يترقب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم سنيم و المهتمون بالقطاع المنجمي بشغف كبير تعيين مدير عام جديد للشركة خلفا لمديرها السابق محمد سالم ولد البشير الذي عين مؤخرا وزيرا أول.
وساهم التكتم الكبير على الاسم المقترح لتقلد هذا المنصب في انتشار الشائعات المتعلقة به فأغتنم البعض الفرصة لترويج شخصيات على أنها عينت بالماضي في المنصب فيما تلقف آخرون شخصيات أخرى قذفت بها شائعات راجت في أروقة الشركة المنجمية.
ويرجح من مستوى التكتم على اسم الشخصية المقترحة التي ستتم المصادقة عليها غدا الخميس في باريز خلال اجتماع مجلس إدارة الشركة أن الشخصية المقترحة تخرج من رحم سنيم.
إذ أن الأمر لو تعلق بشخصية سياسية لكانت هويتها تسربت في الدقيقة الأولى التي أشعرت فيها بمقترح تعيينها ومع ذلك ستستعرض ازويرات ميديا أسماء الشخصيات التي تم ترويجها أو شملتها الشائعات حتى الآن.
الوزير السابق محمد عبد الله ولد اوداعه
مع العلم أن تعيينه على المنصب شبه مستحيل لكونه شغله سابقا إلا أن الشركة شهدت في عهده ازدهارا غير مسبوق فارتفعت القدرة الشرائية للعامل و تضاعفت الوسائل والمعدات الخاصة بالشركة واستقطبت مئات العمال الجدد بل وتوسعت تدخلاتها لتشمل الاستثمار في ميادين أخرى تمخضت عنها مشاريع وطنية مهمة.
غير أن فترته الأخيرة شهدت إضرابا تناسى فيه عدد من العمال تلك الطفرة التي عرفتها تلك الفترة على وقع رفض إدارة الشركة تطبيق اتفاق بزيادة الرواتب متعللة بانخفاض لأسعار الحديد وصل إلى 37 دولارا للطن.
ولَم يشفع للرجل لدى أغلبية العمال تلك الزيادات على الرواتب والامتيازات التي استفادوا منها خلال فترته فيما يحتفظ بعضهم بذكريات تلك الفترة بوصفها الفترة الذهبية التي عرفتها الشركة واستطاع فيها العمال الاستثمار في المجال العقاري.
المهندس الخليفة ولد بياه الشخصية الثانية السابقة في سنيم
يكاد يكون الشخصية الأكثر مناسبة للظرفية الحالية التي تعرفها الشركة بفعل الخبرة المتراكمة في كل المجالات ذات العلاقة بالإنتاج فخبر مجالات الطاقة والإنتاج والميناء المنجمي والسكة الحديدية والقطارات والمواصلات وحتى التسويق.
وله هيبة كبيرة في صفوف عمال وأطر الشركة بفعل تراكم خبراته التي لم يعد باستطاعة أحد مهما علت مرتبته مغالطته في أي شأن له علاقة بالعمل اليومي.
وأنقذ الشركة لفترات مختلفة ليس أقلها أهمية التوصل إلى خلطة معدنية خلال فترة تسييره للإدارة التجارية دمج فيها صنفان من النفايات لم تكن قابلة للتصدير وهي الخلطة التي تمثل أكبر نسبة تصدرها حاليا شركة سنيم، في وقت كانت فيه الشركة تجد صعوبة كبيرة في مجال التسويق.
غير أن الرجل لا يعد من الأطر الذين يدورون في فلك النظام ولهذا فإنه من المستبعد أن يكرم النظام شخصية من خارج رحمه.
المكلف بمهمة في الرئاسة المهندس زيدان ولد احميده
اكتسب خبرة متراكمة في مجال الانتاج بفعل شغله لمنصب مدير مقر الاستغلال بمدينة ازويرات لفترة تقارب العقدين من الزمن، عمل فيها بجد ودون كلل فتميز بزياراته المفاجئة للعمال في ورشات ومواقع العمل في الساعات المتأخرة من الليل وساعات الفجر الأولى وساعات النهار، حتى أصبح يخيل للعامل أنه يرافقه مثل ظله خلال ساعات عمله فكان يزور المسؤول بشكل مفاجئ ليعرف مدى التزامه بعمله.
كان في منهجية عمله يعتمد على طريقة شبه استخباراتية لمعرفة ما يحدث بشكل فعلي في مواقع العمل من إنتاج ، فكان يتصل بالعامل البسيط بشكل مباشر لمعرفة كل الأخبار المتعلقة بالعمل ليعتمد عليها بعد التحقق من مصداقيتها في رسم خطة العمل.
وكان يستخدم سياسة العصا والجزرة في العمل ما حوله إلى الرجل الأقوى في تلك الفترة وجعل منزله قبلة لمئات العمال والأطر الذين يتسابقون لتقديم يد الولاء له.
ويزيد من قوة الرجل انتماؤه لوسط اجتماعي يشكل غالبية سكان المدينة المنجمية.
المدير التجاري للشركة المهندس محمد فال ولد اتليميدي
وهو الشخصية الأكثر قبولا لدى العمال والساكنة بشكل عام ترقى في عدة مناصب في الهرم الوظيفي للشركة ترتبط جميعها بالإنتاج فمن رئيس مصلحة إلى رئيس قطاع لمدير لمدير سام ونجح في تسييرها بهدوء وتؤددة.
اعتمد كثيرا في تسييره على الخبرة في المجال و تشجيع العمال باعتماد "التي هي أحسن" فحقق نجاحات كبيرة في الانتاج وساعدته طبيعة تربيته في أن يكون محبوبا لدى العمال.
خصص له سكان المدينة استقبالا كبيرا لدى أدائه أول زيارة للمدينة بعد مغادرته الشركة عبروا خلاله عن تقديرهم واحترامهم له.
استقبله رئيس الجمهورية خلال فترة تسييره لإدارة شركة المحروقات وطلب منه العودة لشركة سنيم من خلال بوابة الإدارة التجارية. فهل هو تمهيد لشغل منصب المدير العام للشركة حاليا؟
الإطار والوزير السابق سيد احمد ولد الرايس
ينتمي ولد الرايس،الذي يتميز في الغالب بالتواضع، لوسط اجتماعي محلي ما جعله يشارك في تمويل معظم الأنشطة الثقافية والاجتماعية المتعلقة بالمدينة المنجمية.
ومثل لفترة من الزمن أحد الرجالات البارزين في النظام الحالي وأكثرهم إخلاصا له، شغل مناصب مهمة في الدولة لا يمكن أن يصلها إلا صاحب مكانة في النظام.
فكان محافظا للبنك البنك المركزي ووزيرا للاقتصاد والتنمية ورئيس المحاورين عن النظام في حوار دكار.
المدير الحالي لميناء الصداقة حسنه ولد اعلي
يحظى حسنه ولد اعلي المنحدر من الشمال الموريتاني بثقة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز ما جعله يتقلد مناصب مهمة في الدولة من ضمنها مدير شركة الموريتانية للطيران ومدير ميناء الصداقة.
له شخصية قوية تتحول في بعض الأحيان إلى صدامية مثل قصة الطائرة التركية وولد اصنيبه، ومع ذلك فقد نجح في تسيير شركة الموريتانية للطيران وميناء انواذيبو ويرى المقربون منه أنه سيكون قادرًا على تسيير شركة سنيم بشكل أفضل.