في تعليق له عقب رحيل الرئيس الاسبق سيد ولد الشيخ عبدالله :
قال المنسق العام لكتلة شرفاء موريتانيا و العمده السابق لبلدية ازويرات أنه أقتنع بتوجه المرحوم عقب المناظرة التلفزيونية التي جرت بين الشوطين في الانتخابات 2007الرئاسية
لما اظهر من إطلاع ودراية واسعتين على واقع البلد السياسي والإجتماعي و الاقتصادي إذ تعهد بجملة من الإصلاحات وأول ماقام به عندما تولى السلطة هوتجريم العبودية بإستحداث القانون رقم048/2007
و الأمر الثانيى هو إعادة للاجئين الموريتانيين إلى أرض الوطن وكنت أنا شخصيا من أوائل الزائرين لهم في روصو
ليثبت حقا أنه ممن يوفون بوعودهم
ومن عدة أشياء أشهد له بها أيضا انه ورغم الفترة القصيرة التى قضاها في الحكم استطاع فك العزلة شيئا ما عن ولاية تيرس الزمور فبعد لقاءنا به أطلعناه على واقع الذراع
12.5كلم من الرمال و المجاور لقرية تواجيل والذي يشكل كابوسا للمسافرين بين انواكشوط وازويرات إذ فقد كثير من المسافرين حياتهم فيه بسبب العطش وتعطل السيارات وكثيرا مايضلون الطريق فيه لصعوبته،ليذهل فخامته ويقول كيف يحدث هذا ؟!! مباشرة أعطى تعليمات بتشييد المقطع وأسفلته
ولا يفوتني هنا أن أنبه أن ذالك المقطع هو الأصعب في الطريق كله إذ يتكون أساسًا من الرمال الزاحفة،هذا وقد تم وضع علامات على باقي الطريق الغير معبد بداية من المسافة صفر من يغرف وصولا إلى افديرك ليستدل به المسافرون ، وقد رصد لهذا المشروع أكثر من مليار أوقية، لتنتهي بذلك قصص فقد وتيه العابرين ، قصص تدمع لها الأعين وتدمي لها القلوب .
كما أتذكر أيضا أيام الانقلاب عليه قمنا بزيارته ونحن آنذاك جزء من أحد الاحزاب الداعم له والرافضة للانقلاب العسكري الذي أطاح به .
استقبلنا في مدينته الوديعة لّمدن ، ولم يفاجئنا تواضعه واخلاقه الجمة ، ولكن تفاجأنا من ردوده لما تطرقنا للانقلاب وقادته ، وكيف أنه لا يذكرهم إلا بخير والأغرب أنه يثني عليهم ويحسب لهم أنهم حريصون على أمن البلد ولم يدخرو جهدا في سبيل استباب الأمن والسكينة
كما لا أنسى الخطوات التي قطعها في سبيل تكريس اللامركزية وأهمية دور البلديات في العملية التنموية وحثها على المشاركة الفعالة .
وأذكر على سبيل المثال، مرة كنا في اجتماع دعينا له من قبل وزير المالية ول حمّ فزاز آنذاك كعمد وممثلي الشركات الوطنية وطلب منا بلورة مشاريع ورؤى وخطط تنموية استعدادا لمستقبل البلد واستشرافًا لما هو مقبل عليه من خير ، وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على أن المرحوم كان رجل دولة يؤمن بالشراكة وإشراك السلطات المحلية في خلق النهضة التنموية المنشودة .
للأسف الشديد لم تتح لنا فرص كثيرة لمعرفة الرجل ، ولكن حجم الإنجازات التي قام بها رغم قصر فترة حكمه تكفي لاحترامه وإجلاله، والتأسف على فقدانه .
إنا لله وإنا إليه راجعون ، رحم الله الرئيس الأسبق سيدي ولد الشيخ عبد الله وألهم ذويه الصبر والسلوان ، أخلص العزاء لذويه ولكافة الشعب الموريتاني.
المنسق العام لكتلة شرفاء موريتانيا
والعمده السابق لبلدية ازويرات بين الفترتين (2006 و 2014)
السيد يعقوب ولدسالم فال