التحق وهو شاب يافع بشركة ميفرما الفرنسية، وبالذات في 18 من شهر فبراير سنة 1974، قبل 9 أشهر من إعلان رئيس الجمهورية السيد المختار ولد داداه تأميم الشركة في خطابه للأمة، بمناسبة 28 من شهر نفمبر 1974، ولم يكن راتبه الشهري يتجاوز بعد 8 أوقية، لكن تضحيته واندفاعه في العمل ومثابرته مكنوه من تسلق 13 رتبة في الشركة، خلال مسيرته الوظيفية، التي بدأها برتبة S1، وهي أسفل رتبة في الهرم الوظيفي للشركة خلال تلك الفترة، وانتهت بحصوله على رتبة M6.
برز ابراهيم ولد ويسات المولود سنة 1955 في افديرك كأحد أهم قادة إضراب 2015 الذي كاد يفقده وظيفته، على بعد أشهر قليلة من استفادته من حقه في التقاعد، لولا وساطة قادها رئيس البرلمان الحالي العمدة الأسبق لبلدية ازويرات السيد الشيخ ولد بايه، مكنت من إعادته إلى عمله رفقة أكثر من 300 عامل تم فصلهم على خلفية قضايا ذات صلة بالإضراب.
التحق ولد ويسات بعد تقاعده، بإحدى الشركات الوطنية العاملة في مجال تشييد الطرق لفترة من الزمن، وخلال عمله في تلك الشركة، اشتاق للعمل النقابي، فعاد خلال راحته إلى ازويرات، وحاول ضمن متقاعدين آخرين، إزاحة مكتب المتقاعدين برئاسة عبد الله ولد أحمد، من خلال تشكيل لائحة منافسة، شغل فيها منصب نائب الرئيس، لكن لائحة المكتب السابق تمكنت من هزيمته خلال انتخابات 2017، لكنه لم يستكن رغم مرارة الهزيمة، فأعد العدة لإنتخابات 2021، وهذه المرة كرئيس للائحة المرشحة وهكذا اعتمد استراتيجية محكمة، بموجبها وزع لائحة الناخبين على أعضاء لا ئحته المترشحة، وكلف كل عضو في لائحته بالإتصال المباشر بمجموعة معينة من الناخبين، لإقناعهم بالتصويت للائحته، دون أن تشعر اللائحة المنافسة بالخطة، ما ساعده كثيرا في كسب الإستحقاقات المنظمة في يوم 4 من ابريل من سنة 2021، التي أهلته لترأس المكتب لسنتين متتاليتين، وأثار نجاح ولد ويسات في البداية قلقا في أوساط شركاء المكتب، نظرا لنزعة الرجل التحررية التي قد تصل حد التمرد في بعض الأحيان، فالرجل قبل نجاحه كان يقاضي الشركة الأم في ملفات عشرات المتقاعدين، معتبرا التعويضات الخاصة بالتقاعد، التي تمنحهم الشركة عند التقاعد غير عادلة ولا منصفة، مؤكدا أنها أشبه ما تكون بحسابات عمال تم تسريحهم، لكن هذا القلق سرعان ما تلاشى، بفعل العلاقات الجديدة التي ربط بإدارة الشركة وخيريتها، ومهدت الطريق لإستفادة المكتب الجديد من مساعدات اجتماعية هامة لصالح المتقاعدين، وأسهمت في خفض ضجيج المرافعات التي كانت تستهدف الشركة أمام المحاكم.
ظل رئيس المكتب ابراهيم ولد ويسات يعمل ليل نهار من أجل إعداد الترتيبات التنظيمية المنظمة للمتقاعدين، من إحصاء وتصنيفات، ونشر تدوينات في هذا المجال على صفحته الخاصة على افيس بوك، مع صور له أمام الحاسوب في منزله، خلال معالجته اللوائح والمعطيات الخاصة بالمتقاعدين ليلا، معلقا على عمله ليلا بالمثل الشهير "من طلب العلى سهر الليالي".
