رجل أعمال من ازويرات يضع مصلحة السكان فوق الأرباح : مشروع بيع الخضروات نموذجاً

سبت, 2025/01/25 - 12:23م

ازويرات: قصة ولاء وانتماء
بدأ رجل الأعمال المعروف، السيد كابر ولد اكريد، حديثه في المقابلة، التي أجرتها معه ازويرات ميديا، بالإشارة إلى جذوره العميقة في مدينة ازويرات التي ولد فيها عام 1967، ونشأ وترعرع بين أهلها.
تحدث بفخر عن المدينة العمالية التي ساهمت بشكل كبير في نهضة موريتانيا من خلال جهود سكانها وعمالها، وخاصة عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم"، الذين وصفهم بأنهم "العضد الذي يكد من أجل دعم الاقتصاد الوطني"، مشيرا إلى أن ارتباطه العميق بهذه المدينة العمالية دفعه إلى إطلاق مشروع يهدف إلى دعم السكان وتخفيف الأعباء عنهم.
يقول ولد اكريد: "ازويرات هي رمز للعمل والجد. عمالها في شركة (سنيم) كانوا ولا يزالون العمود الفقري للاقتصاد الوطني، ولولا جهودهم لما وصلت موريتانيا إلى هذا المستوى من التنمية".ازدحام لدى المحل

الفكرة التي تأخرت لكنها لم تمت
بدأت فكرة المشروع منذ سنوات، وتحديداً مع فتح المعبر البري مع الجزائر، حيث خطط ولد اكريد لإقامة شراكة مع رجال أعمال جزائريين لدعم سكان المدينة. لكن الجائحة حالت دون تنفيذ المشروع في حينه. ويقول: "رغم العقبات، أطلقت المشروع منذ شهر، وركزت على توفير الخضروات بأسعار أقل من السوق. بدأت ببيع الكيلوغرام من الخضروات ب 300 أوقية مثل البطاطس والجزر والطماطم والبصل إلى غير ذلك من الأصناف، وفي أسوء الأحوال ب 350 أوقية بعد ارتفاع أسعارها في سوق انواكشوط، في حين تتراوح أسعارها في السوق المحلي ما بين 400 و500 أوقية".غرفة التبريد

ولتأمين استقرار الأسعار، قام ولد اكريد بشراء أربعة مخازن للتبريد بسعة إجمالية قدرها 120 طناً، بالإضافة إلى حافلة تبريد لنقل الخضروات من مختلف المناطق. وأكد أن المشروع يهدف إلى تثبيت الأسعار وتخفيف العبء عن السكان، خصوصاً العمال غير الدائمين (الجرنالية) الذين وصفهم بأنهم "الطبقة الأكثر احتياجاً للدعم".

أثر المشروع على سكان المدينة
استفاد سكان ازويرات بشكل مباشر من هذا المشروع، حيث أكد ولد اكريد أن المشروع أدى إلى تخفيض الأسعار، مما وفر للمواطنين ملايين الأوقية. وأوضح: "مبيعاتي خلال الأيام الماضية وصلت إلى 40 طناً من الخضروات، بفارق أقل من السوق المحلي بلغ 12 مليون أوقية، وهذا الفارق هو ربح حقيقي للمواطن".من داخل المحل

التحديات والبدائل
تحدث ولد اكريد عن الصعوبات التي يواجهها في سوق نواكشوط، حيث يحاول التجار رفع الأسعار. وأوضح أنه بدأ التعامل مباشرة مع موردين مغاربة لضمان استقرار الأسعار، مشيراً إلى نيته الاعتماد بشكل أكبر على المزارعين الموريتانيين. وأضاف:"هدفي أن أشتري الخضروات من المزارعين الوطنيين، لدعمهم من جهة وتخفيف الأعباء على سكان ازويرات من جهة أخرى. فإذا تمكنا من شراء الطماطم مثلاً بـ 50 أوقية من المزرعة، يمكن بيعها في المدينة بـ 150 أوقية".

فرص العمل
أكد كابر ولد اكريد أن المشروع ساهم في توفير فرص عمل لـ12 شخصاً حتى الآن، مع خطط لتوسيع المشروع واستحداث نقاط بيع جديدة في أحياء الترحيل، و600 وحدة سكنية، والحيط، وشارع الرسول. كما أعلن عن نيته اكتتاب خمسة عمال إضافيين وتجهيز هذه النقاط بوحدات تبريد حديثة.واجهة المؤسسة

الخطوة القادمة: توفير السمك بأسعار تنافسية
كشف رجل الأعمال كابر ولد اكريد عن خطته المستقبلية لتوسيع مشروعه ليشمل السمك كجزء من السلع التي يوفرها للسكان بأسعار تنافسية. وأوضح: "سأعمل على استجلاب السمك من مدينتي نواكشوط ونواذيبو، حيث ستتم معالجته مباشرة بعد اصطياده وتبريده ليصل إلى ازويرات بحالة جيدة، وسأوفر أنواعاً مختلفة من السمك، بما فيها عينات مميزة للمأدبات، حتى تتمكن الأسر من إعداد وجبات متنوعة تقلل اعتمادها على اللحوم الحمراء".

وأضاف: "سأتعامل مع طباخ محترف لإعداد وجبات بالسمك وتصويرها  ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، لتعزيز ثقافة تناول السمك بين سكان المدينة. هدفي ليس فقط خفض الأسعار، وإنما أيضاً إدخال عادات غذائية صحية ومتنوعة".

اللحوم الحمراء: خطة لتقليل التكاليف
وأشار ولد اكريد إلى نيته الاستثمار في مجال اللحوم الحمراء، حيث قال: "سأستجلب رؤوس جدعان الإبل، وأوفر لحومها بأسعار تتراوح بين 1500 و2000 أوقية قديمة للكيلوغرام، وسأوفرها على شكل قطعا أو لحوم مفرومة. الهدف من هذا المشروع هو كسر احتكار السوق والحد من المضاربات غير المبررة التي تثقل كاهل المواطن في مدينة ازويرات"، مشيرا إلى أنه سيستثمر أكثر من 100 مليون أوقية في هذا المشروع، لدعم السكان.

رسالة إلى السلطات والسكان
في ختام حديثه، وجه ولد اكريد رسالة إلى رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، مطالباً بمنح مدينة ازويرات اهتماماً خاصاً، خاصة في ما يتعلق بالاستفادة من المعبر البري مع الجزائر. وقال: "نطالب بتخصيص حصة غذائية شهرية للمدينة تشمل عدة مواد من ضمنها المعجونات والزيوت، وأنا مستعد لتمويلها وتسييرها بالتنسيق مع السلطات لضمان عدم تهريبها إلى مدن أخرى".

وأضاف: "رسالتي لسكان ازويرات هي أنني واحد منكم، وسأواصل العمل من أجلكم لتوفير السلع الأساسية بأسعار عادلة، لأن هدفي ليس الربح، بل خدمة هذه المدينة التي أعطتني كل شيء".

أجرى الحوار / سيد أحمد ولد بوبكر سيره