شكل دخول مقاطع من مصنع لاسيانيد، مساء أمس مدينة ازويرات، عبر شاحنات، صدمة كبيرة لدى الناشطين الشباب والمنافحين عن البيئة في تيرس زمور بعد أن تولد لديهم ارتياح لما دار في اجتماعين منفصلين جمع كل منهما مسؤولا حكوميا معنيا بالملف وأحد شباب الولاية المؤمنين بهذا الإتجاه.
وهكذا وفي هذا الجو المتفائل، جاء دخول الشاحنات المحملة بأجزاء المصنع، مدينة ازويرات مساء أمس الجمعة، ليشكل صدمة كبيرة للأصوات المناهضة لوجود مصانع لسيانيد في تيرس زمور، وخاصة قرب المدن الرئيسية في الولاية، بل وأعطى إشارة سلبية تفيد بإصرار أصحاب المصانع على تركيب مصانعهم دون الأخذ بعين الإعتبار المعارضة الشعبية الكبيرة التي يظهرها سكان الولاية وقوتهم الحية.
وفي انتظار معرفة ما ستؤول إليه نتيجة صراع الإرادات بين أصحاب المصانع المستثمرين وسكان الولاية المتضررين، يوزع الملف المعنيين إلى 4 فساطيط رئيسية.
1- الإدارة المحلية : وهي بحكم إكراهات العمل، على مسافة من الجميع، تحاول التقريب بين وجهات النظر بين الأطراف المعنية، مع مراعاة التزامها كجهاز تنفيذي بتطبيق ما تقرر على المستوى الوطني، بخصوص التزامات الدولة، مع أن لها الحق في تمرير ملاحظاتها الخاصة، مهما كانت معارضة لتوجه الدولة ولكن عبر بريدها السري فيتم الأخذ بها أو تجاهلها.
و من الأهمية بمكان أن يتم العمل على إقناع هذه الإدارة بخطورة ما ينتظر من مضاعفات سلبية لمصانع مماثلة في أرض تيرس زمور حتى يكون موقفها السري على الأقل في صالح سكان الولاية.
2- الوزارة وشركة المعادن : هما المعنيتان بالدرجة الأولى عن هذا النشاط من حيث الترخيص و الإعتماد وهما في نفس الوقت تتابعان عن قرب تفاعلات هذا الملف على مستوى ولاية تيرس زمور، فإذا نجح السكان في حملتهم الهادفة إلى تخليص الولاية من مثل هذه المصانع، فستتراجعان بل وستعتبران أنهما لم تكونا مقتنعتين به وكانتا تعارضانه في الأصل لكن خبو الأصوات المناهضة للمصانع وتخاذل القوى الحية يعطيهما دفعا قويا على المضي في تنفيذ ما تبقى من مراحل الملف الذي يعتبر أحد أهم الملفات الشائكة في تيرس زمور.
3- المستثمرون : دفعوا كل ما يترتب عليهم من ضرائب، من أجل إقامة مصانع لا يرون فيها ضررا على سكان تيرس زمور، وإنما يعتبرونها نشاطات إقتصادية وتنموية مهمة، توفر عشرات فرص العمل لشباب الولاية، وهم يضغطون من أجل انطلاق العمل، فلا وقت يمكن تضييعه بالنسبة لهم، ويرون النشاط المعادي للمصانع استهدافا غير مبرر لنشاط "تنموي" يخدم الولاية، ولا يحمل أي تأثيرات سلبية على سكانها.
4- السكان : يعارض التوجه العام لسكان تيرس زمور بشدة تركيب مصانع اسيانيد في الولاية التي تعتبر أحد أهم الولايات الرعوية في البلاد في ظل اقتناع هؤلاء السكان بأن ولايتهم ظلت طيلة العقود الماضية قبلة لكل باحث عن صفاء البادية ومراعيها الجميلة الغنية والمتنوعة وكلما تذكروا نقاءها وصفاءها ازدادت قناعتهم بمعارضة مثل هذه المصانع فأضحت مواقع الفيس بوك واتويتر والوات ساب مواقع للتعبير عن المواقف المضادة لتركيب مصانع يرونها لا تبقي ولاتذر .
وفي خضم موجة الرفض وانتظار ما تؤول إليه معركة لي العظم بين المستثمرين وسكان الولاية يسأل هؤلاء بشغف عن منتخبيهم ومواقفهم من ما يجري على الساحة في الولاية حيث تبقى تغريدتا ولد بايه الموقف الوحيد المعلن من طرف منتخبي تيرس زمور حتى الآن على الأقل.