لم يدم طويلا شهر العسل بين أفراد المكتب المنتخب الجديد لمتقاعدي الشركة، بسبب خلافات قوية بين أعضائه، ظهرت مع اقتراب التاريخ المحدد لتنظيم انتخابات جديدة، حيث يسود التوتر حاليا بين بعض أعضائه، وهو ما يشي بانقسامات قوية يمكن أن تؤثر على الإنتخابات المقبلة.
وحرصا من ازويرات ميديا على تسليط الضوء على هذا الخلاف بين أعضاء المكتب، أجرينا لقاء مع رئيس المكتب ابراهيم ولد ويسات، أوضح فيه الأسباب الكامنة وراء هذا الخلاف، وطبيعة علاقة المكتب بمختلف شركائه.
ازويرات ميديا : يقال بأن خلافات قوية تعصف بمكتبكم في الوقت الراهن، ما مدى صحة ذلك؟
ابراهيم ولد ويسات : كما تعلم كنت مسؤولا عن التسيير الإداري للمكتب وبدأت في تكوين الملفات الإدارية من الصفر، ولا حظت محاولة بعض الأفراد الإستحواذ على بعض المعلومات الخاصة بِنَا، من أجل استغلالها لصالح أطراف أخرى، فمثلا كلما قمنا بعملية توزيع مساعدات، يستغلها البعض لتشويه سمعتنا، من خلال اتهامنا بتوزيع المساعدات على قبيلة بعينها، أو جماعة، والحقيقة أن تدخلاتنا تنفذ وفق معايير واضحة، تنبني على الشفافية، وتعطي الأولوية لأصحاب المعاشات الضعيفة، والمصابين بالأمراض المزمنةً، وأصحاب الإعاقة والأرامل، وهذا ما لا يرضي هؤلاء، فهم يريدون أن تستفيد مجموعاتهم الضيقة من هذه التوزيعات، من أجل استثمارها في حملتهم. إذن هذه هي حقيقة خلافنا مع هؤلاء، وهم بالمناسبة يعدون على رؤوس الأصابع.
ازويرات ميديا : يقود هذا الحراك عدد من مساعديكم في الإنتخابات الماضية، ما السبب الحقيقي وراء تغيير مواقفهم؟
ابراهيم ولد ويسات : هناك البعض الذي كنّا نعطيه صلاحيات واسعة في مجال التسيير، ضمن عملية توزيع المهام، فمثلا المتجر الخاص بالمتقاعدين يتولى تسييره عدة مسيرين، من خلال متابعة المشتريات والمبيعات والمداخيل يوميا، لكننا لاحظنا بعد فترة من العمل تدهور وضعية الحانوت، ما أرغمنا على تغيير نمط عملنا السابق، فلجأنا إلى تكوين لجان تسيير جديدة، وهو ما أغضب المسيرين السابقين للحانوت، وأدى إلى تغيير مواقفهم، وهذه اللجان الجديدة تشمل لجنة للمشتريات، وأخرى للإشراف، وثالثة للتفتيش. إذن غضبهم ناجم على حجب الصلاحيات، التي كنت قد أعطيت لهم، وهناك بعضهم قد بدأ حملته لصالح أطراف أخرى.
ازويرات ميديا : انتخبتم منذ أكثر من سنة ماذا حققتم للمتقاعدين؟
ابراهيم ولد ويسات : أول إنجاز حققته للمتقاعدين تمثل في عملية تسجيلهم، حيث لم يكن عددهم في السابق معروفا، ولا توجد لهم قاعدة بيانات، وهذا هو حال الأرامل هذا فضلا عن تمكننا من تسجيل أبناء المتقاعدين، من أصحاب الشهادات ومن غير أصحاب الشهادات وتمكنا من تسجيل أصحاب الإعاقة والمصابين بالأمراض المزمنة، وأشرفت شخصيا على توزيع مجموعة من المساعدات في الأعياد، شملت المواد الغذائية تارة وتارة أخرى مبالغ نقدية. وعملت على رسم صورة ناصعة لهم، والآن لدي خطة لتكوين أبنائهم. وفي هذا الإطار حصلت على جميع ملفاتهم، وأنتظر أن تطلق الخيرية برنامج تدخلها لهذه السنة.
