ازويرات ميديا تتبع لحظات اختطاف ولد لفظيل والحس الأمني للدرك

ثلاثاء, 2018/07/31 - 10:51م

في ليل الجمعة السبت 21/20 من الشهر الحالي كان الشاب ورجل الأعمال والعامل في الشركة الوطنية للصناعة والمناجم سنيم محمد ولد لفظيل في جلسة عائلية مع أسرة من أقاربه في مدينة ازويرات. رن هاتفه بشكل مفاجئ فاستقبل مكالمة قطعت حديثا وديا بين أفراد العائلة دون أن يعرف أحد منهم المتصل، أو ما ورد في مكالمته مع الشاب المختطفرغم أن الأخير كان يرد عليه بتعطل سيارته متعهدا بالبحث عن أخرى لإنجاز المهمة المطلوبة. بعد انتهاء المكالمة مباشرة اتصل ولد لفظيل هاتفيا بصديقه التاجر الخليل ولد الداه الجنوب وطلب منه منحه سيارته لبعض الوقت، من أجل حمل قطعة غيار لشاحنة متعطلة في ضواحي مدينة ازويرا.

ورغم أن رد ولد الداه الجنوب على طلب ولد لفظيل لم يكن واضحا لأفراد الأسرة المجتمعين، الذين كانوا يحاولون معرفة ما يدور من حديث بين الرجلين في المكالمة الهاتفية، غير أن المكالمة انتهت بقول الرجل أنه لا يريد استغلال السيارة في تلك اللحظة وإنما في منتصف الليل. تواصل السمر بين أفراد الأسرة قبل أن يقطع حديثهم دخول التاجر الخليل ولد أباه الجنوب حاملا سيارته من فئة مرسيدس 190 فاستغلها ولد لفظيل، فكانت أول مهمة له نقل ولد أباه الجنوب إلى منزله، ثم ذهب إلى الطفل المسؤول عن استدراجه فرافقه واتجها إلى الناحية الشرقية للمدينة، وعلى الطريق الرابطة بيك ازويرات وكلب الغين سار الشاب المختطف ولد لفظيل الذي كان يقود السيارة بسرعة فائقة فلفت المشهد انتباه قائد فرقة الدرك الوطني بمقاطعة ازويرات الذي كان يسير في دورية للدرك.ولأن الحس الأمني للدركي يرافقه حيثما حل وارتحل طارد رئيس الفرقة السيارة وتجاوزها ليشكل بسيارته حاجزا أمام السيارة المطاردة عند نقطة تفتيش الدرك خارج المدينة. توقف المختطف ورفيقه فطلب قائد الفرقة من أفراد نقطة التفتيش تسجيل المعلومات الشخصية المتعلقة بهما واقتيادهما إلى مقر فرقة الدرك داخل المدينة للتحقيق معهما لكن الشاب المختطف محمد ولد لفظيل نزل من سيارته وألح على قائد الفرقة من أجل إخلاء سبيله معتذرا عن كل ما بدر منه خاصة ما يمكن أن تفهم منه إساءة، وعلى وقع الاعتذار تدخل رئيس نقطة التفتيش الذي أكد معرفته الدقيقة للمعني معتبرا أن حالته طبيعية، وأمام عدم وجود دليل على ارتكاب جرم معين أو مخالفة واضحة، استجاب قائد الفرقة فأخلى سبيلهما ليتبين في صبيحة الْيَوْمَ الموالي أنها لم تكن سوى عملية استدراج للمعني في أول فصل من فلم سينمائي لم يكن منتجوه موريتانيون. بدأ الخبر ينتشر شيئا فشيئا وانقسم الناس ما بين مصدق ومكذب، في وقت كانت فيه السلطات الموريتانية محرجة بشكل كبير من العملية بل وتعيش تحت وطأة تأثيرها وهي التي تمكنت للتو من إقناع المجتمع الدولي بتأمين حوزتها الترابية من أي مخاطر دون أن تدرك أن الخطر يمكن أن يأتي من الصديق قبل العدو، ولَم تكن السلطات الصحراوية هي الأخرى بأفضل حال، فإن هي سلمت الخاطفين ستتعرض لوابل من الانتقادات الشرسة التي تدين تسليم مواطنيها لدولة أخرى وإن هي لم تسلمهم تكون قد ساهمت في الإضرار بعلاقتها بشقيقتها التي نفذت العملية على أرضها وشوهت من سمعتها داخليا وخارجيا مع أن العملية لم تكن لتنجح لولا كان منفذوها من غير الصحراويين الذين فتحت لهم موريتانيا حدودها دون تمييز عن غيرهم من أشقائهم الموريتانيين.

تواصل التفاعل مع العملية طيلة يوم السبت ليستفيق الرأي العام على تسجيل لمكالمة هاتفية بين الخاطف الرئيسي المعروف بلمانه محمد المصطفى مع والدة المخطوف عمدة بلدية افديرك يطالبها فيها بدفع بعض الديون المستحقة على نجلها تعهد فيها بتشديد الخناق عليه كلما تأخر موعد التسديد في مشهد لم يعرفه الموريتانيون سوى في الأفلام البوليسية.

شمر بعض أقارب الضحية عن سواعدهم بمن فيهم شقيقه فحاولوا تقصي آثار الخاطفين ليستقيم بهم المقام في الأراضي الصحراوية. سمح الخاطفون للمختطف بربط الصِّلة بشقيقته مخافة تسجيل المكالمة على غرار ما فعلت الوالدة وهذه المرة عبر رقمه الخاص، لكن المكالمة لم تكتمل فيما سقطت الأخت مغشية من هول الصدمة فزادت المكالمة من إصرار أقارب الضحية للبحث عن الخاطفين  وهي العملية التي تكللت بالنجاح بعد مساعدتهم الجيش الصحراوي في اعتقالهم في منطقة اتفاريتي. نزل خبر اعتقال الخاطفين وفك لغز مكان تخفيهم بالفرح لدى الرأي العام الموريتاني ولدى أسرة المختطف الذي انهارت والدته فور سماعها خبر اعتقال الخاطفين. وفِي الوقت الذي كان ينتظر فيه تسليم الخاطفين احتراما للعلاقة الودية التي تربط بين الحكومتين والشعبين الشقيقين جاء خبر اعتداء مجموعة من أقارب الخاطفين على أقارب للمختطف قادوا إلى العثور على الخاطفين ليزيد من تعقيد الوضع الملتهب أصلا.

فهل ستسمح الحكومتان الموريتانية والصحراوية لمجموعات خارجة على القانون بالتأثير السلبي  على علاقات صداقة وأخوة نسجاها بفعل التعاون المشترك والاحترام المتبادل بين الحكومتين والشعبين الشقيقين أم أن قوة نفوذ الخاطفين ستكون القشة التي قصمت ظهر البعير.