو موقف جميع مناديبنا.

هناك شيء أريد أن يفهمه الجميع أن المناديب منقسمين وخاصة نقابة اتحاد العمال الموريتانيين والكونفدلارالية العامة لعمال موريتانيا وهما النقابتان اللتان تتبع لهما أغلبية المناديب فكل منهما يكتب مناديبها لإدارة الشركة بشكل منفرد أما النقابات الأخرى فتقتصر كتاباتها على الكونفدراليات ومع ذلك فمناديبها جميعا يتفقون كلما عقد اجتماع مع إدارة الشركة .

ما ألاحظه في هذا الاتجاه أن المناديب بعد الإضراب لم يعد هناك تواصل بينهم  إلا أنني لم ألاحظ أي خلاف وجهات نظرهم عندما نجتمع مع السؤولين في الشركة.

أما إذا كان هناك من يريد توحيد المناديب فلا يمكن أن نقول إنه مستحيلا غير أنه صعب وسيتطلب وقتا طويلا يمكن أن ينسينا في مشاكل العمال

ازويرات ميديا :  ألا يعتبر توحيد جهود المناديب من حل مشاكل العمال؟

أحمد ولد آبيلي : أنا قلت لك إنهم متحدون ما داموا يطرحون مشاكل العمال وعندما يجلسون على طاولة المفاوضات يكون لهم نفس الموقف وبالنسبة لنا نحن لم نطرح حتى الآن مطالب نهاية السنة وقد ساندنا الرسالة التي طرحها مناديب اتحاد العمال الموريتانيين وهو ما أثار ارتياحهم وما سنطرحه نحن غدا سيكون دعما لهم كل هذا يبرهن على أننا متحدين وفي ما يتعلق بعملنا من داخل نقاباتنا فهو أمر طبيعي

ازويرات ميديا :  هل أنتم متفائلون هذه السنة بتحقيق مكاسب للعمال؟

أحمد ولد آبيلي : نحن لا يوجد عندنا ما يمكن أن نعطيه للعمال لكن الوقت قد حان لتقتنع الشركة بمنح العمال ما يستحقون من امتيازات ونحن في الكوتفدرالية العامة وليس من باب التهديدات ما نقول هو ما سنهدف له غدا ونرجوا أن لا نصل للمراحل التي وصلنا لها في السنة الماضية نريد من الشركة أن تعرف أن العمال في وضعية لا بد أن تساعدهم فنظرة عادية على المدينة تعطيك صورة عن وضعيتهم.

يجب أن تعرف الشركة أنه إذا كانت هناك قد وقعت أزمة فإن العمال عملوا بكل الوسائل لإخراج الشركة منها وهو أمر طبيعي اعتاد عليه العمال لكن في نفس الوقت نريد من الشركة أن تقهم ذلك حيث الأمور لا تزال طبيعية مع أن هذا ليس تهديدا بالنسبة لنا فنحن نفعل ما نقول.

 

ازويرات ميديا :  في حال لم تستجب الشركة لمطالبكم هل بإمكان ذلك أن يقودكم إلى إعلان إضراب مثل الإضراب السابق؟  

أحمد ولد آبيلي : الإضراب ليس هدفا بحد ذاته ونأسف على أننا لجأنا في الفترة الماضية إلى إضراب دام 63 يوما ولا تزال تأثيراته على الشركة حتى الآن غير أن الإضراب إجراء قانوني ولن ندخل فيه إلا بطريقة قانونية مثل ما تعودنا عليه في الماضي ولكن قبل أن نصل إلى مرحلة الإضراب والخطوات التي تسبقه نرجوا من الشركة تفهم وضعية عمالها بما يمكن أن تمنحهم.  وحسب ما تحصلت عليه من أخبار فأن هناك اتصالات بأمناء عامين على المستوى الوطني إلا أنني أقول للشركة إن حل المشاكل يتم من هنا. ومن يريد أسلوبا طبيعيا عليه أن يجتمع بالمناديب ويناقش معهم مطالبهم، ما يمكن أن يتحقق منها يتم تنفيذه وما لا يمكن يتم تأجيله ، وأرى أن ما سبب الإضراب الماضي هو عدم الاستماع لمن كان صريحا مع الشركة نحن لا نريد أن نسبب ضررا لسنيم ونحبها أفضل من أي شيء آخر لكننا لا نريدها للغير فنريد حصتنا فقط من ما تحقق من إنتاج ليس إلا. كما نريدها أن تجلسن معنا على طاولة المفاوضات بشكل متكافئ ونحن مستعدون وقد برهن عليها الزمن، وأنتهز الفرصة لأشكر السلطات الإدارية وخاصة الوالي والحاكم والسلطات الأمنية على تعاملهم معنا كإداريين ومنذ أن تبادلوا معنا الآراء لم تسجل أية مشكلة في المدينة وهذا ما يجب أن تحذو حذوه سنيم حيث لا مبرر لغياب إدارة المصادر البشرية خلال هذه الفترة بل يجب عليها أن تقوم بدورها من أجل حل هذه المشاكل ونحن على كل حال نمد أيدينا لكل المناديب ولكل النقابات ولكل من يريد المصلحة العامة لكن لا يمكننا أن نستمر في حوار من أجل الحوار ونحن لا نهدد وما سنقوله هو ما سنفعله ولكن نحذر من ما سنقدم عليه ولن نلجأ إلى أي خطوة غير قانونية