ومن ضمن مطلبنا كمكتب، توظيف أبناء المتقاعدين، والحصول على تمويل مشاريع مدرة للدخل لصالحهم كما أعددت لجميع المتقاعدين بادجات تعرف بهم، إضافة إلى تصحيح وضعيتهم في صندوق التأمين الصحي اكنام، ولم أترك فرصة إلا وقمت باستغلالها لطرح مشاكلهم على مختلف الهيئات الحكومية، والفاعلين السياسيين. وفي هذا المجال كان في مقدمة مطالبنا الإستفادة من الزيادة في المعاشات، وقد أوصلت السيدة الأولى خلال زيارتها لازويرات، جزاها الله خيرا، رسالتنا إلى رئيس الجمهورية، ما ساعد في تلبية مطالبنا حيث منحنا، جزاه الله خيرا، زيادة بنسبة 60% وكان من ضمن المتقاعدين من لايحصل في تلك الفترة على 9 آلاف أو 10 آلاف أوقية للفصل الواحد، وخاصة المتقاعدين من سنة 1980 لكن اتصالاتنا بالإدارة العامة وبخيرة سنيم أثمرت عن زيادة سقف معاشات المتقاعدين الأقل دخلا، إلى السقف الأدنى للأجور، وقد ساعدنا المدير العام الجديد السيد محمد فال ولد اتليميدي منذ تعيينه على رأس الشركة، أكرمه الله بفضله، في تحقيق هذا الهدف، حيث ساعد في رفع التعويضات الخاصة بالمعاشات، من خلال منح العامل الفارق بين تعويضاته في السابق، والحد الأدنى للأجور على المستوى الوطني.
وعندما قرر رئيس الجمهورية زيادة المعاشات، وصلت معاشات بعض المتقاعدين الحد الأدنى للأجور، ومن لم يصل إلى هذا الحد، ما تزال الشركة تدفع له الفارق حتى اليوم.
ومن ضمن الخدمات التي قدمتها للمتقاعدين، رفع عدد منهم عن طريق تدخلي لدى خيرية سنيم، التي تجاوبت مشكورة معي وكانت متفهمة لظروف المتقاعدين المرفوعين. وهنا أسجل بارتياح أن الخيرية لم تقصر أبدا في التجاوب مع أي طلب قدمته لها لمساعدة أي متقاعد مريض، أو في وضعية مادية صعبة، أو حالة وفاة. وإضافة إلى هذا، قمت بفتح حسابات بنكية لجميع المتقاعدين من أجل تسهيل عملية تحويل مستحقاتهم بشكل مكتمل.
ازويرات ميديا : على ذكر إدارة سنيم كيف تقيم علاقتكم مع الإدارة العامة لشركة سنيم؟
ابراهيم ولد ويسات : نتمنى أن تدوم تلك العلاقة، ونطلب من الله العلي القدير أن يجازي المدير العام الجديد وطاقمه الإداري، ونشكره على تعيين السيد محمد محمود ولد سدينا على رأس إدارة الخيرية، بالقدر الذي نشكر رئيس الجمهورية على تعيين السيد محمد فال ولد اتليميدي على إدارة الشركة الأم، فهو إنسان متواضع، ويعرف ظروفنا بشكل جيد، ولا يمكن أن تذكر له اسم عامل إلا وكان يعرفه، وفضلا عن ذلك يدرك الظروف الحقيقة للمتقاعدين
ازويرات ميديا : هل تنوون الترشح لفترة ثانية؟
