زيارة غزواني لافديرك: عندما يسخر الذهب الأصفر لصالح مرشح النظام

لم تكد تمضي ساعات على فجر يوم الجمعة، حتى تعالت أصوات منبهات عشرات السيارات رباعية الدفع، وهي تجوب شوارع مدينة ازويرات لنقل مئات المناصرين الراغبين في استقبال مرشح الأغلبية محمد ولد الغزواني في مدينة افديرك، وهي سيارات تبدو من الوهلة الأولى، من خلال تناسق حركتها ذهابا وجيئة، أنها تخفي وراءها جهة منظمة، خاصة أنها تحمل جميعها على واجهاتها الصور المكبرة للمرشح محمد ولد الغزواني. 

وعند الاقتراب أكثر فأكثر تتضح الصورة، حيث رجال أعمال، وعمال يعملون في مجال التنقيب، سخروا بتأطير وتنسيق من مكتب المنقبين 100 سيارة رباعية الدفع للمساهمة في إنجاح حفل استقبال مرشح الإجماع الوطني، من خلال نقل المستقبلين خلال ساعات النهار، التي سبقت موعد وصول المرشح إلى موقع الاستقبال الرسمي في افديرك، حيث اختار المكتب واجهته الأمامية، لنصب مخيم جهز بالتجهيزات الضرورية لاستضافة المستقبلين، مع ما تتطلبه تلك الاستضافة من مشروبات و وجبات غذائية تتنوع بتنوع ذوق الضيوف، وهناك عقر المكتب الممثل للمنقبين رأسين من الإبل على شرف عشرات المواطنين الذين تنقلوا من ازويرات لاستقبال المرشح  فآواهم المخيم الذي وقاهم حر الشمس اللافح ووفر لهم ما يحتاجونه من غذاء ومشروبات على نفقته الخاصة لتسهيل مهمة انتظارهم لوصول المرشح.

ومن داخل المخيم توزع المنقبون على مجموعات تولى بعضها تقديم الخدمات اللازمة للضيوف فيما تولت أخرى توزيع قبعات وأقمصة على الجموع تحمل شعار ولد الغزواني وصورته وثالثة كلفت برفع لافتات غير بعيد من المخيم تحمل شعارات داعمة للمرشح وتدعو لمناصرته.

وكأن المنقبين يريدون من خلال ظهورهم بهذا الثقل الْيوم، بعث رسالة إلى المرشح مفادها تثمينهم للفرصة التي منحتهم السلطات الموريتانية من أجل استغلال ثرواتهم الطبيعية و من ثم تطويعها لكل ما يخدم الصالح العام.

وكان مكتب المنقبين يعتزم تنظيم قافلة من السيارات رباعية الدفع إلى منطقة اكليب اندور يوم الأربعاء الماضي لكنه سرعان ما أجل تاريخ انطلاقها من أجل استقبال المرشح محمد ولد الشيخ محمد احمد والغزواني.

ورغم أن مكتب المنقبين أسس منذ فترة في مدينة ازويرات، و سعى منذ ذلك الوقت جاهدا لفتح منطقة اكليب اندور أمام المنقبين الموريتانيين، والتقى لتحقيق هذا الهدف رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز خلال زيارته لمدينة ازويرات، غير أنه ظهوره القوي جاء لأول مرة خلال الحملة النيابية والبلدية الماضية التي دعم فيها بكل قوي مرشحي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في مقاطعة ازويرات وسخر في سبيل نجاحهم إمكاناته المادية وأدواته اللوجستية التي كانت جزءا من منظومة فرضت انتصار لوائح الحزب رغم كل التحديات وهو ما جعل النائب الشيخ ولد بايه الذي نجح لتوه من معركة انتخابية ضروس يسعى بكل ما يمثل من ثقل و ما يمتلكه من علاقات لتحقيق مطلبهم وهو ما نجح فيه بالفعل، فأضحت منطقة اكليب اندور الوجهة المفضلة للمنقبين الموريتانيين، ومصدر عيش لمئات الأسر، والمورد الأساسي للبنك المركزي من الذهب، بعد أن ظلت تلك المنطقة لسنوات منطقة كر وفر خلال مطاردات الجيش لهم.

ولعب المكتب منذ إنشائه دورا مهما في تسهيل مهمة ربط المنقبين بالإدارة حيث مثل حلقة الوصل بين الطرفين، وسهل انسيابية تنقل المنقبين إلى اكليب اندور والعودة منها مستغلا العلاقة التي تربطه بالإدارة وقادة الأجهزة الأمنية لتذليل المشاكل المطروحة على المنقبين والبحث مع هذه الجهات الرسمية عن الحلول المناسبة لها من أجل تذليل كل تلك العقبات التي ما فتئ المنقبون يطرحونها في كل مناسبة فنجحوا في تسوية الكثير منها فيما لا يزال البحث مستمرا عن الحلول لبعضها الآخر من خلال اجتماعات دورية تجمع الطرفين.