.. وعادت الجارة التي كففنا عنها طويلا أيدينا وألسنتنا، لتنخرط في محاولة أخرى يائسة لدق الإسفين بين فئات شعبنا الواحد، لتنفي قذى الفشل عنها بمحاولة الحديث عن مشاكل لا وجود لها إلا في خيال ماكي المريض وسادته الذين يسيرونه من وراء البحار.
أبلغني أحد الأصدقاء أن إدارة الأمن والمكتب الثاني والمخابرات بصدد إعادة الاعتبار للجواسيس والمخبرين من قدماء المحاربين في الميدان، وذلك تزامنا مع نشاط خلايا التجسس الإلكتروني والتنصت والقرصنة، لتجمع بين الأصالة والمعاصرة في الجوسسة.
قديما قال أحدهم على طريقة إياك أعني واسمعي يا جارة:
الله إدوم كل حال :: من ذ لحوال اعلينَ
في البداية؛ أود أن أقول إنني فخور بانتمائي لموريتانيا؛ وهو ما يحتم علي دائما أن أكون عادلا وصريحا ومتحررا من كل العقد. تماما مثل انتمائي لكندا وتضامني مع أقاربي ومعارفي الصحراويين.
صديقي العزيز؛ أشعر بأنني معني بالرد على موقفك تجاه شهدائنا في حرب الصحراء الذين وصفتهم بأنهم "ضحايا". هذه التصريحات سبق أن أدلى بها شخص غير متعلم ومتدني الأخلاق ولم يعر لها أحد أي اهتمام، لكن حين تأتي من طرفكم فإن الأمر يختلف.
بير أم أكرين ثغر الوطن الباسم وعلى الثغور لا يكون إلا الأبطال؛
وفى بير أم أكرين تاريخ، وفيها بساطة وفيها إنسان جمع تلك المعانى. فجاءت الحياة فيها نسقا نادرا، وعالما مغايرا. وعلى كل ذرة من تراب بير أم أكرين نفس من عزة أهل الثغور، وبساطة الإنسان الكريم، وعبق من روح الشهيد.
ترك إبراهيم طريق الإسفلت بعد نقطة تفتيش الدرك الأخيرة لمدينة الزويرات أمتد الفراغ أمامنا ملئ البصر لا شئ يقطع سكون الصحراء غير تأوهات وأنات هضبة الغين بفعل عمليات إستخراج خامات الحديد تذرف هضبة الغين دوموعها فترسل أعمدة من الدخان تطاول السماء