ازويرات ميديا :  ما هو تقييكم للوضعية الحالية للشركة؟ وكيف تنظرون إلى تسيير الإدارة الجديدة لها؟

أحمد ولد آبيلي : اعتبر أن الشركة بدأت تتعافى حيث أصبحت تسير 4 قطارات يوميا وهو دليل واضح على تعافيها وهي التي بلغت مراحل أوقفت فيها تشغيل بعض الآليات التابعة لها بسبب الأزمة كما أن بعض القرارات التي اتخذتها الإدارة قبل الحالية من قبيل منع المسؤولين المكلفين بالمهام في الشركة من السفر ذهابا وإيابا عبر الطائرة واقتصر السفر عبرها على رحلة واحدة إما دهابا وإما إيابا فيما تكون الرحلة الثانية عبر القطار وهذا أيضا تراجعت عنه الشركة فأصبحوا يستغلون الرحلات الجوية ذهابا وإيابا وهو أيضا دليل آخر على تعافي الشركة. وأشير إلى أن هناك سياسة تنتهجها الشركة خطيرة كقولها دائما أن عندها مشاكل وأن خزينتها خاوية وتجسد ذلك دائما في منع العمال من السلفات، فنحن لا نرى ذلك بل كلما تقدم الزمن نلاحظ ارتفاعا في أسعار الحديد وهذا مبشر ويجب على الشركة أن تعد العدة من الآن من خلال منح عمالها الامتيازات لتشجعهم على الرفع من مستوى الانتاج في السنة القادمة.

ازويرات ميديا : الإدارات المتعاقبة على شركة سنيم تبنت استراتيجية ترتكز بالأساس على ترشيد النفقات والرفع من مستوى الإنتاج فماذا لعبتم من دور كنقابات من أجل إنجاح هذه الاستراتيجية؟

أحمد ولد آبيلي : هذه الاستيراتجية لم نشارك فيها كمناديب فتم اتخاذ القرار على مستوى الإدارات الثلاث الأخيرة المتعاقبة على الشركة، وأكثر من تأثر بهذا القرار هم العمال فتم حرمانهم من الساعات الإضافية وعدد كبير من الامتيازات وأصبح العامل لا يتوفر إلا على راتبه القاعدي فنحن نعرف أن رواتب الأطر ضعيفة من باب أحرى رواتب عمال المتريز والعمال البسطاء. فعندما يتم اتخاذ قرارات تستهدف في أول ما تستهدف العامل فذلك خطير. أما ما يتعلق بالجانب الإداري من هذه القرارات لم ألاحظ شيئا سوى أن قطع الغيار لم تعد موجودة وهو أمر لا يختلف عليه إثنان فاليوم في ورشات العمل عندما يحدث عطب ليس بإمكانك وجود قطع الغيار المطلوبة لإصلاحه كما أن الشريط المطاطي المتحرك في حال تعرض للقطع نضطر لتركيب أجزائه ببعضها البعض كما أن السيارات لا يتوفر أغلبها على عجلات ولا نعرف سبب هذا كله ما نعرفه أننا تأثرنا بفعل هذه القرارات وتأثرت رواتبنا

 ازويرات ميديا : ألا يعتبر هذا السبب الذي دفع الشركة إلى التركيز على محاولة توفير قطع الغيار أولا ومن ثم التوجه للعمال لاحقا أليس هذا سببا مقنعا بالنسبة لكم؟

