أحمد ولد محمد ولد اشوين: أحد المنقبين البارزين في ولاية تيرس زمور، منحدر من ولاية آدرار، ولد 3 مايو 1982 في مدينة أطار. خبر البوادي حد التصوف، وتجول بين الوديان والتلال والصحاري والوهاد والهضاب، منتقلا من موقع لآخر، قبل أن يلتحق بمجال التنقيب الأهلي سنة 2016 ضمن الموريتانيين الأوائل الذين مارسوا هذا النشاط.
يفضل ولد اشوين استخدام اللثام في معظم أوقاته كرمز للرجل الصحراوي، حتى أصبح يعرف ب"المنقِبِ المنقَّبِ".
اختارته شركة معادن موريتانيا ضمن فريقها المجهز بسيارتين عابرتين للصحراء، من أجل مساعدة أسرة المفقود الموريتاني المصطفى ولد أحمدو في جهود البحث عنه وعن السودانيين الخمسة المرافقين له الذين ضلوا طريقهم خلال رحلة بين ازويرات والشامي انتهت بتعطل السيارة وفقدان الركاب الستة.
هيأت الشركة كافة المستلزمات الضرورية للرحلة، من محروقات ومؤن، ثم انطلقت قافلة معادن بقيادة أحمد ولد اشوين في حدود منتصف نهار يوم الأربعاء الماضي متجهة إلى المنطقة التي يحتمل أن تكون عرقلت سير المفقودين.
بالتزامن مع ذلك، كانت أكثر من عشرين سيارة تابعة للجالية السودانية تجوب الصحاري بحثا عن المفقودين ضمن سيارات أخرى لمنقبين موريتانيين في عملية بحث، شاركت فيها طائرة عسكرية تابعة للجيش الوطني. وهي الجهود التي أسفرت عن العثور على السيارة وقد ابتلعتها الرمال غير بعيد من اتميمشات (كما يظهر في الصورة) وبجانبها جثمانين لمفقودين سودانيين ضمن المجموعة التي يتم البحث عنها.
أعطى العثور على السيارة دفعا قويا للفريق المشارك في عمليات البحث، غير أن ضعف الخبرة ونقص التجربة حالا دون العثور على المفقودين بسبب تركيزهم على مناطق دون أخرى.
وصل فريق شركة معادن نفس الليلة، وقضى ليلته في نفس الموقع الذي عثر على السيارة فيه.
في صباح أول أمس، الخميس، تبلورت فكرة لدى فريق معادن أن هنالك خطأ في الإتجاه الذي ترتكز عليه فرق البحث الأخرى، وأن هنالك اتجاه آخر كان من المفترض أن يكون المحور الأساسي لعمليات البحث اليومية.
ركز فريق شركة معادن، بقيادة ولد اشوين، على هذا الإتجاه الذي يعاكس الإتجاه الذي كانت تسير عليه سيارة المفقودين. ولم يمر وقت طويل حتى عثر على جثمان السوداني الثالث، نفس اليوم، في حدود الساعة السادسة من مساء أول أمس، الخميس.
شجع العثور على جثمان المنقب السوداني الثالث كل الفرق المشاركة في عمليات البحث على الحذو حذو شركة معادن والإستفادة من تجربة فريقها، ما أسفر عن العثور على المنقب السوداني الرابع في حدود الساعة التاسعة من يوم أمس، الجمعة، خلال بحث مشوا فيه على الأرجل بسبب وعورة الأرض. ولم يمض وقت طويل حتى اكتشوفوا جثمان السوداني الخامس.
انسحبت السيارات التابعة للسودانيين بعد العثور على جثمان آخر المفقودين السودانيين، وهو ما خلف استياء كبيرا لدى المنقبين الموريتانيين الذين اعتبروها خطوة غير ودية، خاصة أن البحث ما يزال جاريا عن موريتاني مفقود كان السودانيون المفقودون يرافقونه خلال رحلتهم الأخيرة.
وعلى عكس السودانيين، أعربت الإدارة العامة لشركة معادن موريتانيا عن استعدادها تمديد العمل لفريقها من أجل مواصلة البحث، واستعدادها لدفع التكاليف المتعلقة بالعملية حتى تحقق كامل هدفها إذ ما زال أحمد ولد اشوين، قائد الفريق، حاملا الثريا التي لم تفارق يده قط منذ امتهن نشاط التتقيب الأهلي، يجوب الصحراء بحثا عن المنقب الموريتاني المفقود.