ازويرات ميديا : السيد الرئيس غصت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا وحتى بعض المواقع بما مضمونه أنكم عجزتم عن الحصول على النصيب الكافي من التوقيعات من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية وأن النظام تدخل من أجل مساعدتكم في الحصول على هذه التوقيعات ما هي حقيقة ذلك؟
برام ولد الداه ولد اعبيد : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أولا من عنده العمد هو النظام وأحزاب الموالاة وما عدا ذلك لا يتوفر المرشحون الآخرون على عمد إذا ما استثنينا سيد محمد ولد بوبكر الذي يدعمه حزب تواصل أما الآخرون فلا يتوفرون على عمد لأنه لا يوجد حزب معارض لديه عمد ثم إنني لم أعجز عن وجود التزكيات، فقد وجدت ما يكفيني من المستشارين وما لم أحصل عليه هم العمد فقط كغيري من المرشحين الآخرين إذن أنا في نفس المستوى مع الجميع وعدم تمكننا من الحصول على العمد لا يعود لعجز منا وإنما لأن النظام بادر بشكل مبكر لجمع توقيعات جميع عمد الموالاة على شكليات فارغة لمركزتهم لدى النظام وانطلاقا من ذلك لم يعد بإمكانهم التحكم في منح توقيعاتهم للمترشحين باستثناء حالات نادرة من بينها عمدة لكصيبه يعقوب ولد موسى ولد الشيخ سيديا الذي اتصلت به شخصيا ومنحني توقيعه. و دفعت هذه الوضعية الزملاء عمر ولد يالي وعبد السلام ولد حرمه إلى لقاء رئيسة حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم UDP الناهه بنت مكناس والتي أخبرتهم أن توقيعات عمدها أصبحت ممركزة لدى رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ولا يمكن أن يتصرف فيها غيره وأخبرتهم أنه ثمة نقاش دار بين الوزراء حول ما إذا كان ينبغي منح بيرام التزكيات اللازمة أم لا، وحسب مصدر الرجلين فقد احتدم النقاش بين أكثرية ترى أن التزكية يجب أن تمنع لبيرام وأن استفادته منها تعتبر أمرا خطيرا كما هو الحال بالنسبة لترشحه ويجب أن لا تقبل، وبين أقلية ترى أن منع التزكيات لبيرام ربما ستكون له نتائج عكسية حيث يمكن من أن يزيد من قدرة بيرام على الاستقطاب كمعارض محظور ومضطهد أمام الرأي العام الوطني والدولي وفي الأخير حصل الرأي الأخير على موافقة الحكومة ونقل الزميلان عن بنت مكناس قولها إنهما إذا اتصلا برئيس الحزب فلا شيء يمنعهما من الحصول على التزكية وأنها لا علم لها بتعليمات تحث على منع أي مترشح من الحصول على التوقيعات المطلوبة وأن التزكيات مفتوحة أمام جميع المترشحين وهكذا اتصلا برئيس الحزب ومنحهما التزكيات اللازمة وهنا استغرب أن يسلط الضوء علي وحدي دون غيري من المرشحين كمستفيد من تزكية عمد الموالاة، في وقت أن زملائي جميعا استفادوا من هذه التزكية، إلا أنني أرى ذلك يعكس قوة الترشح ومدى تأثيره والخوف منه وهو ما جعل الشياطين يتعمقون في هذه الدعاية.
