أعرب والي تيرس زمور السيد إسلم ولد سيد عن أسفه للحادثة الأخيرة في منطقة اصبيبرات التي راح ضحيتها 7 مقبين من أبناء البلد مبرزا العناية الكبيرة التي أولاها رئيس الجمهورية عناية ومتابعة خاصتين انطلاقا من اهتمامه بحياة المواطنين بشكل عام ووضعية التنقيب والمنقبين بشكل خاص مشيرا في هذا المجال إلى التعليمات التي أعطى للحكومة في مجلس الوزراء الماضي من أجل القيام بحملة تعبئة وتحسيس شاملة حول أهمية احترام إجراءات السلامة بالإضافة إلى الزام الحكومة باتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها مساعدة المنقبين في حياتهم اليومية والصعوبات التي يتعرضون لها في مجال عملهم.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده والي الولاية صباح اليوم بالعاملين في قطاع التنقيب في مركز معالجة الحجارة المشبعة بالذهب في ضواحي مدينة ازويرات دعا فيها المنقبين إلى اعتماد طريقة سليمة تجمع بين المحافظة على الأرواح واكتساب الفوائد مضيفا أن نشاط التنقيب تكتسيه بعض المصاعب لكنه عمل كريم أتاح لعشرات الآلاف مصدر عيش كريم ثابت بالإعتماد على سواعدهم مكنهم من إعالة أسرهم والمساهمة في تنمية دولتهم ومجتمعهم.
وأوضح ولد سيد الطرق والأساليب التي يجب اتباعها أثناء نقل المنقبين وتلك المتعلقة بالتنقيب وأضاف في هذا المجال : " يجب الأخذ بعين الإعتبار أن السيارة آلة ويجب أن لا تتحمل أكثر من طاقتها حتى لا يتعرض ركابها لحادث سير مؤلم كما يجب على المنقب خلال الحفر أخذ الإحتياطات اللازمة من أجل السلامة" وشدد والي الولاية على أن بعض المنقبين عندما يبدأ الحفر لا يخضعونه لمعايير علمية بل إن همهم الوحيد هو البحث عن ما يعرف ب"العرك" سواء كانت طريقة بحثه عنه سليمة أم لا مؤكدا أن "العرك" وجميع ذهب العالم أهم منه الحياة البشرية داعيا إلى وقف مثل هذه الأساليب بشكل نهائي مؤكدا في هذا المجال مسؤولية أصحاب المقالع القانونية عن العمال العاملين فيها الذين يلجأون لمثل هذه الأساليب الخطيرة داعيا إياهم إلى فرض إجراءات السلامة المطلوبة على العمال إذا ما أرادوا تجنب المساءلة منتقدا أساليب الحفر المعتمدة من طرف بعض المنقبين التي لا تراعي المعايير المطلوبة وإنما هم أصحابها تحصيل حمولة أكبر عدد ممكن من أكياس الحجارة مشيرا إلى أن الأهمية لا تكمن في عدد الأكياس وإنما في سلامة أبناء الوطن وكشف النقابة عن أن الدولة تم إلزامها بأن توفر ما يمكن توفيره لكنها مطالبة في نفس الوقت بتحديد الجهات المخالفة حتى تتم معاقبة العامل المخالف وصاحب العمل المخالف وصاحب المقلع المخالف مضيفا " لا يمكن لهذا الأحداث المؤلمة أن تتكرر فلا يمكن كل أسبوعين أو ثلاثة الإعلان عن وفاة منقبين بسبب اختلالات في طريقة الحفر أو في أسلوب البحث عن الذهب وهدد بأن الدولة لن تسمح بمواصلة مثل هذه اللامبالاة".
وبدوره رحب رئيس فرع شركة معادن موريتانيا في مدينة ازويرات السيد المختار ولد حامدن بالوالي والوفد المرافق له وبالمنقبين على مشاركتهم في الحملة التحسيسية حول الأخطار التي يمكن أن تنجم في تجاهل إجراءات السلامة في حفر آبار التعدين الأهلي التي شكلت أولوية منذ أوكلت إليها السلطات العمومية وتنظيم وتأطير قطاع التعدين الأهلي مبرزا في هذا المجال الخطوات التي قطعتها الشركة في سبيل تحقيق هذه الأهداف والتي تجسدت في إرسال آليات لكليب اندور لإزاحة الأتربة المتراكمة على فوهات المقالع والتي يمكن أن تسبب في انهيارات كما اقتندت آليات وسيارات للآسعاف للتدخل في حالات الطوارئ وفي نفس السياق تم إعداد دليل السلامة والأمن لحماية المنقب ودعا عمال القطاع من مختلف المستويات إلى الإبلاغ عن الأخطار و التشققات لإتخاذ الإجراءات في الوقت المناسب مؤكدا في هذا الصدد أن شركة معادن موريتانيا قامت بتوقيف العمل في العديد من الآبار في منطقة تيرس زمور بسبب التشققات التي كانت قد تعرضها للإنهيار مما مكن من تفادي الكثير من الإنهيارات التي كان يمكن أن تحدث في المناجم مشددا على أن تكاتف الجميع في هذا المجال وتوحيد جهودهم أساسي متعهدا باستمرار عمليات التحسيس.