المدير العام ل"سنيم" يشخص الوضعية الراهنة للشركة

أربعاء, 2021/04/14 - 11:27ص

الأرباح التي حققتها سنيم لا تعني بالضرورة أنها في وضعية صحية جيدة 

قال الإداري المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمعادن سنيم المهندس محمد فال ولد اتليميدي إن الشركة حققت خلال السنة قبل الماضية أرباحا مهمة وضاعفتها خلال السنة الماضية لكن ذلك لا يعني أنها في وضعية صحية جيدة مشددا على أن هذه الوضعية المالية المريحة يمكن أن تساعدها في تصحيح مختلف الإختلالات التي تعاني منها الشركة المنجمية.

جاء ذلك خلال سلسلة من اللقاءات المغلقة بأطر الشركة في مدينة ازويرات أوضح خلالها التأثير السلبي لجائحة كوفيد خلال السنتين الماضيتين على المنتجين الرئيسين للحديد في استراليا والبرازيل في وقت عرفت فيه الصين طفرة تميزت بتشييد كثير من المشاريع التي تتطلب حجما أكبر من الحديد مضيفا أن هذه الوضعية العالمية ساهمت في جعل الطلب على الحديد أكبر من العرض وهو ما انعكس إيجابا على المادة المعروضة واستفادت سنيم من الزيادة في السعر التي نتجت عن هذه الوضعية وأضاف : "رغم الوضعية المالية المريحة للشركة فإنها تعاني من مشاكل بنيوية كبيرة" :

 

على مستوى الإنتاج : 

منافسونا أقوى كما وكيفا وجودة 

أوضح الإداري المدير العام للشركة في اجتماعاته بالأطر أن سنيم تعاني من مجموعة من المشاكل من بينها صعوبة الوصول إلى مناجم الحديد الغنية التي يتطلب الوصول إليها إزالة أحجام كبيرة من النفايات في الوقت الذي تعتمد فيه الشركة لتحقيق هذا الهدف على آليات منجمية عتيدة ومتهالكة وهو ما يضاعف من تكلفة الإنتاج  ينضاف إلى ذلك أن منشآت المناولة هي الأخرى قديمة ومتهالكة ولم تستطع هي الأخرى أن تفي بالمطلوب.

وأكد ولد اتليميدي أن مصنع كلب الغين رقم 2 الجديد الذي ترتكز عليه الشركة والذي كان ينتظر أن ينتج 4 ملايين طن سنويا لم يستطع تجاوز نصف هذا العدد مسجلا مليون و 900 ألف طن للسنة وشدد على أن معدل إنتاج البلاد أقل من 1%  من الإنتاج العالمي الذي يبلغ مليار طن من الحديد تنتج منها موريتانيا 12 مليون طنا فقط وهو ما يعني أن بعض المنافسين هم من حيث الكم والكيف والجودة والتكلفة أقوى مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تنتج فيها استراليا سنويا ما بين 850 و 900 مليون طن والبرازليين 400 مليون طن فإن تكلفة إنتاج الطن لديهما لا تتجاوز 13 دولارا فيما تبلغ التكلفة الأولية لدى  سنيم ثلاثة أضعاف ذلك.

وعلى مستوى الجودة كشف ولد اتليميدي عن أن أفضل نوعية من المعادن تتوفر عليها سنيم هي نوعية GMAB التي تستخرج من كلب الغين لكن نسبة السلس فيها التي تؤثر سلبا على الثمن تبلغ 7% فيما تتراوح نسبته لدى منافسي الشرك ما بين 1 إلى 2%.

وخلص الإداري المدير العام للشركة إلى أن هذه الوضعية تجعل سنيم في وضعية صحية غير جيدة بل يمكن وصفها بالحرجة.

 

على مستوى الطاقة 

مصدر الكهرباء الوحيد لدينا في وضعية كارثية 

أوضح الإداري المدير العام للشركة المهندس محمد فال ولد اتليميدي أن شركة سنيم ترتكز في مجال الطاقة على المحطة الكهربائية في كلب الغين التي لا تستطيع حاليا تلبية الحاجة المطلوبة بسبب تعرضها لكثير من المشاكل والأعطاب وزيادة الأعباء بفعل كهربة حي الترحيل ومركز معالجة الحجارة المشبعة بالذهب كاشفا النقاب عن أن سنيم كانت بصدد تنفيذ مشروع لتشييد محطة كهربائية جديدة بطاقة 50 ميجاوات لكن هذا المشروع تزامن مع الأزمة العالمية التي شهدتها أسواق الحديد في الفترة ما بين 2014 و 2019 وتخلت عنه سنيم نتيجة لذلك ولأن الدولة أيضا بصدد إنجاز مشروع يربط ازويرات بانواكشوط عبر خط للكهرباء عالية الجهد منبها في هذا المجال إلى أن سنيم تحتاج مصدرا للكهرباء خاصا بها يمكن الإعتماد عليه كمصدر بديل في حال تعطل الخط القادم من انواكشوط الذي ستتطلب فترة إصلاحه على الأقل يومين، أو كمصدر أساسي في حال أن تكلفة الكهرباء الخاصة بالدولة أكبر من التكلفة المعتادة لدى سنيم لذلك فإن مشروع كهربة ازويرات انطلاقا من انواكشوط رغم أهميته لا يغني عن تشييد محطة كهربائية جديدة واصفا وضعية المحطة الحالية ب"الكارثية".

 

على مستوى المصادر البشرية 

سنيم لا تعاني من نقص في العمال وإنما التغير في العقليات  

أوضح المدير العام للشركة أن سنيم لا تعاني من نقص في عدد العمال بل إن لديها زيادة في عددهم غير أن ما تعانيه في هذا المجال هو تغير العقليات مؤكدا أن العامل كان عندما يحدث عطب في نهاية دوامه فإنه يرفض العودة إلى المنزل قبل التغلب عليه و دون الحرص على الإستفادة من الساعات الإضافية.

وفي معرض تعليقه على الخلافات الشخصية البينية في صفوف الأطر والأطر السامين في الشركة دعا ولد اتليميدي إلى تجاوز هذه الخلافات باعتبارها تنعكس سلبا على العمل مطالبا بالتضامن بين الجميع و على جميع المستويات من أن أجل أن يكمل بعضهم البعض حتى تختفي كلمة "هذا ما يعنيني" من قاموسهم التي يتحجج بها البعض في كل مرة مشبها المصادر البشرية في الشركة بالسبحة التي إذا انقطع سلكها يتفرق الحب المشكل لها.

 

الوصفة الطبية : 

خلص ولد اتليميدي إلى أن الوضعية المالية لدى سنيم التي وصفها ب"المريحة" يمكن أن تسمح بتصحيح اختلالاتها عندما يستثمر في تشييد محطة كهربائية جديدة و اقتناء آليات منجمية واستبدال بعض المعدات المتهالكة في منشآت المناولة معتبرا أن ذلك ما يضمن بقاء الشركة واستمرارها وأنه يعمل خلال استراتيجيته في العمل على تحقيق هذا الهدف.

وتعتبر هذه ثاني زيارة يؤديها الإداري المدير العام الجديد لازويرات منذ تعيينه على رأس إدارة الشركة بعد زيارته الأولى فور استلامه مهامه.