
قبيل الثامن من يونيو 2003 بأيام قليلة أرسلت قناة الجزيرة لمراسلها في نواكشوط وقتها Abdallah Mohamedi عبد الله محمدي جهاز بث "فيديوفون" وكان يسمى وقتها الهاتف المرئي وهو جهاز بث مباشر مربوط بالأقمار الصناعية رغم أن وزنه يزيد على عشرين كيلوجرام وكان عبارة عن صندوق كبير داخله جهاز كمبيوتر خاص يربط بهوائيات تشبه لوحات الطاقة الشمسية، كان الجهاز يعد ذلك الوقت ثورة في مجال الاتصال والبث.
من هذا الجهاز قدم عبد الله محمدي أول مداخلة مباشرة من نواكشوط من خارج مقر التلفزة الموريتانية المؤسسة الوحيدة التي كانت تملك جهاز بث عبر الأقمار الصناعية وهي المحطة الأرضية الثابتة التي تبث منها على عربسات.
جاءت محاولة انقلاب الثامن من يونيو وكان جهاز "الهاتف المرئي" هو النافذة الوحيدة التي سيشاهد منها العالم ما جرى في نواكشوط من خلال النقل المباشر الذي كان يقوم به المراسل عبد الله محمدي أو الفيديوهات الحصرية التي التقطها بنفسه بعد عدم تمكن المصور من دخول العاصمة نواكشوط.
استغل عبد الله خبرته في تغطية الحروب في افريقيا ونقل بجرأة المعارك الضارية بين الانقلابيين وقوات النظام، وقام بتصوير الدبابات وهي تحترق ومشاهد المعارك بين الاذاعة والقصر الرئاسي، وظل مواصلا العمل طيلة اليوم الأول قبل أن يصل المصور في اليوم الثاني، وكنت يومها أساعده في تركيب جهاز البث وربطه بالأقمار الاصطناعية ومن ثم ربطه بغرفة التحكم في الدوحة.
بعد اكثر من عشرين سنة تطور فيها البث التلفزيوني المباشر من الفيديوفون مرورا بالدي إس ان جي وصولا لتقنية التيفيو واللايفيو وهي تقنيات بث عبر الجيل الرابع والخامس من الانترنت سهلت عمليات البث التلفزيوني حتى بات بإمكان المراسل ان يقوم بمداخلة مباشرة عبر الهاتف بنفس جودة البث عبر الأقمار الصناعية العادية.
كانت مؤسسة SaharaMedias صحراء ميديا سباقة لفهم دور تقنيات البث الحديثة في تطوير الإعلام وواكبت منذ تأسيسها آخر تقنيات البث التلفزيوني وكانت رائدة في هذا المجال في المنطقة سواء من مقرها الرئيس في نواكشوط او مكاتبها في الرباط ودكار وأبيدجان، لذا لم يفاجئني المستوى التقني والبثوث المباشرة في نشرات أخبار قناة صحراء 24 في بثها التجريبي.
في الصور المرفقة:
* صورة دبابة محترقة من انقلاب الثامن يونيو 2003
* صحفي مكسيكي يغطي لقناة نهائي كأس العالم من المركز الإعلامي وذلك عبر هاتفه الجوال
* قناة بين سبور تشرك عددا كبيرا من المراسلين من أماكن مختلفة في نفس عبر تقنيات البث عبر الانترنت
* لقطة من نشرة أخبار صحراء 24


