عرفت الأغنام السائبة في مدينة ازويرات خلال السنوات الأخيرة تكاثرا لافتا أضحت خلاله المدينة في مقدمة المدن الموريتانية من حيث عدد الأغنام، رغم أنها لاتعد من ضمن المدن الريفية.
و أثرت هذه الظاهرة على المظهر العام للمدينة، التي لا يخل شارع فيها من حركة متواصلة لعدد منها، مع ما يخلفه ذلك المشهد من أوساخ، وما يسببه من أضرار صحية، هذا فضلا عن الأوساخ والخدوش التي تتركها على جدران المنازل وجوانب وأسطح السيارات.
وتلجأ شركة سنيم في كل مرة إلى تجديد الطلاء للأحياء العمالية التابعة لها، لكن سرعان ما تعيدها الغنم إلى ما كانت عليه خلال أيام معدودة، بفعل الاحتكاك على جدرانها وترك مخلفاتها بجانب المنازل، وهو ما أرغم الشركة في فترة معينة على اكتتاب رعاة من أجل إخراج الغنم يوميا من المدينة، ورعايتها في مواقع خارجها، قبل العودة بها مع غروب الشمس لتجنيب المدينة تأثيراتها السلبية، وضمان نظافة المدينة، وصحة سكانها، لكن بعض ملاك الغنم أصبحوا في البداية يتحايلون على الشركة، من خلال حبس أغنامهم لغاية مغادرة الغنم، ثم يتركونها تعيث فسادا في المدينة، قبل أن يشنوا لاحقا حملة شعواء على سنيم محملينها مسؤولية كل ما يلحق بأغنامهم، مدعين أن الرعاة يحلبونها خلال تواجدها خارج المدينة، وهو ما أدى إلى فشل الخطة لتعود الأمور إلى سابق عهدها.
شوارع معبدة وجميلة تقطعها قطعان من الغنم، وجدران منازل متسخة رغم حداثة عهدها بالطلاء، وسيارات مخدوشة وأخرى مضغوطة، مظاهر تميز مدينة ازويرات عن غيرها من المدن الموريتانية.
يقول الوجيه عبد الله ولد شماد بظرافته في أحد مجالسه متحدثا عن غنم ازويرات وشراستها في ما يشبه الامتعاض منها إن خصوصيتها عن غيرها من الأغنام أنها عندما تعتلي سطح السيارة وتهم بالقفز فإنها تستدير مرتين في الهواء قبل أن تعود و ترتطم من جديد بسطح السيارة أو بمقدمتها في إشارة لقوة تأثيرها على السيارة.
و من الأهمية بمكان أن تلعب السلطات المختصة دورا رياديا في محاربة هذه الظاهرة المشينة التي لاتؤثر على صحة وممتلكات المواطنين القاطنين في المدينة فقط وإنما أيضا على المظهر العام للمدينة كمدينة عصرية.