لم يكن يخفى على الوافد لمهرجان حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، المنظم مساء الْيوم الجمعة في دار الشباب بمدينة ازويرات، طابع الهدوء والانسجام الذي ميز فعاليات المهرجان، وغياب أي نوع من مظاهر الخلاف، الذي طبع المراحل السابقة، بفعل التنافس السياسي القوي على مستوى الساحة السياسية المحلية، الذي يغذيه عادة، النفخ في مكامن الخلاف بين الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي.
توافد عشرات من مختلف مناطق مدينة ازويرات إلى دار الشباب الجديدة، و أخذ المناديب لدى المؤتمر، والمنتخبون المحليون، مقاعدهم داخل القاعة، دون تمييز، وجها لوجه، مع من انتخبهم، فكانوا يصفقون كلما ذكر اسم مندوب من المناديب لدى المؤتمر، تجديدا للثقة بهم. وبعد وقت قصير، ألقت الاتحادية الجهوية للحزب على لسان الاتحادي وكالة بوبه ولد العباس، كلمة عبرت عن إعلان جميع الحاضرين، لمحمد ولد الشيخ الغزواني، كمرجعية مطلقة وحصرية لهم وبرنامجه الانتخابي، كما أعلن عن استعداد الجميع، مناديب ومنتخبين وهيئات حزبية، للاستعداد للعمل يدا بيد، سبيلا لإنجاح المؤتمر، الذي سينعقد نهاية الشهر الجاري.
مثلت الكلمة الوحيدة، التي تم إلقاؤها في المهرجان، الجميع، ووجد فيها الجميع ذاته، وحالت دون أي نوع من الكلمات، التي قد لا تخدم التوجه الجديد، الذي يجمع ولا يفرق.
غابت الشخصنة في المهرجان، وحضر بقوة العمل الجماعي، المؤسس على التعاون، والبحث عن المصلحة العامة، إنه مشهد يبشر بمستقبل السياسة في ازويرات، في ظل نظام جامع يمد يده للجميع.
و لعب طرفا المشهد السياسي داخل الحزب في مدينة ازويرات، دورا مهما في رسم هذه اللوحة التوافقية، التي كانت المدينة في أمس الحاجة إليها، بعد سنوات من الجفاء، وغياب الثقة بين الأطراف المتنافسة داخل الحزب، فتنادى الجميع من كل الاتجاهات، لبلورة هذا التوجه الجديدة، ولعب نائب مقاطعة ازويرات حمود ولد المالحه، دورا مهما في حث أحد الأطراف السياسية، لتفادي أي نوع من الخلاف مع الطرف الآخر، والتجاوب معه بما يخدم المرحلة الجديدة، فيما كان الطرف الثاني داخل الحزب، متعاونا بما يخدم مثل هذا التوجه، من خلال رموزه الحاضرة، التي أبدت استعدادها للحضور والتنسيق لأي عمل جماعي يخدم المرحلة.
و حرص رئيس المجلس الجهوي محمد احمد ولد المحجوب وعمدة بلدية ازويرات المامي ولد السالك لحضور هذه التظاهرة بوصفهما منتخبين من نفس الحزب.
وكانت ولاية تيرس زمور أولى الولايات الوطنية، التي نظمت مثل هذا النشاط في عاصمتها، على خلاف الولايات الأخرى، التي نظمت مهرجاناتها المماثلة في قصر المؤتمرات في انواكشوط حرصا من المسؤولين في الولاية، لإشراك جميع المناديب المتواجد أغلبهم في ازويرات.