 أحمد ولد آبيلي : لا لا، الشركة بدأت بالضغط على العمال واستهدافهم، عندما يتأثر راتب العامل فلن يرى كل ما تم إنجازه. سأعيطك مثالا ف 2009 التي لم تكن الأزمة فيها بسبب انخفاض الأسعار وإنما بسبب انعدام البيع فإن الإداري المدير العام عثمان كان اتخذ خطة لم يتأثر منها العامل وأفادت الشركة وهي التي كان يجب أن تتخذها الشركة لكن للأسف خطة اليوم هي عكس الخطة التي اتخذت في تلك الفترة

ازويرات ميديا : ما هي هذه الخطة؟

أحمد ولد آبيلي : ترتكز على المشتريات والتموين فأي حاجة غير ملحة لا يتم استيرادها أما العمال لم يتأثروا وحتى الساعات الإضافية فلم تتأثر

ازويرات ميديا : يقاس مستوى نجاح الإضرابات في العالم بمستوى ما حققت من نتائج. ماهو تقييمكم لإضرابكم؟ بعض النقابات تقول إنه جلب من المآسي للعمال أكثر من حمل من المكاسب ما هو ردكم على ذلك؟ 

أحمد ولد آبيلي : الإضراب لا يمكن أن ينظم بشكل عشوائي بل انطلاقا من عدة معايير. لم ينظم الإضراب نتيجة لأن الشركة لم تعطي زيادة، فقد هي قد لا تعطي زيادة، إلا أن الإضراب لم يكن لينظم لو لم تدعمه أغلبية العمال فقد كانت غالبية العمال مستعدة له وتقف وراء المناديب، والإضراب نحن نحتسب أنه نجح فالنقابي لا يمكن أن يقول إنه إذا لم يحصل على مكاسب للعمال فقد فشل نحن دخلنا في إضراب والجميع يشهد أن طيلة فترة الإضراب لم يعتدى على أحد بل كنا نحن من نحافظ على الأمن وهذا نجاح في حد ذاته. فعلا نشعر أنه لم يستمع لنا والدور الذي كان يجب أن تلعبه مفتشية الشغل ووزارة الشغل لم تلعباه فإذا كانا لعبا دورهما ودفعا الطرفين الآخرين إلى الجلوس لطاولة المفاوضات لما كان الإضراب ولتحقق ما يمكن أن يتحقق.

لقد اتهمنا بتسييس الإضراب وبوقوف المعارضة وراءنا ومع ذلك فكل المبادرات كانت تنطلق من رجالات من وجهاء المدينة أو من خلال الحزب الحاكم وهذا دليل على أننا لم نسيس الإضراب. لقد وجدنا دعما من جميع سكان ازويرات وهو شيء تاريخي فالمعلمون الأساتذة وعمال الصحة والتجار والعاملات في التعاونيات والمعوقين الكل دعم مما يعني أنهم فهموا رسالتنا فيما لم يفهمها البعض الآخر وهذا شيء طبيعي فالنقابي لا يمكن أن يجزم على أن يحقق شيئا للعمال وإنما يدافع عن حق ثابت عبر الطرق السلمية والقانونية

ازويرات ميديا : الإضراب في تلك الفترة انطلق بحجة عدم تطبيق اتفاق بين الشركة والمناديب يقضي بمنح العمال زيادة معتبرة في الأجور.  مرت 3 إدارات على رأس الشركة ولم يتحقق هذا المطلب حتى الآن ألم يساهم ذلك في توصلكم لقناعة بأن مطلبكم لم يكن قابلا للتحقيق في تلك الفترة؟

أحمد ولد آبيلي : لا نحن نحتسب أن تلك الفترة كان يمكن أن يطبق وكان أيضا يمكن أن لا يطبق ولكن بالتشاور، فالاتفاق كان بيننا كمناديب والإدارة العامة وليس بيننا ومجلس الإدارة فعندما تأكدت الإدارة العامة أنه لم يعد بمقدورها الدفاع عنه كان بإمكانها أن تستدعي الطرف الآخر المتمثل في المناديب وتشرح لهم الوضعية.

