مسابقة دخول الإعدادية : عندما يتحدى التلميذ الإعاقة

اثنين, 2018/06/04 - 4:50م

لم تكن أسرة عبد الرحمن ولد محمد الامين، وهي تكتشف لأول مرة إعاقة أبنها، تدري أن باستطاعته تحدي هذه الإعاقة، وأن يعيش كغيره من الأطفال حياة عادية، لا وجود فيها للمطبات.
لما اكتشفت أسرة ولد محمد الامين مبكرا جموح ابنها إلى خوض معترك الحياة، معتمدا على قدراته الذاتية، قدمت له كل ما يتطلب من تشجيع. فكان أول تحد حقيقي يواجهه في حياته، لحظة دخوله لأول مرة أروقة المدارس النظامية، التي استطاع رغم إعاقته أن يتأقلم مع متطلباتها، وأن يحول الإعاقة إلى عامل نجاح، مكنه من تجاوز كل مراحل التعليم الابتدائي وبجدارة، ما جعله مصدر فخر لأسرته وزملائه وأقاربه.
يجلس التلميذ عبد الرحمن ولد محمد الامين اليوم إلى جانب زملائه، جلوس الواثق من نفسه، المتحدي لكل العراقيل، في مشهد جديد، يختلف عن غيره من التحديات التي واجهها في مسيرة حياته، إنها مسابقة دخول السنة الأولى من التعليم الإعدادي (Concours)، تلك المسابقة التي تشكل لكل التلاميذ، مهما علا شأنه وهاجت قريحته وقويت بنيته، أكبر المطبات، ليس لأنه امتحان لابد من تجاوزه لدخول مرحلة جديدة في مسيرته الدراسية، وإنما لأن المشارك فيه سيدخل منافسة قوية، لا تقتصر فقط على حجم ما تحصل عليه التلميذ من معرفة، وإنما تشمل المسابقة أيضا عامل الزمن.
فكم من تلميذ ذكي ومجد خانه عامل الوقت لتجاوز هذه المسابقة الوطنية.
يخوض ولد محمد الامين اليوم مسابقة دخول السنة الأولى من التعليم الإعدادي بمعنويات كبيرة، وإرادة أقوى، وكله أمل في أن يتجاوز هذه المرحلة، مسطرا درسا لغيره من أصحاب الاحتياجات الخاصة مفاده أن الإعاقة ليست بالضرورة سببا للفشل وإنما قد تتحول بقوة الإرادة إلى عامل نجاح.