ابراهيم ولد ويسات : منذ انتخابي لم أستفد من أي راتب حتى اليوم، ولا أي تعويض عن النقل من طرف الخيرية، رغم أني كثير التنقل ما بين ازويرات و انواذيبو وانواكشوط، حاملا هم المتقاعدين، كما أتنقل بين الوزارات، وأتولى مهمة تصوير الأوراق، وأريد في هذا الصدد أن أذكر بأنني رغم أنني انتقلت بين الشركات التي كنت أستفيد منها برواتب معتبرة، إلا أنني فضلت أن أمثل المتقاعدين لأنتشلهم من الظروف الصعبة التي يعيشونها، والظلم الذي يتعرضون له، وآثرت هذا المسار عن عمل أتقاضى عليه راتبا من 500 ألف أوقية، في شركات مثل ATTM و ENER و MTC و AGREK، لكنني ضحيت بذلك من أجل هذه الشريحة، التي قمت بإصلاحات جوهرية من أجلها، شملت إعداد نصوص التنظيمية وحسن سير الإنتخابات عن طريق استصدار البطاقة الموحدة، وكنت أنوي قضاء هذه المأمورية فقط، ومن ثم يختارون ما يرونه مناسبا لمواصلة المشوار، وعندما أعلنت ذلك، اتصلت بي مجموعة من المتقاعدين ورفضت حد البكاء مغادرتي، معتبرين انسحابي بعد أن أوصلتهم هذه المرحلة، نوعا من الخيانة لهم. ولذلك تراجعت عن قراري، لأنني لا أريد أن أكون سببافي خيانتهم، لذلك سأترشح، يمنحوني الثقة أو يتخلون عني.
ازويرات ميديا : ما هي الضمانات التي يمكن أن تحقق لكم الفوز في هذه الإنتخابات؟
ابراهيم ولد ويسات : لا أمتلك من الضمانات غير الإنجازات التي حققت لهم، وأنا على يقين من أن الإنتخابات إذا لم تنبني على أسس قبلية، أو جهوية، أو عنصرية، فسأكون الفائر فيها، لكن إذا دخلتها هذه المعايير فقد أهزم فيها، فأنا معروف في أوساط مجموعتي القبلية، بمحاربتي للقبلية والعنصرية والجهوية، وهو ما يثير خلافا بيني وبين الكثير من الناس أحيانا، وحتى من داخل قبيلتي، لذلك لا يمكنني أن أتقاصر عن خدمة المتقاعدين وأنسحب عنهم بهذه البساطة في هذه المرحلة، وأخون أمانتهم.
ازويرات ميديا : هل لقيتم صعوبات خلال تسييركم للمكتب؟
ابراهيم ولد ويسات : تلقينا فور انتخابنا كثير من الصعوبات، من أهمها غياب التواصل مع ممثلية خيرية سنيم في مدينة ازويرات، حيث شعرنا بأننا غير مرحب بنا، لا في ازويرات ولا في انواذيبو، لكنني فضلت الصبر، رغم أن كثيرا من مطالبنا لا تلبى، وتبقى رسائلنا في سلة المهملات، ما جعلنا نعتمد على البريد الألكتروني مباشرة في مراسلتنا للإدارة العامة، دون المرور بممثلية الخيرية، وهو ما خلف امتعاضا من الخيرية، لكن بعد التعديل الأخير كل شيء أصبح في مساره، فأصبح لدينا رئيس قطاع للعمل الإجتماعي، وأصبحنا ننسق معه بشكل مباشر، وتشهد علاقتنا معه ارتفاعا تارة وانحدارا تارة أخرى، ولكن الإدارة العامة تتدخل في أي خلاف يمكن أن ينشب.
