كتب الدكتور عالي أبو وضاح الرئيس الأسبق للجالية السوداني في موريتانيا في رسالة وجهها لموقع ازويرات ميديا معتذرا للشعب الموريتاني عما جاء في خبر نشرته ازويرات ميديا بخصوص اعتقال سودانيين في حالة سكر وما تبعه من حملة على وسائط التواصل الإجتماعي الموريتانية من تنديد بالوجود الأجنبي والتحدث عن خطره على البلاد واصفا السلوك ب"المخزي" مضيفا أنه يستحق الشجب والإدانة من كل من يحترم نفسه وبلده وأردف في هذا المجال "لا يوجد عاقل يختلف مع الاخوة الموريتانيين في خوفهم على بلادهم وحرصهم على سلامة اهلهم وممتلكاتهم من امثال هؤلاء" في إشارة إلى السودانيين الموقوفين وذكر بتجربته في موريتانيا وما ربطه من علاقات صداقة ومحبة مع بعض الأصدقاء الموريتانيين مبرزا العلاقة الوطيدة التي نسجها أجدادهم بين الشعبين الموريتاني والسواني والتي احتار أصحاب الألباب من كنهها.
واختتم رسالته معبرا عن اعتذاره أصالة عن نفسه ونيابة عن أهل السودان.
وهذا نص رسالة الإعتذار كما وردت ازويرات ميديا
اعتذار واجب :
قال النابغة الذبياني:
أتاني ابيت اللعن أنك لمتني
وتلك التي اهتم منها وأنصب
فبت كأن العائدات فرشنني
هراسا به يعلى فراشي ويقشب
نشر موقع ازويرات ميديا على صفحته خبرا مفاده : (أوقفت دورية من أمن الطرق، ليل البارحة، عند ملتقى طرق حي M4رفي مدين ازويرات، سبعة سودانيين في حالة سكر، أثناء عودتهم من رحلة سياحية خارج المدينة،، وضبطت بحوزتهم قنينة تحمل مسكرا، وبعض الأقراص المخدرة.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها ازويرات ميديا، فإن الدورية أبلغت وكيل الجمهورية، الذي أمر على الفور بحجزهم، وإكمال إجراءاتهم وعرضهم عليه.
وكان السبعة يستغلون سيارة من نوع كورولا، موديل 2014، تم تأجيرها من وكالة لتأجير السيارات في ازويرات.).....
كما حملت وسائط التواصل الاجتماعي الموريتانية عقب نشر الخبر اعلاه حملة شرسة تندد بالوجود الاجنبي وتتحدث عن خطره على بلادهم.....
لا شك أن الخبر مخزي بكل ما تحمل الكلمة من معاني ويستحق الشجب والادانة من كل من يحترم نفسه وبلده ولا مشاحة في ذلك....
ولا يوجد عاقل يختلف مع الاخوة الموريتانيين في خوفهم على بلادهم وحرصهم على سلامة اهلهم وممتلكاتهم من امثال هؤلاء....
على المستوى الشخصي عشت في نواكشوط حوالي عامين لم أجد فيها الا كل الاحترام والمحبة والتكريم من الاخوة الموريتانيين بجميع مستوياتهم واثنياتهم ولا زلت احتفظ بعلاقات صداقة ومحبة وتواصل مع عدد من الاصدقاء ، ويحز في نفسي ان يسمعوا مجرد سمع بصدور مثل هذه الافعال المخذية من بني جنسي ولكن عزائي أن عم المصطفى (ﷺ) هو من أعمدة أهل النار......
لقد خلق أجدادنا وشيوخنا بين شعبينا الموريتاني والسوداني علاقة جعلت ذوي الألباب يحتارون في كنهها ومعرفة الاسباب التي ادت بهذه العلاقة بين الشعبين الى هذا العمق والتشاركية المتشعبة في العادات والتقاليد رغم البعد الجغرافي....
لا اريد ان اتحدث عن العلاقات الموريتانية السودانية وقد سبق لي ان كتبت في ذلك وتحدثت عنه في عدد من الندوات في اكثر من دولة ومناسبة ، ولكنني اذكره فقط ليشفع لنا عند بعض الشباب الذين قد لا يعلمون عمق العلاقات وتداخلها بين شعبينا حتى وصلت للدرجة التي جعلت في يوم من الايام الراحل محمد صالح الشنقيطي يرأس أول جمعية تشريعية سودانية في الفترة ما بين 1948 و1953 التي بلغ عدد أعضائها 79 عضوا من أهم إنجازاتها تدريب عدد من النواب والوزراء السودانيين على نظم الحكم والحياة البرلمانية وسلطة الحكم وإجازة قرار دولتي الحكم الثنائي بمنح السودان الحكم الذاتي ، قبل استقلال السودان.....
ان الصبية الذين ضبطوا في الواقعة المذكورة أعلاه لو كانوا يعلمون بمكانة السوداني في نفوس الموريتانيين لما وقعوا فيما وقعوا فيه......
ولو انهم ادركوا قول شاعرنا محمد عثمان عبدالرحيم رحمه الله:
أيها الناس نحن من نفرٍ
عمّروا الأرض حيثما قطنوا
يُذكر المجد كلما ذكروا
وهو يعتز حين يقترنُ
حكّموا العدل في الورى زمناً؛
أترى هل يعود ذا الزمنُ
ردد الدهرُ حسن سيرتهم
ما بها حطّة ولا درنُ
نزحوا لا ليظلموا أحداً؛
لا؛ ولا لاضطهاد من أمنوا......
ما كانوا ولغوا فيما ولغوا فيه ، ولكنا في زمن اصبحت اجهزة الاعلام والتلفزيونات تشارك في تربية الابناء بنسبة تكاد تصل الى 90% وانحدر التعليم فبعد أن كانت الوزارات تسمى وزارة التربية والتعليم سقطت منها مهمة التربية واختزل العلم في ورقة الشهادة التي تؤهلك الى وظيفة والوظيفة معدومة....
فيتخرج الطالب هائما على وجهه قائما ليله ونهارة وهو ينظر في شاشة هاتفه وما ادراك ما تبثة هذه الشاشة من سموم وغسل للافكار والامخاخ والأدمغة ، فلا نستغرب بعد ذلك إن اخطأ الشباب وضلوا الطريق.....
ولا نستنكف إن وجدنا انفسنا في موقع الاعتذار والاسف لما بدر من ابنائنا من خطأ لنقص في التربية وانحراف في سلوك المجتمع....
نسأل الله أن يصلح الحال ويرتقي بشعوبنا وينتشلها مما هي فيه من نقص شمل جميع مناحي الحياة.....
اعتذر عن الاطالة وان كان في النفس الكثير مما يمكن ان يقال في هذا المضمار.....
تحياتي واحترامي للشعب الموريتاني
ولكم عميق اعتذاري اصالة عن نفسي ونيابة عن اهل السودان......
ولكم صادق محبتي ومودتي
دكتور علي ابووضاح
الرئيس الاسبق للجالية السودانية بموريتانيا
30 اكتوبر 2021
.