أغلقت أبواب أهم المكاتب الحكومية في مدينة ازويرات أمام الزوار، وعطلت المحاكم في وجه المتحاكمين، وسيرت الفرق الصحية في كل اتجاه، بحثا عن مصابين جدد، إنها موجة كورونا، تضرب أطنابها في ولاية تيرس، أو على الأصح عاصمتها ازويرات.
الهاتف النقال، ووسائط التواصل الإجتماعي، وحدهما المستخدمين من السلطات الإدارية في تسيير شؤون الولاية، منذ يوم أمس، فالوضعية لم تعد تسمح بلقاءات مباشرة مع مرؤوسين، أو زوار في مكاتب إدارية، ثبتت إصابة بعض مرتاديها أوالعاملين بها بالموجة الحالية من الفيروس، التي ظهرت على حين غرة، في وقت كان كل شيء يوحي بأن الولاية تمكنت من أن تكون بمنأى عن الفيروس، بفعل تكثيفها للإجراءات الإحترازية، التي نجحت في منع عشرات المتسللين من دخول الولاية.
أغلقت مكاتب ولاية تيرس زمور، للمرة الثانية منذ إعلان ازويرات عاصمة للولاية، كان إغلاقها الأول بفعل الأحداث العمالية، التي تسببت في اشتعال مكاتبها، واليوم، تُغلق للمرة الثانية لا بسبب حركة احتجاج أو مطالب حقوقية وإنما هذه المرة، بفعل إجراء احترازي، تخوفا من أحد أصغر الكائنات الحية، إنه فيروس كورونا الذي تسبب في إغلاق مكاتب مقاطعة ازويرات أيضا، التي لاتبعد أكثر من كيلومتر عن الأولى.
اختار فيروس الكورونا أن يبدأ من رأس الهرم على غير عادته، تماما كما فعل في قصر العدالة في ازويرات، لينزل بشكل تدريجي دون تمييز.
توقفت عملية التقاضي، مثلما توقف العمل الإداري، على الأقل، في شكله المعهود.
إنه أسلوب العمل في ظل الجائحة، حيث يكون الإعتماد على الهاتف النقال ووسائط التواصل الإجتماعي أكثر من أي شيء آخر.
عشرات العمال ومرتادي المكاتب يقبلون بإيعاز من السلطات على الفرق الصحية، لإجراء الفحوص المتعلقة بالفيروس، حتى لا يجلبوا العدوى بعد الإنتهاء من عملية تطهير المكاتب الإدارية، التي سيقتصر دخولها على من ثبتت سلامته من الفيروس، ما عدا ذلك فالهاتف وحده هو الوسيلة التي يمكنك الإستعانة بها في مثل هذه الظروف للحصول على أي خدمة.
إنه زمن الكورونا يفرض إيقاعه على الجميع ما بين من أثبتت الفحوص سلامته فارتفعت نسبة الهلع لديه من عدوى محتملة أو مصاب حجر نفسه في زاوية من منزله على أمل الخروج بعد أيام رافعا الراية معلنا الإنتصار على الفيروس أو ثالث متردد لايريد أن يعرف ما إذا كان مصابا أو سليما وهو الأخطر في زمن الجائحة.