حدد الإداري المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" المختار ولد اجاي خلال شهر دجمبر الماضي هدف الشركة للسنة 2020 في مجال المبيعات والإنتاج وهو 13 مليون و 500 ألف طن من خامات الحديد في كل من المجالين، وهو هدف يمكن وصفه بالطموح إذا ما تحقق باعتباره سيحطم الرقمين القياسيين للشركة في مجال المبيعات والإنتاج على حد سواء.
وستساعد عوامل عدة، الشركة في تحقيق هذا الرقم القياسي من أهمها :
1- انطلاق تشغيل منشآت المناولة الجديدة في منطقة To14 بكدية الجل، التي يتوقع أن يبدأ تشغيلها خلال السنة الجارية، والتي كانت موضع نزاع قضائي بين سنيم وأحد شرائها انتهى لصالح سنيم.
ويمكن لهذه المنشأة، على خلاف غيرها من المنشآت المماثلة في لمهودات و To14 وارويصات، أن تخزن كميات معتبرة من خامات الحديد، ما سيؤدي إلى تشغيل الآليات المنجمية في منجم To14 بطاقتها القصوى، ويزيد من حجم الخامات الجاهزة للتصدير.
2- اقتناء الشركة لشاحنات منجمية جديدة، حسب ما كشف عنه المدير العام الحالي للعمال، بمناسبة تخليد العيد الدولي للشغيلة المنجمية، الموافق للرابع من دجمبر. و يتوقع أن يعطي هذا الإجراء دفعا لإنتاج الشركة، مع الإشارة إلى أن آخر شاحنات منجمية تستوردها "سنيم" يعود تاريخ اقتنائها إلى سنة 2014، ومنذ ذلك الوقت، ظلت الشركة حبيسة للعمل بهذه الآليات، وغيرها من الآليات القديمة جدا، دون أن تفكر في تجديد ترسانتها من الآليات المنجمية، التي أصبح الكثير منها بفعل الأعطاب الميكانيكية، يشكل خطرا على حياة العمال، ويعرقل سير عملية الإنتاج.
3- الاندفاع الكبير لدى عمال الشركة، في تحقيق أرقام مهمة في مجال المبيعات والإنتاج، بفعل الرغبة الكبيرة في تحسين وضعيتهم المعيشية، وتطوير أداء شركتهم.
4- الطموح الجارف لدى المدير الجديد في فرض تميزه من خلال الرغبة في تحطيم الرقم القياسي للشركة الذي ظل ثابتا معافى طيلة 3 سنوات، رغم تعاقب 4 مديرين عامين للشركة، ليكون بتحقيقه هذا الهدف أول مدير ضمن الأربعة الذين تعاقبوا مؤخرا على إدارتها، يحقق الرقم القياسي ، بمساعدة جهود العمال، حيث يحاول منذ تعيينه، كسب ودهم بشتى الوسائل، من أجل تطوير أداء الشركة، التي عانت وضعية اقتصادية صعبة.
تحقيق الهدف في المبيعات والسؤال المطروح
تمكنت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم سنيم إدارة وعمالا، من تحقيق هدفها المعلن في مجال المبيعات لسنة 2019، بعد تجاوزها 12 مليون طن ب 15 ألف طن، وهي مناسبة تستحق فيها الشركة التشجيع، ويستحق فيها العمال لفتة من إدارتهم، إذ ظلوا خلال الأشهر الأخيرة يسابقون الزمن، من أجل تحقيق الهدف المعلن.
ولكن ما يثير الاستغراب، ونحن نحتفي بهذه المناسبة السعيدة، هو : كيف لشركة مثل سنيم أن تعجز بعد مرور 12 سنة على تحقيق رقمها القياسي في مجال المبيعات سنة 2007 خلال فترة تسيير محمد عالي ولد سيد محمد البالغ 11 مليون و 815 ألف طن كيف لها أن لا تتمكن من تجاوزه سنة 2019 إلا ب 200 الف طن رغم تضاعف عدد العمال وفتح ميناء منجمي جديد في انواذيبو وتشغيل مصنع كلب الغين رقم 2 في مدينة ازويرات.
ويزداد الاستغراب بعد تمكن الشركة خلال فترة تسيير المهندس محمد عبد الله ولد اوداعه سنة 2013 من تحطيم هذا الرقم القياسي وفي نفس الظروف محققة مبيعات وصلت 13 مليون و 40 ألف طن من خامات الحديد قبل أن يحطم من جديد هذا الرقم في الظروف ذاتها سنة 2014 بعد ما استطاعت الشركة بيع 13 مليون و 50 ألف طن من خامات الحديد قبل أن تعود من جديد سنة 2016 لتحقق آخر رقم قياسي لها في مجال المبيعات تمثل في 13 مليون و 274 ألف طن ساهم مصنع كلب الغين فيها بإنتاج 855 ألف طن إثر دخوله دورة الانتاج نفس السنة بعد تدشينه في شهر نفمبر من سنة 2015.
وإذا كانت الشركة قد ضربت رقمها القياسي في مجال المبيعات سنة 2016 فإنها ضربت رقما قياسيا آخر في مجال الإنتاج (حجم خامات الحديد المنقولة عبر القطار من ازويرات إلى انواذيبو) سنة 2014 بعد ما تمكنت من إنتاج 13 مليون و 310 آلاف طن من الحديد.
فهل سيتمكن ولد اجاي كما يخطط له بمساعدة عمال الشركة وبدفع من العوامل المساعدة المذكورة آنفا من ضرب الرقمين القياسيين للشركة خلال سنة 2020 دفعة واحدة ليدخل التاريخ من بابه الواسع؟
هذا ما يتمناه سكان مدينة ازويرات وموريتانيا بشكل عام.