ازويرات ميديا : ألم يكن دعواهم أن مدير المصادر البشرية اتصل بكم وشرح لكم ذلك وكذلك المدير العام بل إن رئيس الجمهورية جاء بنفسه إلى الولاية ليخبركم بعدم إمكانية تطبيق الاتفاق في تلك الفترة وأوضح لكم وضعية الشركة ألا ترون في جميع هذا نوعا من المبررات؟

 أحمد ولد آبيلي : في تلك الفترة لم تكن هناك صراحة معنا فعلا وصل المديران وقاما بحملات في الورشات ومواقع العمل ثم دعوا المناديب في يوم 17 نفمبر 2014 وكنا صريحين معهم وخاصة مناديب الكونفدرالية العامة قلنا لهم إن السنة توشك على الانتهاء وأن تطبيق الاتفاق مع المبلغ المالي التشجيعي (بونيس) الذي يجب أن يدفع في شهر نفمبر لا رجعة عنهما، هذه إذن إشارة واضحة وترجمناها كتابة بعد ذلك، فهمت الإدارة العامة أن خطابها لم يقنع العمال ثم زار فعلا الرئيس الولاية يوم 26 من شهر نفمبر قصد الإشراف على تدشينات بمناسبة الاستقلال ووصلتنا استدعاءات لاجتماع معه وتم التشاور بيننا كمناديب للكونفدرالية العامة وفي الاجتماع قدم الرئيس عرضا عن وضعية السوق الدولي للحديد ولم يتحدث عن أية زيادة وكان طلبنا بسيط أن تقبل إدارتنا الشراكه وعندما يتحقق ذلك لن نكن محتاجين لأحد من خارج الشركة وفي 17 دجمبر عادا وقاما بنفس التحسيس واستدعيانا لاجتماع وبعد وجبة الغداء تناول الكلام المدير العام فقال إن إدارة الشركة جاءت لتبرهن على استعدادها للشراكة الحقيقية وأنها مستعدة لتطبيق كل ما أثير في اجتماع رئيس الجمهورية و لفتنا بدورنا انتباهه إلى الاتفاق الموقع ثم كتبنا له رسميا عن الزيادة. 

ازويرات ميديا : ولكن بماذا أجبتموه على تصريحه بالاستعداد للدخول معكم في شراكة حقيقية؟

أحمد ولد آبيلي : قلنا له إننا مستعدون ولكن لشراكة ليست من أجل الشراكة فإذا كانت شركة سنيم لديها مشاكل فعليها أن تعطي الأرقام الحقيقية ففي اليوم الذي صرح لنا كان سعر الحديد لا يزال ب 74 دولار للطن وسعره اليوم ب 80 دولار إذن وضعية الشركة في تلك الفترة تمكنها من تطبيق الاتفاق أو في حالة لم تطبقه تجلس الإدارة والمناديب لإيجاد مخرج كنا مستعدين له وعندما كتبنا رسائلنا لم يستمع لنا أحد وكانت الخطوة الأخيرة لنا توجيه إخطار بالإضراب الذي لم يكن هدفا بالنسبة لنا بل وسيلة قانونية وهو من أجل دفع الشركة للتحرك في الاتجاه الصحيح وبدلا من ذلك قاموا ببعض الضغوط التي لم تعد مهمة الآن. ما أريد تأكيده أنني خرجت بصورة جيدة عن الإضراب، فمثلا تنصيب قسم المعادن في اتحاد العمال الموريتانيين في زمن الأحادية النقابية وبالذات في سنة 1986 كان يحضره والي الولاية وقائد المنطقة العسكرية قد تم على أسس قبلية فيما لم أسمع في إضرابنا النطق باسم أية قبيلة بل إن أي قبيلة لم تتدخل ولم يخضع الإضراب لتلك الأسس القبلية بل تجد أسرة بأكملها تشارك في الإضراب، الوالد العامل قبل تقاعده وأولاده يشاركون كلهم في الإضراب وعلى كل حال لو وجدنا من يستمع إلينا لما نظم الإضراب بل نجد الحلول عبر طاولة المفاوضات مع الإشارة إلى أن نفس الإدارة توصلنا معها لحلول 2012 و 2013 في فترة لا تزال فيها تقبل التشاور.

