كلفت الإدارة الجهوية للتهذيب المعلمة فاطمة بنت محمودي ولد سيد المختار بتسيير أعرق مدرسة ابتدائية في ازويرات بشكل مؤقت، لكن المعلمة سرعان ما أصيبت بالحزن، وهي تتسلم أول مهمة إدارية لها في تاريخها الوظيفي، بعدما أظهرت لها المدرسة الأقوى بنية في المدينة المنجمية، والأعرق تاريخا، وجها غير وجهها الذي ألفته، وألفه آلاف أبناء المدينة، الذين مروا بها يوما، وشكلت بالنسبة لهم حاضنة، و لوحة عمرانية وتربوية فريدة، ظلت بالنسبة لهم مفخرة تتعاطاها الأجيال الدراسية جيلا بعد آخر.
جدران أنهكتها السنون، وحصير متهالك لم يعد يحجب شمس صيف تيرس الحارقة، ومسبح حزين، لم يبق منه غير قصص يرويها الآباء لأبنائهم، إنها الصورة المؤلمة لمدرسة ظلت الأجمل والأفضل في ازويرات، ليس لأنها أول مدرسة عرفها سكان المدينة منذ إنشائها في بداية الستينات، والأفضل من حيث التخطيط العمراني، وإنما أيضا، لأنها المدرسة التي ظلت كبرى الشركات المنجمية في البلاد، ميفرما ثم سنيم لاحقا، توفر لها الرعاية الكافية بشكل دائم وهي توفر منهلا دائما لمئات أبناء الشغيلة.
كانت المعلمة تتابع بشغف على صفحات افيس، ومن خلال القصص التي يرويها زملاء زوجها العامل في شركة سنيم، بعض الإصلاحات التي يحاول المدير الحالي للشركة أن يقوم بها لصالح العمال، ما بين مشيد ومتحفظ، في وقت لا تكلف صيانة المدرسة رقم 1 التي أخذت حديثا اسم المدرسة العتيقة شيئا يذكر، مجرد طلاء، وإصلاح أبواب ونوافذ، وتفعيل دورة مياه.
ولأن المعلمة هي إحدى أبناء المدينة، ولأنها عرفت بجديتها وتفانيها في العمل طيلة مشوارها الدراسي، وجدت من اللازم وهي تخطو أولى الخطوات الإدارية في مهمتها الجديدة والمؤقتة، أن توجه رسالة تستعطف الإداري المدير العام للشركة، عله يتدخل من أجل الشروع في أعمال الصيانة الخاصة بهذه المدرسة، بالتزامن مع افتتاح العام الدراسي الجديد، وهي الرسالة التي عرفت تعاطفا واسعا من لدن رواد وسائط التواصل الاجتماعي.
فهل سيستجيب المدير لهذه الصيحة المؤثرة على غرار تجاوبه مع مطالب عمالية أخرى؟
نص الرسالة :
كلفتني الإدارة الجهوية للتهذيب بولاية تيرس زمور بالتسيير المؤقت لمدرسة العتيقة المدرسة 1 -شاكرة ثقتهم آملة أن أكون أهلا لها- أسبوعين قبل الإفتتاح الرسمي للسنة الدراسية 2019-2020 ، ومن موقع المسؤولية المؤقتة انتهز فرصة وجودكم السيد المدير العام لمؤسسة اسنيم في مدينة ازويرات لأطلب منكم رد الاعتبار لهذه المدرسة التابعة الى وقت قريب لمؤسستكم، والتي درست ولازالت تدرس أبناء العمال ولن تكون طلباتي كثيرة ولا كبيرة فقط مجرد صيانة بسيطة لهذه المدرسة العتيقة العريقة متمثلة في :
1- طلاء الجدران والسبورات .
2-إصلاح الابواب والنوافذ
3- إصلاح المراحيض وحنفيات المياه داخلها .
4-تجهيز مكتب المدير بالأجهزة المكتبية (مكاتب مقاعد جهاز كبيوتر حتى لو كان الكل مستعملا).
5-تظليل ساحة المدرسة بالحصير(توروزو) مع العلم أن أعمدة الحديد موجودة وسليمة .
اعتقد ان هذا لايكف العملاق الوطني الا جرة قلم ارجو أن يكون المدير الجديد وهو القادم من التعليم من سينفذ مطالبنا نحو مدرستنا العتيقة .
المعلمة :فاطمة محمودي سيدالمختار
بتاريخ 24-09-2019
#صيانة_مدرستنا_العتيقة_مطلبنا
من صفحة الأخت فاطمة محمودي سيدالمختار