
محمد بوي ولد اسويدي، شاب طموح من مدينة ازويرات، كرّس حياته لخدمة الرياضة والارتقاء بلعبة كرة السلة في مدينته وعلى المستوى الوطني.
منذ نعومة أظفاره، لمع نجمه كلاعب كرة سلة في فريق كدية الجل، ممثلاً مدينته في العديد من المنافسات الرياضية.
ولد ولد اسويدي عام 1977، وكان طموحه وشغفه بالرياضة دافعًا له لشغل منصب النائب الأول للاتحادية الوطنية لكرة السلة في الانتخابات التوافقية الأخيرة.
بادر ولد اسويدي بتقديم ملف ترشحه في اليوم الأول من فترة الترشح مما جعل المنافسة ثلاثية بين ولد اسويدي ومحمد الأمين ولد كاب وافال يوسف حسب ترتيب إيداع ملفات الترشح.
المؤلم في القصة أن مدينة ازويرات، التي نشأ فيها ولد اسويدي وكرّس لها الكثير، اختارت دعم منافسه الرئيس الحالي، متجاهلة إنجازاته ودعمه المتواصل للمدينة.
ورغم أن أصوات ازويرات (عصبة كرة السلة وقسم كرة السلة في الرابطة الثقافية والرياضية للكدية) لا تتجاوز صوتين، إلا أن هذا القرار يحمل بعدًا رمزيًا يترك أثرًا نفسيًا عميقًا، إذ كيف تخذل المدينة من قدّم لها الدعم وأسس لمستقبل رياضي مشرق؟
ولد اسويدي ظل رمزا للعطاء، فقد وزّع التجهيزات الرياضية على أطفال ازويرات، ونظّم في 2022 أيامًا تدريبية تحت إشراف خبراء عالميين ولاعبين قدامى، بهدف زرع حب كرة السلة في قلوب الأجيال الصاعدة.
نجاحاته لم تقف عند حدود التنظيم، بل امتدت إلى قيادة فريقه "نجم الشمال"، الذي أسسه عام 2016، محققا الفوز بأربع بطولات للدوري الوطني خلال 2018 و2019 و2021 و2022 ووصافة البطولة مرتين خلال السنتين الأخيرتين.
ومع هذه الإنجازات، يواجه ولد اسويدي اليوم تحديا كبيرا في الانتخابات المقبلة لرئاسة الاتحادية الوطنية لكرة السلة. التي يتنافس فيها على 41 صوتًا موزعة بين الأندية والجهات المختصة، لكن المعركة تبقى صعبة، إلا أن الطموح والإنجازات التي يحملها الشاب تعكس إصراره على المضي قدما، حتى وإن خذلته مدينته.
قصة ولد اسويدي تختصر مأساة الخذلان حين يأتي من أقرب الناس، لكنها أيضًا شهادة حية على الإصرار والعزيمة في وجه التحديات.