ظروف النشأة
انشأت شركة العوج للتعدين بالشراكة بين الشركة الوطنية للصناعة والمعادن "سنيم" وشركة اسفير الأسترالية سنة 2004 من أجل استغلال خامات الحديد الفقيرة في أربع مرتفعات متقاربة في المسافة هي العوج الشرقية والعوج الوسطى وبودركه وتنتكرات باستخدام تقنية التكوير وهي تقنية مكلفة إلا أن مردوديتها مهمة وتتميز باستقرار الأسعار مقارنة مع خامات الحديد الأخرى المتذبذبة الأسعار في السوق الدولية لكن الشركة الناشئة سرعان ما تراجعت عن هذه التقنية بفعل الأزمة الاقتصادية التي عرفها العالم سنة 2008 وغياب التمويل اللازم وتم استبدالها بتقنية الإغناء التي تتوفر شركة سنيم على تجربة كبيرة فيها من خلال مصنع كلب الغين الذي دخل الخدمة سنة 1984.
وفي ظل هذه الوضعية وخلال البحث عن ممول قوي تم خلال سنة 2010 شراء حصة اسفير من طرف شركة أكستراتا اسويسرية التي تعتبر رابع شركة منجمية في العالم قبل أن تستحوذ على حصتها شركة اكلينكور البريطانية اسويسرية متعددة الجنسيات للتجارة والتعدين التي أصبحت ابتداء من سنة 2012 شريكا لسنيم في هذا المشروع فضلا عن كونها تمثل أحد أهم زبنائها.
بدايات عمليات التنقيب في المنطقة
يعود تاريخ بداية التنقيب في المنطقة إلى سنة 1989 عندما قررت ثلاث شركات مغاربية التعاون من أجل التنقيب في المنطقة وهي بالإضافة إلى شركة سنيم شركة "افير افوص" الجزائرية والمركز الليبي للبحوث الصناعية ثم بدأوا في دراسة جدوائية مشروع لاستخراج 180 مليون طن من خامات الحديد الفقيرة من مرتفع العوج الأوسط بهدف إنتاج 5 ملايين طن من خامات الحديد المركزة والغنية (68%) بشكل سنوي وخرجت الشركات الثلاث بتوصيات من أجل تعميق البحث في المرتفعات المحيطة بالعوج الأوسط إذ تدل المؤشرات على وجود احتياطات هامة فيها.
حصيلة عملية تعميق البحث
وخلال سنة 2000 بدأت شركة سنيم شراكة جديدة مع شركة اسفير لتنفيذ تلك التوصيات من خلال التوصل إلى اتفاق لتعميق البحث والتنقيب مناصفة بين الشركتين وهذه المرة تم التركيز على العوج الشرقية نظرا للجودة التي أظهرت مؤشراتها وأسفرت العملية عن اكتشاف احتياطات مؤكدة في العوج الشرقية تبلغ 470 مليون طن كما بلغ حجم خامات الحديد المتوقعة في نفس المرتفع والعوج الأوسط معا مليار طن و 400 مليون من بينها 180 مليون في العوج الأوسط فيما بلغ حجم الاحتياطات المحتملة في المرتفعات الأربعة العوج الشرقي والأوسط وتنتكرات وبودركه مليارين وخمس مائة مليون أوقية.
و أنشئت شركة العوج للتعدين سنة 2004 لتتمكن من إعداد دراسة جدوائية جديدة من أجل إنتاج 7 آلاف طن من المكورات سنويا انتهت سنة 2008 لكن ذلك تزامن مع الأزمة الاقتصادية العالمية ومن ثم البحث عن ممول جديد بعد نهايتها حيث اشترت أكستراتا حصص اسفير فأصبحت اكستراتا الشريك الجديد لسنيم سنة 2010 لكنها اشترطت تعميق البحث عن احتياطات أخرى في نفس المنطقة من أجل الوصول إن قدرة إنتاجية تتراوح ما بين 15 مليون إلى 30 مليون طن سنويا وهي العملية التي أسفرت عن العثور على احتياطات هامة بلغت 470 مليون طن من الخامات المؤكدة في العوج الشرقي الذي تم التركيز على البحوث فيه بالدرجة الأولى و 2 مليار و 250 مليون طن من الخامات المتوقعة و330 مليون طن محتملة أي احتياطات إجمالية تصل إلى 2 مليارين و خمسين مليون طن فيما لم يصل ما جرى من البحوث حتى الآن عن تأكيد لوجود خامات في المرتفعات الثلاثة الأخرى مع الإشارة إلى أن البحوث أكثر تقدما في العوج الأوسط الذي وصلت درجة التوقع عن وجود احتياطات من 285 مليون وأخرى محتملة في نفس المرتفع تصل إلى 560 مليون طن وهو ما يوصل احتياطي العوج الأوسط إلى 845 مليون طن من خامات الحديد فيما لاتزال البحوث بدائية في مرتفعي تنتكرات وبودركه حيث وصلت الإحتياطات المحتملة في الأولى 890 مليون طن والثانية 645 مليون طن.
وبهذا تكون احتياطات المرتفعات الأربعة 4 مليارات طن و 430 مليون.
مخطط عملية الاستخراج المرتقبة
توصلت شركة اكستراتا ومن بعدها اكلينكور التي استحوذت على حصتها بالإضافة إلى شركة سنيم إلى قناعة باستخراج 30 مليون طن سنويا على مرحلتين الأولى سيتم فيها استخراج 15 مليون طن سنويا من خلال استخدام تقنية الفصل المغناطيسي وستستخدم الشركة عائدات هذه المرحلة من أجل تنفيذ المرحلة الثانية التي تتمثل في إنتاج 15 مليون طن إضافية 7 منها عن طريق الفصل المغناطيسي و ال 7 مليون المتبقية تنتج باستخدام تقنية التكوير.
وانتهت دراسة المرحلة الأولى التي ستستخدم فيها خامات العوج الشرقي و من المبرمج أن يتم خلالها تشييد مصنع بمحاذاة المرتفع تتم فيه عملية الإغناء من خلال الفصل المغناطيسي لرفع نسبة خامات الحديد الفقيرة إلى نسب قابلة للتسويق (من حوالي 34% إلى 68%) وبناء حي سكني لعمال الشركة قرب مدينة افديرك التي لا تبعد كثيرا عن المرتفعات الأربعة.
ويمكن القول إن هذه الشركة رغم حداثة العهد تملك أكبر احتياطات منجمية عرفتها المناطق المحيطة بمدينة ازويرات مما يزرع الأمل بخلق مئات فرص العمل في حال استمر نشاطها بالشكل المرسوم.