ومن ضمن الصعوبات، أنني أعمل معظم الأوقات منفردا، فلا أجد من يساعدني غير 3 أو 4 من أفراد المكتب من أصل 16 عضوا، والباقية لا يحضرون، إلا إذا كان هناك اجتماع مع الإداري المدير العام، أو حال تقرر تقسيم، بحثا عن حصة. وهنا لا يسعني إلا أن أنبه، ولوائح المستفيدين شاهدة، على أنني لم أستفد قط، من أي عملية توزيع، أو أوقية واحدة، في الوقت الذي ينصحني البعض بالإستفادة من التوزيعات، لكنني رفضت ذلك رفضا باتا، لأنه بالنسبة لي فالأهم هم المتقاعدون، وأنا لا يحق لي الإستفادة منها بصفتي رئيس المكتب، لأنها مخصصة للفقراء والعجزة، وهناك أيضا صعوبة كبرى تتمثل في غياب الإمكانات، حيث أتوق لأفعل أشياء كثيرة، لكنني أجد نفسي عاجزا عن ذلك، وقد قمت بشراء مخازن لترتيب الملفات وحفظها على حسابي الخاص بمبلغ 200 ألف أوقية قديمة، ورفضت الخيرية تعويضي، مع أني اتخذت كل الخطوات المطلوبة، ولدي أوصال وفواتير عن عملية الشراء، وقد تحججوا بأنني لم أستشرهم، وبأن الظرفية غير مناسبة. وهذا أعتبره نوعا من الضغط علي، لكن لم يزحزحني قيد أنملة، هذا إضافة إلى عدد آخر من المطالَب التي وجهتها لها، كالحصول على سيارة إسعاف خاصة بالمتقاعدين،وقد رفض طلبي بفعل أياد خفية داخل الخيرية، هذا في الوقت الذي اشترت فيه الخيرية عددا من سيارات الإسعاف. وفي الوقت الذي أظل أسير على قدمي يمنة ويسرة وأستغل التاكسيات إلى كل مكان، تعطي الشركة بعض السيارات لآخرين، بفعل العلاقة التي تربطها بهم، وتبخل علي بسيارة تساعدنا في المكتب على تنقلاتنا بين المكاتب، وعندما اشتروا صهاريج طلبت أن تخصص إحداها للمتقاعدين، وخاصة خلال فترة الصيف، لكن طلبي ووجه بالرفض، رغم أنها حاجة ملحة ومهمة، وخاصة في وجه موجة الحر الشديدة، التي شهدتها المدينة وجاء طلبي بعد زيارة بعض المتقاعدين في منازلهم واطلاعي على مدى تأثير الحرارة الشديدة عليهم، وهو ما دفعني إلى الطلب من الإدارة العامة شراء 86 جهازا مكيفا مزوّدا بالماء، فحول المدير العام، جزاه الله خيرا، هذا المطلب إلى الخيرية، وبدأ مدير الخيرية بدوره يدرس الملف، ثم أرسله إلى المجموعة العاملة محليا على مستوى الخيرية في مدينة ازويرات ليلقى نفس مصير الطلبات الأخرى دون تحقيق نتيجة، رغم أنها حاجة ملحة، كما أننا لاحظت أن خدمات اكنام تعطلت بالنسبة للمتقاعدين نتيجة لخطإ أو أن الخيرية لم تدفع في الوقت المناسب مشاركاتها، وشكل المتقاعدون ضغطا كبيرا علي، فذهبت إلى إدارة اكنام المحلية، وذهب معي أحمد ولد لفرك كممثل الخيرية، وأجرينا اتصال بإدارة اكنام، وإدارة سنيم، وفي الأخير تمت تسوية المشكلة، لكن بعد الكثير من التدخلات، وهو ما أزعجني كثيرا، نظرا لكونها شريحة ضعيفة، بعضها سيجري عمليات جراحية، وبعضها مصاب بأمراض مزمنة، والبعض الآخر بحاجة إلى الدواء، وقد توقفت كل هذه الخدمات الضرورية والحساسة، لمجرد أن محاسب لم يؤدي عمله، ينضاف ذلك إلى أن الخيرية لا تتوفر على أرشيف خاص بالمتقاعدين والعمل الذي نقوم به في المكتب هو بالأساس عمل الخيرية، ويجب أن يقوم به عمالها، الذين يتقاضوا رواتب على العمل بدلنا نحن الذين إذا قمنا به لا يتم تعويضنا.
