قبل أقل من أسبوع ودعت مدينة ازويرات الفتى الوديع والشيخ النابه السعد ولد محمد ولد السعد ولد الشيخ حسنة لوالده محمد ولد السعد أحد أعيان مدينة ازويرات وأكثرها محبة إذ لم يتفق سكان ازويرات على شيء أكثر من تقدير ومحبة الرجل الذي غادر يوما المدينة في صمت مهيب.
قبل أيام قليلة التحق به نجله وكأن الموت لا يختار في هذه الأيام إلا أخيار الناس وأفاضلها.
لقد شابه السعد والده كثيرا في أخلاقه وتواضعه وصلاحه وحتى في اختيار القطاع الذي كان يعمل به ومن شابه أباه فما ظلم.
لم يكن اختياره ووالده لقطاع التعليم بمحض الصدفة وإنما لأنه يقود أصاحبه إلى بث العلم في صدور الرجال والنساء وكم من شباب ازويرات نهل من معينهما علما وأخلاقا وتواضعا وكم من شباب ازويرات أخرجوا بفضلهم من غياهب الجهل إلى نور العلم والمعرفة.
واليوم تفقد المدينة المغفور لها بإذن الله أماه بنت البخاري بعد صراع مرير مع المرض تاركة فراغا كبيرا لا يمكن تعويضه وهي التي تمكنت خلال حياتها من ربط شبكة كبيرة من العلاقات مع مختلف التركيبة السكانية بفضل سلوكها النادر وتعاطيها الإيجابي مع الجميع وهكذا خدمت البعض من خلال مسيرتها الوظيفية في اكونوما وتلك السياسية التي بوأتها أكبر المناصب السياسية النسائية في الحزب الجمهوري من خلال رئاسة اللجنة الجهوية للنساء.
لم تتقاعس بنت البخاري يوما عن ما يمكن أن يرفع من شأن المدينة فكانت حاضرة وبقوة في كل النشاطات التي تخدم المدينة.
تعازينا للأسرتين الكريمتين و رحم الله فقيدي مدينة ازويرات وأسكنهما فسيح جنانه والهم ذويهما الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون