تبكي مدينة ازويرات اليوم إحدى أعظم نسائها اللائي واكبن تاريخ تأسيس المدينة المنجمية، إنها الوالدة الراحلة كني والدة أسرة أهل بارو الفاضلة التي وافتها المنية اليوم في العاصمة الفرنسية باريس بعد رحلة مع المرض انتهت برحيلها عن دار الدنيا الفانية تاركة شبكة من العلاقات الممتازة التي استثمرت طيلة حياتها لنسجها على قاعدة أساسها الصدق والمحبة ورعاية الفقراء والمساكين فكانت طيلة عقود من الزمن، مأوى للتائهين والمعوزين يصدح لسانها بالحق فلا تريد في الله لومة لائم.
كنت أسعد دوما خلال زيارتي لها ليس فقط للعلاقات التاريخية التي تربطني بها وإنما لشعوري بحميمية اللقاءات التي كانت كل مرة تجمعني بها إذ كانت تعتبرني ابنها الذي لم تلده فكان حديثها الودي وممازحتها لي أَجِد فيها نوعا من الارتياح.
لم تكن كني امرأة عادية، فإلى جانب دورها الإنساني، كانت امرأة حديدية بامتياز، حيث استطاعت بمجهودها، بعد وفاة زوجها تربية أولادها على أحسن وجه، فكانت بالنسبة لهم الأب الحريص على مصلحة أولاده، والأم الحنونة العطوفة عليهم . برهنت خلال حياتها على قدرة المرأة على النجاح في التسيير، من خلال إدارتها للشركة الوحيدة التي ترك زوجها.
برحيلها ستترك كني فراغا كبيرا في مدينة ازويرات، سيذكره فقراء المدينة ومساكينوها وقططها السائبة، إذ لم يبقى لهم من ملجإ بعد اليوم.
فعزائي لكل هؤلاء، ولكل أبناء بارو : سليمان، نوره، وتمره، وإلى بقية الأبناء ولكافة سكان ازويرات بعد هذا المصاب الجلل.
تغمد الله الفقيدة برحمته الواسعة وأسكنها فسيح جنانه وألهم الجميع الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا إليه راجعون