دافع عنها بحكمة، وقوة وشراسة، قبل أن يرحل عنها في صمت مهيب

أحد, 2020/01/19 - 10:22م

قد يكون أغلبية سكان ازويرات، وخاصة الجيل الجديد، لم يعرفوا عن قرب المغفور له بإذن الله، فقيد مدينة ازويرات وتيرس زمور بشكل عام، أحمد ولد الديك عن قرب، ذلك أن الضعف والمرض أقعداه منذ سنوات، قبل أن يتم نعيه الْيوم في مدينة انواكشوط، ويوارى جثمانه الثرى في مقبرتها، تاركا وراءه تاريخا حافلا بالنبل، والتضحية، والنضال، في سبيل الحق.

كان أحمد ولد الديك، أحد رجالات مدينة ازويرات القلائل، الذين دافعوا عنها بشراسة، طيلة عقود من الزمن في المحافل السياسية، مستخدما صوتا جهوريا، وحنكة فريدة، وعقلا راجحا، لا يخشى صاحبه في قول الحق لومة لائم.

لقد كان المغفور له، يثير الراحة والطمأنينة لسكان المدينة، كلما زارتهم شخصية كبيرة، وعلموا أنه يحضر اجتماعها، لأنهم يدركون أنه خير من سيمثلهم، ويطرح مشاكلهم الملحة، في طرح مقنع، يستخدم فيه كل أساليب البلاغة، والحنكة، ورجاحة العقل، والصراحة.

لم يكن ولد الديك بغافل عن هذه اللحظة، لقد أعد لها عدتها، فكان مصرا على ارتياد المساجد، كثير الخطى إليها، صواما متصدقا. فبرحيله  تكون ازويرات قد خسرت أحد أهم رموزها خلال العقود الماضية.

وبهذه المناسبة ترفع إدارة ازويرات ميديا تعازيها القلبية إلى أسرة أهل الديك قاطبة وإلى أبناء الفقيد بشكل خاص متنية للفقيد الرحمة والغفران ولهم الصبر والسلوان.