ازويرات ميديا : السيد الرئيس خضتم الانتخابات الماضية ورغم أهمية النسبة التي حصلتم عليها من أصوات الناخبين فلم تمكنكم من دخول القصر الرئاسي. فما الذي استجد؟ وبعبارة أخرى ما الذي يميز حملتكم هذه السنة عن سابقتها؟
برام ولد الداه ولد اعبيد : أولا يجب أن يضع الجميع في الحسبان أن بيرام لا يوجد لديه حزب ولا تدعمه أحزاب ولا حتى حزب واحد، الكل يعرف أن كل من ترشح للرئاسة على مر التاريخ تدعمه أحزاب والمترشحون للرئاسة سنة 2014 تدعمهم أحزاب فولد عبد العزيز تسانده الدولة بمواردها ورموزها وبإمكانياتها وسياراتها ووزرائها وحكامها وولاتها وجنرالاتها وتسانده روابط العلماء وروابط الجهلاء والرئيسان بيجل وصار يدعمهما حزبان عريقان خاضا في السابق كثير من الانتخابات ولهما منتخبون من النواب والعمد والمستشارين ويحصلان على الدعم المادي من طرف الدولة، وهي إذن أحزاب عريقة ومقبولة من طرف النظام كشريك، أما بالنسبة لي، فقد ترشحت من الحظر وبشكل ارتجالي حيث كنت أريد أن أجس نبض الساحة السياسية لأعرف مدى اعتراف المواطن بالجميل لبيرام بعد سنوات من التضحية في سبيل حقوق المواطنين ولمست أن هذا جس النبض كان ناجحا حيث وجدت نسبة معتبرة دون أن تكون لدي وسائل رغم ما تعرضت له من السجون المتكررة، فمن 2014 إلى الآن قضيتها في السجون والحظر والملاحقة والمنع من الاتصال والتواصل مع الجماهير وألاحظ الآن أن هذا الحظر بدأ يتلاشى بعد طرح الترشح وقبوله أما بالنسبة للآخرين فكانوا يصولون ويجولون ولديهم الشرعية ويخدمهم القانون ومع ذلك فقد استخدمت الحظر والسجون لتحضير الساحة وأرى أن هذا التحضير كان مقبولا وأن الوضعية أصبحت بعيدة عن الوضعية في السابق لذلك فأظن أنهم إذا لم يجدوا صحفيا منكم يدخل معهم في لعبة تحايل بغرض سجني مرة أخرى فإن شوطا ثانيا سيكون حتما لا محالة وسأكون من بين الواصلين لهذا الشوط.
ازويرات ميديا : زرتم مدينة ازويرات وعقدتم سلسلة اتصالات ومهرجانات فكيف تقيم تجاوب المواطن في الولاية مع خطابكم؟ و هل فعلا لامس همومهم؟
برام ولد الداه ولد اعبيد : مثل ما تعلمون أنني وجدت جماهير غفيرة تستقبلني في المطار بحماسة وتلهف ومنخرطة انخراطا منقطع النظير في المشروع المجتمعي السياسي للمرشح بيرام الداه اعبيد وسرنا في قافلة السيارات إلى مقر إقامتنا وتعلمون أنه عندما حل المساء غصت ساحة سينما سنيم بالجماهير حتى أصبحت في الشوارع واهتزت هذه الجماهير للكلمات التي ألقينا وللوعود التي أعطينا وللسرد للصراع المرير الذي خضنا مع السلطة والنظام القائم الذي يحاول أن يمنعنا من التلاحم مع الجماهير من أجل كسب المعركة، وتأكد من خلال هذا المهرجان الكبير والقوي جماهيريا والقوي خطابيا أننا نحن القوة الأولى في مدينة ازويرات وهذا هو حال مهرجان الترحيل في ازويرات الذي كان أقوى من الأول وأنا أظن أن التجاوب كبير و ستكون هنالك مفاجأة كبيرة في ازويرات وانقلاب للموازين وانقلاب في ميزان القوى السياسية لصالحنا في الانتخابات القادمة
ازويرات ميديا : إذا فزتم في الانتخابات الرئاسية القادمة ماهي أول خطوة ستقومون بها؟
برام ولد الداه ولد اعبيد : أول خطوة سأقوم بها هي جمع جميع الموريتانيين بمشاربهم السياسية، وجهاء وسياسيين ومجتمعا مدنيا ومكونات مهنية وشخصيات وطنية من أجل إمعان النظر في ما مرت عليه موريتانيا من مطبات، والتفكير في إعادة بناء عقد مجتمعي جديد نهضوي بين الموريتانيين يقضي على جميع المشاكل التي تشتت الموريتانيين كمشاكل الوحدة الوطنية والتعايش والاسترقاق الوطني ورواسبه وهدر الأموال وكل المشاكل المعقدة المطروحة على الموريتانيين وهذا يتطلب مؤتمرا وطنيا جامعا يشارك فيه كل الموريتانيين ويتناول المشاكل العويصة التي تفرقهم حتى تتم تسويتها من طرف النخبة الحكيمة الموريتانية بدون أي تحيز سياسي وبشكل نهائي وبعد ذلك وبنفس الوقت التدقيق في أموال موريتانيا وميزانياتها خلال الحقبة الماضية وفي جميع القطاعات من أجل انطلاقة نظيفة وانطلاقة جديدة مبنية على أسس شفافة وواضحة وقانونية حتى نعيد موريتانيا إلى السكة، سكة الحكامة الحكيمة والعادلة وحكامة السلم بين المجتمع.
