1. ونحن لا حديث لنا هذه الأيام، إلا الاكتشافات الغازية التي أعلن عنها وزير النفط والطاقة، قبل أيام، لست أدري لماذا طار إلى ذاكرتي، يوم رافقت وزير المعادن والنفط،الدكتور محمد علي ولد سيدي محمد، وثلة من معاونيه، منتصف سنوات الألفية،، ليزف للبلد، بداية تشغيل حقول النفط في مياهنا الإقليمية..
2. يومها مخرت بنا طوافة تابعة لشركة وود سايد الأسترالية، عباب "البحر الأخظر" قبل أن تحط بنا على سطح مدينة عائمة، وسط الأمواج المتلاطمة، هناك بعيدا في عمق الأطلسي، حيث لايتراءى نواكشوط إطلاقا..
3. كانت هذه المدينة، محطة أشغال نفطية، بها ورشات عمل وشقق سكنية، ومكاتب إدارية، ومطاعم وملاعب، ويقيم على متنها مئات من الخبراء من بلاد مختلفة.
4. يمارسون حياتهم كما كانوا في مدينة عادية.. يلعبون ويمرحون ويشتغلون، ويأكلون.. وتتعالى أصواتهم بلغة انكليزية بلكنات مختلفة من الشرق والغرب.
5. تحمل المحطة علم إيطاليا، وهي مؤجرة كما قيل لنا يومها من قبل الشركة الأسترالية، بمبلغ يصل تسعين مليون أوقية حينها في اليوم، والحصول على خدماتها يتطلب حجزا لعدة أشهر.
6. وبحسب ما قدم للوزير حينها، عبر مترجم متمرس، هو أن المحطة، ستتحرك من مياهنا، بعد خمسة عشر يوما بالضبط، نحو مصر، التي تنتظر دورها بعدنا منذ بعض الوقت.
7. تجولنا في المحطة، وقدمت لنا وفق التقاليد المرعية "شروح وافية" حولها، وما تتوفر عليه من مرافق ومنشآت.. ثم أخذنا قسطا من الراحة وتناولنا الغداء في مطعم "سلف سرفيس" من مستوى ممتاز، وغادرنا بالطريقة التي أتينا بها.. ترافقنا أحلام الرفاه والازدهار والتنمية، ومعها تقرير مصور عن المحطة والزيارة، لزوم العمل، وبضع صور شخصية، التقطناها على عجل على متن تلك المحطة العملاقة..
8. أين كل ذلك الآن..؟!
9. أين النفط.. وحقول بندا وشنقيط.. وغيرها؟
10. أين أحلام الرفاه والازدهار والتنمية؟
11. حتى صورتي التي التقطها لي المصور المبدع، الهادي ولد محمدو.. ضاعت، كما تبخرت وضاعت أحلام النفط..
لا أدرى لماذا تذكرت كل ذلك الآن.. ؟!
لماذا تذكرت صورتي الضائعة؟!!!
هل يكون حديث الغاز أصدق من حديث النفط؟!
أتمنى ذلك... من صميم قلبي