بير أم أكرين ثغر الوطن الباسم وعلى الثغور لا يكون إلا الأبطال؛
وفى بير أم أكرين تاريخ، وفيها بساطة وفيها إنسان جمع تلك المعانى. فجاءت الحياة فيها نسقا نادرا، وعالما مغايرا. وعلى كل ذرة من تراب بير أم أكرين نفس من عزة أهل الثغور، وبساطة الإنسان الكريم، وعبق من روح الشهيد.
فى بير أم كرين بيوت وشوارع وحوارى تحكى قصة رجال مروا من هنا وصنعت خطاهم تاريخ البلد. مر من هنا تقريبا كل رجال الرعيل الأول. مر المختار رحمه الله، وجلس هنا وهناك. وألتقى كما ذكر رحمه الله بالرئيس السينغالى سينغورهناك.
ومر رجال الجيش الوطنى تباعا، ومرت كتائب تحمل الموت ليعيش غيرهم بسلام. وعاشت بير أم أكرين الموت مرات لتعيش بقية الوطن بسلام. كم هو عظيم ذلك الإنسان المقبل على الموت ليعيش غيره. وكم هو عظيم جزاء الشهادة.
تلمست خطى الذين سبقونا، وقفت على القلعة حيث كان الرئيس المختار رحمه الله يقف ذات صباحات ومساءات حالما بوطن. وجاء من بعده رجال لم يعطوا الدنية فى وطنهم وماتوا وهم مقبلون.
وقفت على تلك القلعة وتلمست خطى القوم وآثارهم. فلم أملك إلا الدعاء لهم والترحم و الإستغفار لهم.
فلقد كانوا لنكون. وكانت بير أم أكرين ليكون وطن يدعى موريتانيا.
محمد الشيخ محمد