ازويرات ميديا : لو طلبت منكم ترتيب المرشحين حسب القدرة على تسيير شؤون البلد كيف سيكون هذا الترتيب؟ وبدون عاطفة من فضلكم
برام ولد الداه ولد اعبيد : أنا أرى أنني سأكون الأول في الترتيب نظرا لأنني مدعوم من طرف نخبة من الموريتانيين الأكفاء والمستعدين لتقلد مناصب للتفكير والتخطيط والتسيير والتنفيذ تمشيا مع المشروع السياسي الذي أعددت وحسب معرفتي لهؤلاء الكوادر الذين كانت أغلبيتهم الساحقة بمنأى عن الفساد فإنهم سيكونون الأقدر على التسيير، تنضاف إلى ذلك نظرتي العميقة في خدمة المواطن من خلال تطويع الشأن العام والمال العام والدولة لصالحه وكذا السمعة التي أحظى بها والاحترام من طرف الهيئات الدولية الصديقة والشريكة لموريتانيا التي تخولني إعفاء جميع الديون عن موريتانيا وأن استقطب الكثير من الأموال للتنمية وليست الأموال وحدها بل الكفاءات أيضا والبرامج التنموية المعدة والتي تراعي الشراكة والنصح وإسداء الكفاءات من طرف الشركاء الدوليين لهذا اعتبر أن أفضل حكامة حكامتي.
ازويرات ميديا : تم إنشاء قناة برلمانية مؤخرا. كيف ترون هذه الخطوة؟ وما هو تقييمكم لأداء رئيس البرلمان الحالي الشيخ ولد بايه في تسيير البرلمان؟
برام ولد الداه ولد اعبيد : أداء رئيس البرلمان الحالي من خلال الذي حضرته من جلسات لا بأس به أخلاقا وخلقا بل إنه فاجأني مفاجأة سارة فقد كان ذا خلقا و أخلاقا و كان تعاطيه حسن مع الشأن العام في البرلمان حسب ما علمت. ما يمكن أن يأخذ عليه هو عدم منح البرلمانيين الوقت الكافي لمداخلاتهم من أجل أداء مهمتهم وأنا أرى أن البرلمانيين عليهم أيضا أن يساعدوا في هذا المطلب فيجب أن يخفضوا من وتيرة التطبيل والتزلف والنفاق واللغة الخشبية لأن هذا هو ما يدفع رئيس البرلمان الحالي وغيره إلى عدم الاهتمام بفتح الباب أمام البرلمانيين من أجل تأدية مهامهم فالبرلماني يجب أن يحترم نفسه ويجب أن يعرف مهمته وأن يدرك أن لغة الخشب والتزلف والنفاق هي لغة مملة ليس فقط بالنسبة للذين تشن ضدهم هذه اللغة وإنما أيضا بالنسبة للذين تشن لصالحهم وأنا شخصيا أرى أنه عندما تتراجع لغة النفاق والتزلف لدى زملائي النواب ويقتصر كلامهم على المفيد فقط من خلال مداخلات هادفة ومفيدة فإن رئيس البرلمان والأطراف جميعها وحتى المشاهدين والمستمعين والمواطنين سينجذبون بما يدور في البرلمان وحتى أنهم سيتمنون لو تتواصل نقاشات البرلمانيين. وأما في حال شغل البرلمانيون كل الوقت الممنوح لهم في التزلف والنفاق عندها أتفهم أن يلجأ رئيس البرلمان الموريتاني في تحديد وقت المداخلة في دقيقة أو اثنتين.
وبخصوص القناة البرلمانية فهي فكرة جيدة ورغم أنني كنت غائبا منذ إنشائها لانشغالاتي السياسية إلا أنني أراها خطوة جيدة يجب أن يستثمرها البرلمانيون ويجب أن يكون تسييرها نوعيا بعيدا عن تسيير التلفزة الوطنية الذي يشوبه الكثير من الانحياز و يجب أن تكون باقتصار قناة للبرلمانيين من دون الأخذ في الاعتبار باللون ولا الفئة السياسية
ازويرات ميديا : شكرا على اتساع صدركم للإجابة على هذه الأسئلة التي عالجت مواضيع مطروحة للرأي العام من أجل إنارته شكرا مرة أخرى.
ويمكنكم الاستماع إلى المقابلة كاملة بالصوت من خلال الضغط على الرابط الأسفل