أظهرت اللوائح المرشحة، لإنتخابات مناديب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم سنيم في مدينة ازويرات، وتلك المقدمة للجنة الإستشارية، إعطاء المركزيات النقابية الأولوية، لأول مرة، في هذه الإنتخابات للمرشحين الشباب، بدل العمال القدامى أصحاب التجارب، الذين ظلوا يسيطرون على العمل النقابي في مدينة ازويرات، منذ إنشائه.
وجاء ما يشبه الإنقلاب، بعد ضغط قوي من العمال في السنوات الأخيرة، تارة على شكل مطالبات بتجديد المناديب، وترشيح شباب قادرين على تحقيق طموحات الشغيلة، وتارة أخرى، عبر الإنتقاد اللاذع للمناديب وتحميلهم مسؤولية ما آلت إليه وضعية العمال، بل ووصفهم لهم أكثر من مرة ب"المرتشين".
وأمام هذا الضغط المتواصل، لم يكن أمام النقابات من بد، في الإعتماد على الشباب في العمل النقابي المستقبلي، مع ما يعنيه ذلك من تأثيرات قد لا تلعب كلها في صالح الشركة الوطنية المنجمية في المستقبل، التي اعتادت التعامل مع مجموعة من المناديب المتمرسين، الذين يسايرونها في سياساتها الإجتماعية في أغلب الأحيان، للمحافظة على المناخ الإجتماعي، وتارة أخرى، يعارضونها ولو على استحياء تحت تأثير ضغط الشغيلة.
اليوم وبعد انتهاء هذه الإنتخابات، ستجد شركة سنيم نفسها، في مواجهة مجموعة من الشباب المتحمسين، لإثبات جدارتهم للعمال الذين انتخبوهم، وإظهار قدرتهم على انتزاع أكبر قدر من المكاسب، في ظل توفرهم على حصانة قانونية كانوا بحاجة إليها.
ويأتي تجديد طبقة المناديب، بعد تجديد الإدارة العامة للشركة معظم المهندسين المشرفين بشكل مباشر على عمليات الإنتاج، حيث أصبح يتربع على إداراتها مهندسون شباب.
فهل سيصب تجديد الواجهة القيادية لشركة سنيم، وبروز مناديب شباب لا يتوفرون عل
تجربة نقابية، في صالح استقرار المناخ الإجتماعي في الشركة؟ أم سيكون بمثابة صب للزيت على النار؟