تمر مناسبة الفاتح من مايو في مدينة ازويرات هادئة دون أن تعني شيئا بالنسبة للكثير من العمال في المدينة المنجمية فالمناسبة الدولية التي ينتظرها العمال طيلة سنة كاملة للتظاهر بمئات الآلاف وتتنافس فيها المركزيات النقابية من حيث الحجم وعدد المنتسبين للتعبير عن مكنونات الشغيلة ومطالبها مرت هذه السنة في مدينة ازويرات دون صخب ودون أن يكون لهذا اليوم ميزة عن غيره من أيام السنة الأخرى.
لم يسبق في تاريخ مدينة ازويرات أن مر هذا اليوم دون الإحتفاء وهو الذي شكل لسنوات مناسبة لكل النقابات لإظهار أساليبها النضالية من أجل التعريف بهموم العامل فيستخدم بعضها أسلوب الحجة والبيان ووسائل الإقناع المختلفة للحصول على مكاسب عمالية ويعتمد البعض الآخر أساليب الضغط والتهديد لتحقيق نفس الهدف.
يمر عيد العمال اليوم دون أن يشعر بها سكان المدينة ودون حتى أن يعني شيئا للشغيلة نفسها.
وقد يرجع قائل السبب إلى شهر رمضان لكن العمال طالما احتفلوا بهذه المناسبة خلال الشهر الفضيل في مدينة ازويرات وفي ظرفية مناخية صعبة تصل فيها درجات الحرارة إلى ما فوق 47 درجة.
فما الذي تغير؟
ربما هي حالة الرضاء التي تسود عمال سنيم هذه الأيام بفعل الزيادة في الأجور والعلاوات التي اقترحتها الإدارة العامة للشركة وأقرها مجلس إدارتها في اجتماعه الأخير وتلك المتعلقة بالصحة وتحسين الإطار المعيشي التي يبدو أن نشوتها حولت المناسبة العمالية الدولية إلى يوم عابر.
وتكاد تكون التظاهرة الوحيدة الأقرب من حيث الفترة الزمنية إلى هذه المناسبة تمثلت في اجتماع عقده اتحاد العمال الموريتانيين ليل البارحة في مقره بمدينة ازويرات خصص للحديث عن هذه الزيادات حيث نبه رموز النقابة على المستوى المحلي على خصوصية هذه الزيادة في الأجور مؤكدين أنها الثانية التي يحصل عليها العمال لسنتين متتاليتين معتبرينها سابقة في تاريخ الشركة وشدد المسؤولون النقابيون على أهمية المكاسب التي حققها العمال على المستوى الصحي سواء على المستوى المحلي أو الوطني أو الخارجي واستطردوا بإسهاب تفاصيل الإنجاز الصحي الذي حققه العمال في المستويات الثلاثة معتهدين بالدفاع عنها في كل مناسبة باعتبارها إنجازا مهما ومكسبا حقيقيا للعمال.
وأشاد المتدخلون بطريقة تعاطي الإدارة العامة مع مطالب العمال وانفتاحها على الشغيلة معتبرينها مكسبا إضافيا للعمال.
كما نوه المتدخلون بطريقة إدارة مدير مقر الإستغلال لجلسات التفاوض مع مناديب العمال وأعضاء اللجنة الإستشارية وحتى مع المنسقيات النقابية واصفينها بالمرنة والسلسة.