 ازويرات ميديا : ما هو تقييمكم للدور الذي لعبه عمدة ازويرات الشيخ ولد بايه من أجل حلحلة الأزمة؟

أحمد ولد آبيلي :  كان دورا مهما ودورا أساسيا وكان يمكن أن يقوم به قبل ذلك لاكنه مع ذلك جاء في فترة كان لا بد فيها من تدخل، فالأيام الأخيرة للإضراب شهدت مخاطر جمة ولم يكن من المعروف إلى أين تتجه الأحداث وهكذا لعب العمدة دورا في شركة لم يكن يعرفها بشكل جيد كما أن الكثير من بنود الاتفاق لم تطبق لحد الساعة وهنا أنتهز الفرصة للتذكير بأن الراتب الذي التزم العمدة بأن يمنحه الرئيس للعمال لم يدفع لهم لحد الساعة فما ادعت إدارة الشركة من أنها دفعت الراتب المذكور لا يمكن أن تبرهن عليه لأن التزام العمدة أنه سيدفع 10 أيام بعد التحاق العمال بعملهم وسيوجه مباشرة إلى حسابات العمال المصرفية  ولازلنا نطالب به ونحن مناديب الكونفدرالية العامة كنا قد بعثنا فاكسا لرئيس الجمهورية لكن لم نجد له جوابا

ازويرات ميديا : النظام كان يرى أنه من خلال تدخل ولد بايه قد أنهى الأزمة بشكل كان من المفترض أن تقدروه وعندما زار الرئيس المدينة واجه مكوبه البعض بالرشق بالحجارة ربما يكون النظام أدرك أنكم لم تقدروا تدخله وبالتالي أثر ذلك على حصولكم على الراتب

 أحمد ولد آبيلي :  لا أعرف هل تم رشق موكبه أم لا، لكن ما أعرفه أننا عندما التقيناه كمناديب نمثل العمال في الاجتماع الذي جمعنا بالرئيس تكلمنا معه بطريقة مسؤولة وكانت هناك نوايا صادقة بيننا وإذا كان النظام يرى أنه قام بدور في ذلك الوقت فقد قام به متأخرا جدا، ولكن قد يرجع ذلك إلى أن الأخبار التي تصل الرئيس قد تكون مغلوطة فكانت هناك مجموعة تنقل أخبارا زائفة من قبيل أن المضربين مجموعة قليلة وأنها مجموعة من السياسيين والدور كان بإمكان الحكومة لعبه كما ذكرت لك من خلال وزير الشغل أو وزير المعادن الذي زارنا لكنه لم يلتقي المضربين، فهو لم يأتي من أجل البحث عن حل وتأسفنا أن بحثة الحزب الحاكم لم تأتي هي أيضا من أجل البحث عن حلول  فرغم أنها وصلت مبكرا في الأسبوع الثاني للإضراب غير أنها جاءت من أجل توجيه الأوامر للعمال بالالتحاق بالعمل.

كانت هنالك مبادرة أيضا قام بها النائب با يحيى رفقة المهندس بال وفي البداية كانت هناك نية طيبة ولكن اكتشفنا بعد ذلك أنهما لم يكونا يحملان شيئا للعمال فرئيس الجمهورية كان صريحا في هذا المجال إذ أكد أنه لم يفوض أحدا للتفاوض باسمه وقد تأسفنا على ذلك فلا ينبغي لنائب أن ينتحل صفة مبعوث للرئيس في الوقت الذي لم يوفده

ازويرات ميديا : في نهاية هذه المقابلة هل هناك من كلمة تودون توجيهها إلى العمال والمركزيات النقابية والحكومة

أحمد ولد آبيلي :  العمال سأوصيهم بما كنت أوصيهم به دائما أحثهم على الوحدة والصبر والاستماع إلى مناديبهم يقول المثل "الي اجبر شواي ما ينحركو أيديه" فهم عندهم مناديب ولن نخونهم لكن لا يجب أن يتم استفزازهم لسلوك طريق خاطئ وندعو الحكومة وخاصة السيد الوالي الذي أؤكد له أن الوقت يتطلب تحركا سريعا لكي تقبل شركة سنيم مفاوضات حقيقية على رسالة 27 /09/2016 التي أرسلنا لها وعند بداية السنة تجلس في مفاوضات أخرى لكي تعالج النقاط المطروحة في نهاية السنة وبالنسبة للنقابات أدعوهم للعب دور موحد في طرح مشاكل العمال والتخلي عن كل ما هو ليس نقابي وأشكركم أنتم وأشكر سكان مدينة ازويرات جميعا بتجارهم وبائعي المواشي والباعة الصغار فنحن ندين لهم بالكثير وأؤكد للحكومة أن المدينة متأثرة بوضعية العمال وشكرا.

ازويرات ميديا : نحن بدورنا نشكركم على رحابة صدركم وقبولكم الإجابة على أسئلتنا واستقبالكم لنا 

لمن يريد الاستماع للمقابلة ما عليه إلا الضغط على الرابط التالي :