فرحة واسعة في صفوف عمال شركة سنيم

جمعة, 2021/04/23 - 9:17م
مناديب عمال سنيم

تغمر الفرحة عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم سنيم وهم يتلقون خبر مصادقة مجلس إدارة شركتهم في جلسة عادية أمس الخميس بانواكشوط على منحهم امتيازات خاصة، ولا تقتصر أهمية هذه الإمتيازات التي استفاد منها عمال الشركة على حجمها وتعددها وأهميتها فقط بالنسبة لهم وإنما أيضا في توقيتها حيث يستعد العمال و أسرهم لإستقبال عيد الفطر وما يرافقه من أعباء أسرية بعد أيام قليل من تاريخ استلامهم أول دفعة منها على رواتب شهر ابريل الجاري تمثلت في 6 رواتب بالنسبة للعمال البسطاء و5 رواتب بالنسبة للطبقة المتوسطة و4 رواتب ونصف بالنسبة للأطر.

وتميزت المصادقة على التحفيزات المادية لسنة 2021 الخاصة بالعمال بالجمع بين زيادة عامة في الأجور ورواتب تشجيعية فضلا عن زيادة بعض العلاوات التي يستفيد منها العمال، ورغم أهمية هذا بالنسبة للشغيلة المنجمية في ازويرات إلا أن فرحة العمال تعززت أكثر بعد أن حملت قرارت المجلس لأول مرة إجراءات بطعم اجتماعي إنساني خالص تتمثل في استحداث علاوة موحدة تدفع للعامل بعد عودته من إجازته السنوية وهي فترة صعبة وحساسة بالنسبة للعامل ومنح العمال المواد الغذائية الخاصة برمضان بشكل مجاني لأول مرة في تاريخ الشركة تطبيقا لتعليمات من الإدارة العامة للشركة وصادق عليها مجلس الإدارة في جلسته أمس فيما وصل سقف الغلاف الإجتماعي المصادق عليه 750 مليون أوقية وهو رقم قياسي في تاريخ الشركة حيث وصل في السنة الماضية 650 مليون أوقية قديمة كأعلى سقف حتى الآن.

ويعد العمال وهم في نشوة الفرح بمضاعفة الجهود من أجل الدفع بمستوى الإنتاج كنوع من رد الجميل لإدارتهم والتأكيد على أن جهودها لم تذهب سدى.

و عبر عدد من العاملين في الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) عن ارتياحهم لقرار مجلس إدارة الشركة زيادة رواتب العمال ومنحهم رواتب تحفيزية ورفع مستوى الدعم الاجتماعي، وهي القرارات التي قالوا إنها «مفاجئة لهم لأنها جاءت من دون مشاكل».

أحمد ولد آبيلي، المنسق الجهوي للكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا والمندوب العمالي وصف قرارات الشركة بـ «التاريخية»، وقال إنها ثمرة «ما يشبه الحوار بين إدارة الشركة ومناديب العمال، قدمت خلاله توصيات يبدو أن المدير العام أوصلها بالشكل المطلوب 

ولد آبيلي وهو واحد من مناديب العمال الذين قادوا الإضراب الماضي، يرى أن جميع مطالب مناديب العمال قد تمت تلبيتها خلال الاجتماع الأخير لمجلس إدارة الشركة «من زيادة الأجور، والرواتب التشجيعية، وحتى الغلاف الاجتماعي الذي وصل إلى 750 مليون أوقية، وهذا غير مسبوق».

ولكن ولد آبيلي دعا إلى ضرورة إقامة «شراكة مبنية على الاحترام» بين العمال وإدارة الشركة، وأكد أن هذه الشراكة «ستمكن الجميع من تجاوز العراقيل التي قد تعترض العمل».

وكان مجلس إدارة شركة «سنيم» قد قرر زيادة رواتب العمال بنسبة 10 في المائة، ومنح ستة رواتب تحفيزية للعمال البسطاء وخمسة رواتب للطبقة المتوسطة وأربعة رواتب ونصف للأطر.

أما المندوب النقابي عن اتحاد العمال الموريتانيين حماده ولد ابلال فقد قال في حديث مع «صحراء ميديا» إنه تفاجأ بهذه القرارات، ولكنه أكد أنها «جاءت في الوقت المناسب».

وأوضح ولد ابلال أن القرارات «كانت مفاجئة للعمال لأنها مُنحت دون أي مشاكل أو إضرابات، وهو أمر غير مألوف لدى العمال الذين كانوا يحصلون على كل امتياز بعد الكثير من الصراعات والمشاكل»، وفق تعبيره.

وارتفعت في أوساط العمال دعوات إلى مضاعفة الجهد من أجل زيادة الإنتاج كنوع من «رد الجميل للشركة»، على حد تعبير أحد العمال، فيما تعهد ولد ابلال بأنه سينظم حملة واسعة في صفوف العمال من أجل زيادة الإنتاج.

وفي السياق ذاته قال عبدي ولد المزضف، مندوب عمالي عن الكونفدالية الموريتانية للشغيلة، إن «قرارات الشركة دليل على أن الإدارة اهتمت بطلبات العمال، وسعت لتلبيتها والدفاع عنها أمام مجلس الإدارة».

ودعا ولد المزضف العمال إلى «المحافظة على الجو الهادئ في الشركة، ليساعد في مضاعفة الانتاج»، وطلب من العمال «تخليد هذه الامتيازات خلال شهر مايو المقبل، لكي لا ينسوا الفترات الصعبة التي مروا بها في السابق»، وفق تعبيره.

وعبر المناديب الثلاثة عن جاهزية العمال لمضاعفة العمل من أجل رفع كل التحديات التي تواجه الشركة الوطنية المنجمية الأكبر في البلاد.