من ام ربيبة فيتيمة إلى يتيمة من الام فربيبة من ابيها
الحلقة الثانية
في صيف 1994 وفاطمة في شمعتها الثانية عشر (12) وبعد اتفاق توفيف إطلاق النار بحجة الاستفتاء المنتظر ،توفقت زينبو صديقة مريم الشنقيطية في الحصول على رخصة لعبر الحدود إلى الشمال الموريتاني حيث ينتظرها زوجها بفارغ الصبر بعدما أولج الحدود قبلها.
ظلت مريم الشنقيطية ذات الابتسامة الدخانية التي تسرُ كل الناظرين إليها ، تُكابد انبعاث تشوقها وحنينها إلى أرض ذكريات صباها حيث نشأت وترعرعت وظمإ الشوق الى لقاء احبتها و أقربائها الذين مضى على فراقهم 14سنة رغم بؤس وأحزان ذاك الزمن اللعين الأسود .
في كل مرة يتحجج لها زوجها ابراهيم بالتأني قليلا ، مرة لوجوده في فترة تدريبية شتاء سنة 1993 وتارة انه في مراحل توفير إمكانيات سفرهم و "أفروح" الأهالي الذين طال انتظارهم لذاك اليوم الموعود ، لكن مريم لها قراءة مخالفة لما يتحجج به زوجها وابو بنتها الوحيدة في الظرف نفسه ، فلربما يكون بنفسيته هاجس التخوف من خسارتها نهائيا بسبب جمالها الخارق و إمكانية فسخها لقران زواجهما نظرا لافتقاده شرعية وجود ولي أمرها انذاك و الذي تم بترتيب من قاضي الدائرة القارن و بوساطة صديقتها زينبو .
طرأ فتور على علاقة مريم الزوجية كبركان نائم من الغضب الغير معلن نظرا لتباطؤ زوجها في تمرير مطلبها وكل طرف يخفي ذلك حفاظا على معنويات بنتهما فاطمة التي أصبحت عزتها هي القاسم المشترك بينهما .
و كثيرا ما كانت مريم تعاتب صدقيتها زينبو التي كانت سببا وراء زلت أقدامها الى تلك البادية ثم زواجها .
ظلت مريم تُدلل بنتها فاطمة الحسناء وغرة عينها التي تشتهي التمور بأفضلية وتُمنيها بجودة تمور مدينتها شنقيط التي ستُنسيها كل أنواع التمور وتُسامر معها الليالي بحكايات عادات وأخلاق ووجمال منطقة اخوالها الشنقطيين وكلما تعمقت مريم في أطراف احاديثها كلما ازداد تشوق فاطمة الحسناء لتلك الأرض .
عادة يتوافد على بيت فاطمة أثناء العطل الدراسية فتيات فضوليات منهن معجبات بجمالها الذي ذاع صيته بينهن ، ومنهن حاقدات ، حاسدات ، غيوريات ، وكعادة مريم ملتزمة بخدمة ضيوف بنتها وبينما هي في المطبخ وفي شهرها السادس من حملها سقطت مغمي عليها ..... يتبع