ابوه ولد اسفيره إحدى الشخصيات البارزة التي تميزت خلال العقدين الماضيين في مجال الأعمال مع إخوة له شاركوه نفس المجال. ولعله من بين شخصيات قلائل في مدينة المعادن اكتشفت بشكل مبكر احتضان ولايته لمخزون هائل من الذهب فقرر الاستثمار في مجال التنقيب منتقلا من مجال النقل البري إلى مجال التجارة العامة ليستقر به المطاف كأحد أهم المستثمرين في مجال التنقيب عن الذهب بشقيه الاستخراجي وذلك المتعلق بمجال معالجة الحجارة، فبالإضافة إلى تشكيله عدة فرق للتنقيب عن الذهب في منطقة اكليب اندور وفر ولد اسفيره 14 ماكينة لمعالجة الحجارة كآخر مرحلة من مراحل استخراج الذهب.
وقد مكنته تجربته في هذا المجال وعلاقاته المتميزة مع المنقبين وشفافيته في العمل في أن يكون قبلة للمنقبين العائدين لتوهم من اكليب اندور بعد رحلة شاقة للبحث عن الثراء السريع
فجعلوا من قسمات وجهه بعد كل عملية معالجة مقياسا لمعرفة مدى نجاح الرحلة التي يعولون على حصادها الكثير.
ونظرًا للتجارب التي راكمها الشاب في هذا المجال أجرت معه ازويرات ميديا المقابلة التالية التي ترصد أغوار وخفايا وحقيقة رحلة البحث عن الذهب بعد أن تعددت حكاياتها واختلفت من شخص لآخر.
نص المقابلة :
حقيقة وجود الذهب في اكليب اندور
قال ابوه ولد اسفير إن التشكيك في وجود الذهب في منطقة اكليب اندور بولاية تيرس زمور أمر غير وارد لأن هذه المنطقة تزخر باحتياطات هائلة من الذهب مضيفا أنه مع ذلك فإن حظوظ المنقبين لم تكن متساوية فمنهم من يعطيه الله الكثير ومنهم ما دون ذلك ومنهم من يحرمه واردف ولد اسفيره أنه يعرف بشكل دقيق كل ما يجري بشأن عمليات التنقيب باعتباره يملك 14 ماكينة لمعالجة الحجارة المستخرجة من اكليب اندور تعمل بها فرق تربط الليل بالنهار ولا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن يكون على اطلاععلى أبسط تفاصيل العمليات الخاصة بهذا المجال.
الخبرة ودورها في لعبة الحظ
أكد ابوه ولد اسفيره أن بعض المنقبين حصل على ما بين 140 اغراما من الذهب و 150 خلال معالجته ل 10 خنشات في مدة لا تتجاوز 24 ساعة وهو مبلغ يزيد على مليوني أوقية قديمة فيما لم يتمكن آخرون من الحصول على شيئ بعد معالجتهم ل 100 خنشة مرجعا سبب هذا التفاوت إلى عامل الخبرة والتجربة موضحا في هذا المجال أن المنقبين المتأنين الذين يمتلكون الخبرة لن يخسروا أبدا في العملية لأنهم سيتريثون وسيقومون بعملية "التنسيب" ميدانيا في مواقع الاستخراج وهي عملية أولية لمعالجة نماذج من الانتاج من أجل معرفة ما إذا كان بإمكانهم الإقدام على حمل الحجارة عبر الشاحنات إلى ازويرات لأجل المعالجة معتبرا هذه العملية مكلفة ولا يقدم عليها أصحاب الخبرات و مضى ولد اسفيره في حديثه لازويرات ميديا قائلا : "إن هؤلاء عندما يعثرون على منطقة ويبدأون فيها عمليات التنقيب يجرون عملية التنسيب مباشرة ثم بدل أن يحملوا كل إنتاجهم من أجل المعالجة في ضواحي ازويرات يحملون 10 خنشات فقط للمعالجة وعند العثور على الذهب يكون هذا هو المؤشر الثاني بعد التنسيب الذي تعتبر نتيجته المؤشر الأول وبناء على ذلك يتخذ القرار بحمل بقية الانتاج إلى إزويرات"
ويضيف ولد اسفير أن هنالك من المنقبين في اكليب اندور من حصل على 18 اغراما من الذهب للخنشة الواحدة وهناك من حصل على 22 اغراما كما حصل آخرون على ما بين 10 و 11 و 13 اغراما وحصل البعض على ما بين 6 اغرامات و8.
ورفض ولد اسفيره التحدث عن متوسط الانتاج من الذهب معتبرا أن ليس بالإمكان تحديده حاليا نظرا لحجم عدد المتطفلين على التنقيب الذين استخرجوا الكثير من الحجارة العقيمة ولن يكون بمقدورهم المواصلة نتيجة لخسارتهم الكبيرة فيما ستبقى الساحة لأصحاب التجارب الذين سيواصلون عمليات التنقيب في المنطقة.
وقال ولد اسفيره إن أكبر دليل على وجود احتياطات هامة من الذهب في منطقة اكليب اندور أن البنك المركزي قد اشترى خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع 40 كيلوغراما من الذهب وهو ما تتجاوز قيمته 500 مليون أوقية قديمة.
جوانب استفادة ازويرات من عمليات التنقيب
شدد الشاب ابوه ولد اسفيره على أن الاستفادة من عمليات التنقيب يمكن الحديث عنها من منظارين.
الأول و يمكن القول من خلاله أن المنقبين القادمين من الولايات الأخرى هم الأكثر استفادة من العملية باعتبار أن سكان مدينة ازويرات لا توجد فيهم البطالة بشكل كبير كما هو شأن الولايات الأخرى لذلك لم تستقطبهم بشكل كبير عمليات التنقيب وهو ما جعل تواجدهم بين المنقبين يكاد لا يذكر وهذا حال رجال أعمالهم غير أنهم استفادوا من المنظور الثاني المتعلق بالإحتياجات التي فرض على المنقبين اقتناءها من ازويرات على غرار المازوت والمواد الغذائية واللحوم وأرصدة الهواتف إلى غير ذلك.
مستقبل عمليات التنقيب
كشف ولد اسفيره النقاب عن أن الدولة تسعى للبحث عن المياء في المنطقة وأنها أرسلت فرقا للتنقيب عن المياه من الشركة الوطنية للصناعة والمناجم وفي حال عثرت على المياه فإنه يتوقع أن تتواصل عمليات التنقيب عن الذهب بسلاسة وفي حال لم يعثر على المياه فإنه من مصلحة المنقبين ومصلحة الدولة أن يتم إغلاق المنطقة إلى ما بعد الصيف.
طريقة المحاصصة بين المستثمرين و عمالهم.
قال ابوه ولد اسفيره إن طريقة المحاصصة بين المستثمر وعماله غير ثابتة نظرا لوضعية العمال أنفسهم إذ يجدون أنفسهم أحيانا شركاء في الاستثمار غير أن الغالب هو أن المستثمر يوفر المواد الغذائية التي تتطلبها الرحلة و تكاليف الخيام والتجهيزات التي سيتم من خلالها الحفر وتكاليف نقل العمال وأرصدة هواتفهم فيما يقتصر العمال على العمل اليومي وعندما يستخرج الإنتاج يتم تسديد تكاليف حمل الحجارة إلى ازويرات وتكاليف المعالجة ثم يوزع المبلغ إلى ثلاثة حصص واحدة منها للعمال فيما يستحوذ المستثمر على حصتين.