ازويرات ميديا : السيد الرئيس هذا سيجرنا لطبيعة علاقتكم بالخيرية؟
ابراهيم ولد ويسات : الحمد لله علاقتنا بها الآن مستقرة، وهي الآن منفتحة علينا وخاصة مديرها العام وممثله سيد محمد ولد لمرابط، فالأخير ما علمنا عليه إلا خيرا، فمنذ أن كلّف بهذه المهمة وهو يتجاوب معنا بشكل طبيعي، أما المدير العام للخيرية، فجزاه الله عنا بخير، فهو على صلة يومية بنا، ويتجاوب مع كل مطالبنا شخصيا، فور إبلاغه عن طريق الهاتف، أو الوات ساب، إما بتلبيتها شخصيا، أو إحالتها إلى الممثلية التي تتصل بنا من أجل التشاور، وتنفيذ ما يمكن تنفيذه من المطالب، ونحن ندرك ونتفهم أننا نطلب الكثير، ويلبى لنا بعض المطالَب، فعندما نطلب 5 مطالب، ويلبى لنا أحدها أو مطلبين، فهذا نعتبره مكسبا، لأن هذه قناعتنا ونحن نتفهمها.
ازويرات ميديا : هل من كلمة أخيرة؟
ابراهيم ولد ويسات : أوجه لهم نداء بالتوجه إلى المكتب، وخاصة أولئك منهم الذين لم يتم العثور عليهم، لتسجيل أسمائهم، فهناك مثلا مجموعة الأطر لا تحتسب أنها من شريحة المتقاعدين، إذ لم يسجل منهم في المكتب سوى ثلاثة فقط، مع أنهم مطالبون بأن تكون لديهم ملفات، وأنا شخصيا كرئيس للمكتب مستعد للعمل على تسويتها، وفضلا عن هذا لدي مطلب مهم وهو أن المتقاعدين من قبل 2010، والذين تم إقصاؤهم من امتيازات عائدات صندوق التعويض التكميلي للتقاعد، يجب أن يستفيدوا منها في أسرع وقت، وهو مطلب طرحناه على المدير العام للشركة.
ومن ضمن مطالبنا تشغيل أبناء المتقاعدين في الشركة، حيث لا يمكن لعامل أن يخدم 40 سنة لصالح الشركة إلى أن يصبح طريح الفراش، في حين يمكن أن يتم تشغيل أحد أبنائه ليكون دعما مستمرا لتلك الأسرة، من خلال منحها دخلا شهريا. كما تضمنت مطالبي تصحيح الطريقة الحسابية، التي تعتمدها الشركة في منح امتيازات الإستفادة من الحق في التقاعد، التي تعتمد على حسابات خاطئة أشرف عليها أُطر في سنيم، يعملون في مجال الحاسبة، ونحن نعتبر هذا التعويض مجرد تعويض عن تسريح اجتماعي، وعبرنا عن ذلك للمكتب الدولي للشغل و للجنة الوطنية لحقوق الإنسان كما عبرنا عنه أمام المحاكم، ونطلب من سنيم أن تكون فيها من المسؤولية، ما ينصف هؤلاء، تكريما لهم، فنحن عندنا الكثير من الملفات في المحاكم بهذا الخصوص، وكل مرة تخسر سنيم في قضية من هذه القضايا، التي تعتبر ظاهرة سيئة للشركة والعمال، كما ينظر إليها العمال الذين يستفيدون من التقاعد في المستقبل بازدراء كبير. وهنا اغتنم الفرصة لتوجيه الطلب إلى المدير العام محمد فال وتلميدي شخصيا، من أجل لتلبية هذا المطلب، وأنا على يقين من أنه سيتجاوب معه، من خلال مراجعة المادة 31 من الإتفاقية الجماعية للشغل، الأمر الذي يؤدي إلى إنصاف المتقاعدين، وفقا للقوانين والنظم المعمول بها، فنحن لا نريد أن نقاضيها في كل مرة، أو أن نشوه صورتها لدى المحاكم، لذلك أملي كبير في أن يعمل المدير العام على التجاوب مع هذا المطلب.
ازويرات ميديا : شكرًا لكم على سعة صدركم