نعى الناعي، ليل البارحة في مدينة ازويرات، المغفور له بإذن الله احمتو ولد المصطفى، بعد صراع مع المرض.
خيم الحزن على كل من سمع الخبر، فالرجل لم يكن مجهولا، لقد مارس السياسة منذ نعومة أظافره، السياسة التي تصلح وتبني، لا تلك التي تهدم. وبموازاة مع ذلك، كان متمسكا بدينه، مرتادا للمساجد، ناطقا بالحق، لا يريد في الله لومة لائم.
عند إنشاء البلديات، اختار المغفور له بإذان الله، أن يشرف بنفسه، على الخدمات الإجتماعية المرتبطة بالحياة اليومية المواطنين.
ونظرا لندرة المياه الصالحة للشرب في المدينة، وصعوبة الحصول عليها في فترة الصيف، وخاصة بالنسبة للأسر الفقيرة، فضل احمتو أن يشرف بنفسه على توزيع المياه الخاصة بالبلدية، عله يروي طمأ مئات الأسر المهمشة في المدينة، وهي صدقة، قد تكون أفضل زاد، يجده الميت بعد رحيله.
ولما ضعف وتقدم عمره، اختار مجالا آخر لايقل أهمية عن مجاله الأول، تمثل في تخليص سكان من الأوساخ والقمامات التي يمكن أن تضر بصحتهم، فالراحل يدرك أكثر من غيره، أن العمل يمكن أن يحوله صاحبه إلى عبادة، لذلك ظل احمتو منذ اكتتابه في بلدية ازويرات يعبد الله في حله وترحاله، وكأنه يموت غدا.
ارتبط إذن الراحل بالحياة اليومية للسكان، وخاصة الفقراء منهم، لذلك لا غرابة في أن ينبري الجميع لنعيه، في زمن قل فيه فاعلو الخير.
رحم الله احمتو ولد المصطفى وأسكنه فسيح جنانه والهم ذويه الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون