الإسعافات الأولية

اثنين, 2020/07/06 - 12:36م

طرق الاسعاف وإجراءات السلامة من اهمّ مواضيع التثقيف الصحي القاعدي التي على الجميع تعلّمها والتدرب على تطبيقها ترسيخا لثقافة التعامل الإيجابي مع الطوارئ عموما والتخفيف من الاصابات الناجمة عن حوادث السير خصوصا. فكم من سيارة حديثة عهد بالمصنع تتوفر على معدات السلامة وكم من السائقين يجهل استعمالها؟   ولن تكون ندرة الحوادث على طرقنا خاصة ما بين المدن ولا حوادث الشغل ولا الحرائق المنزلية سببا في هذا الإهمال، انما غياب التحسيس والتكوين المستمر لإبراز أهمية وضرورة ـ ان لم اقل واجب ـ تقديم المساعدة لمن يحتاجها جراء كل هذه الاخطار وغيرها، هو الذي غيب هذا الإحساس لدى البعض وجعل الآخرين رغم حسن نياتهم يٌقْدِمون على حركات ووصفات قد تفاقم الخطر أكثر مما تبعده. لذا أصبح من أولويات الجهات المعنية كالحماية المدنية والهلال الاحمر والمرافق الصحّية المختصة ان تكثف الجهود لتعليم المواطنين مبادئ الإسعافات الأولية. وسيكون "اليوم العالمي للإسعافات الأولية" المصادف للثاني عشر من سبتمبر كل سنة، مناسبة لاستنهاض الجمهور من اجل اكتساب مهارات إسعافيه قد تنقذ ارواحا بشرية. ويرتكز عمل المسعف في مواجهة حالة طارئة أيا كان سببها، على ثلاث مراحل: الحماية والابلاغ والاسعاف. فعلى من حضر حادثا او أي خطر أصاب بشرا بمعيته ان يستحضر أولا ضرورة حماية نفسه والاخرين من حوله فلا يعرضوا أنفسهم لمزيد خطر من عدوى او السنة لهيب او غطس في بحر لا يتقنون عومه مثلا ثمّ ارتداء ما توفر من لوازم السلامة كالقفازات حال لمس سوائل الضحية والكمامات وعندها فقط يقوم بفحص شامل للضحية او الضحايا ويبدأ إجراءات حمايتهم من سحب مخافة خطر لا يمكن صرفه ووضع على الجنب للسلامة وتغطية. ومن الحماية كذلك تامين مكان الحادث خشية تكراره او تعريض آخرين لأخطار ثانوية... ولا يسمح بسحب الضحايا الا إذا خيف عليهم من خطر لم يسيطر عليه وعنده تجر الضحية بقدميها او بيديها مع حماية الرقبة والرأس والظهر. في حالة اشتعال الضحية تؤمر بالتمدد فورا على الأرض والتمرغ حتى تخمد النيران ويلقى عليها غطاء او ثوب سميك دون استعمال الماء او جهاز الاطفاء تفاديا لاختناق المحترق بالرذاذ او المسحوق... تزامنا مع إجراءات التأمين هذه يتم ابلاغ جهات الإسعاف الأقرب وتزود بنتيجة الفحص الاولي لكي تتأهب حسب الحالة ووضعية الحادث فيكون تدخلها أكثر فعالية وربما استطاعت انقاذ الضحية في وقت حرج باستقدام العلاجات الأولية الناجعة. وهذا النهج في توجيه الإسعاف مشهود الفوائد حاليا ومتبع في جل البلدان لكنه يتطلب تكوين المسعفين على تشخيص الحالات والفصل بين الجراح والكسور وفقد الوعي وقصور التنفس وتوقف القلب وهذه أوضاع يمكن التعرف عليها بالتمرس فقط. كما على الجميع معرفة ارقام النجدة وطريقة الإبلاغ الصحيحة بتحديد زمان ومكان الحادث وعدد الضحايا ودرجة خطورة الحادث. وبعد اخبار مهنيي الإسعاف بما استطاع جمعه من معلومات تكتسي أهمية بالغة في تحديد مصير المصاب، يستأنف المسعف المتطوع إجراءات الإسعاف الفعلي. والاسعافات تختلف بطبيعة الحال حسب وضعية ومعاناة الضحية: ـ من اختنق بغصة مثلا: يقام واقفا ويربت خمس مرات بين كتفيه فان لم يكف ذلك وقف المسعف وراءه واحكم مقبضيه على أسفل صدره وضغط بشدة حتى يرمي ما يثقل بلعومه. وتسمى هذه طريقة "هيمليشَ". ـ البحث عن نزيف وتوقيفه بضمادات او بخرقة نظيفة في انتظار وصول سيارة الإسعاف والحذر من لمس الدم من دون حماية. ـ من سقط مغميا عليه: يوضع على الجنب وساعده تحت خده ورجله مثنية قليلا فيما الأخرى مبسوطة وتحرر مناخره وفمه مما قد يسدهم ثم يراقب تنفسه ونبضه دون إعطائه لا شرابا ولا اكلا وان لم يستعد تنفسه شرع في الإنعاش القلبي الرئوي ب 30 ضغطة يدوية للقلب مشفوعة ب نفختين في الفم دائما عبر قناع خشية العدوى. الموضوع يتطلب كما هو جلي الممارسة أكثر من السرد وما تلك الا رؤوس أقلام اردت من خلالها اثارة الراي العام لنتذكر جميعا ان الإسعافات الأولية تنقذ ارواحا قبل حضور مهنيي الطوارئ وهذا ما يجعلها على رأس قائمة أولويات الأمم تدريسا وممارسة. حفظ الله لجميع د. القاسم ولد المختار نواذيبو06/07/2020