سيد احمد ولد مكية.. الرجل الغائب الحاضر (تأبين)

اثنين, 2019/05/13 - 12:54م

كنت، ليل البارحة، في المسجد أستعد للصلاة، مع عدد من أبناء ازويرات، وإذا بأحد الشيوخ ينعى رجل ثمين. تساءلت في نفسي، ثم سألت الآخرين: هل فعلا من يتحدث عنه الشيخ هو سيد أحمد ولد مكيّه!!..

كان الرد سريعا: نعم إنه الشهم، الصبور، اللطيف، السمح، الخلوق سيد أحمد.

هالني الأمر، واستوقفتني ذكريات الزمن الجميل، حين كان سيد أحمد يوزع الابتسامات على المدرسين والجيرة والأصدقاء والمعارف وحتى المارّه. تذكرته وأنا حينها مديرا للمدرسة رقم 8 التي تأخذ المدينة اسمها (لبطاح) وهو رئيس مكتب آبائها. كان يحيطني، مثلما يحيط غيري، بشتى أنواع الاهتمام مع زاد كبير من حسن الخلق والكرم وحلاوة المنطق ورقة الطبع.

سيد أحمد غاب عنا فجأة، غيّبه الموت تاركا هوة لا يمكن ردمها داخل قلوب كل من عرفوا سماحته ورجاحة عقله وما بين يديه من أزهار حب فطري يهديها، ليل نهار، لكل من عرفه أو حادثه أو جاوره أو عمل معه، أو تجاذب معه حديثا خاطفا على قارعة الطريق.

لقد ودعناه بالأمس وكلنا ألم وحسرة وحزن، لكننا احتسبنا أجره على الله، وأودعناه قبرا رحبا من الرحمات التي سيتغمده بها من هو خير منا له: القادر وحده على أن يغفر له، ويلبسه شآبيب رحمته، ويسكنه فسيح جناته. وإن لله ما أعطى وإن له ما أخذ.

سيد احمد ولد بوبكر سيره