استقبل قرار النظام الحالي، المتمثل في تعيين المهندس محمد فال ولد التلميدي، قبل أقل من سنتين، بارتياح كبير في الوسط العمالي باعتباره من أكثر المديرين تواضعا في الشركة، وقربا من العامل البسيط، فضلا عن كونه من أكثرهم دراية بمفاصل العمل في الشركة بعد الخليفة ولد بياه.
ارتقى ولد التلميدي سريعا في الهرم الوظيفي للشركة: من إطار في الميدان، إلى رئيس مصلحة، فرئيس قطاع، فمدير، فمدير قطب، ثم مدير تجاري. وهي وظائف مرتبطة بشكل مباشر بالإنتاج، ما أكسبه تجربة مهمة قد تساعده في إدارة "سنيم" إذا ما وفق في طريقة تسيير الشركة المنجمية الأكبر على المستوى الوطني.
سُلم القوس لباريها، وأعطيت للرجل اليد الطولى في تسيير الشركة دون أن يتدخل النظام قيد أنملة - عكس النظام السابق- في طريقة تسييرها، فزاد رواتب العمال، ووزع عليهم بسخاء العلاوات والإمتيازات المادية، فضلا عن إنصاف العمال المفصولين بإعادتهم إلى عملهم، وفتح المجال أمام اكتتاب المهندسين والعمال المهرة من خلال تنظيم المسابقات، إضافة إلى "الإكتتابات المباشرة" التي قد تساعد بعض الشباب في ازويرات ، غير الحائزين على الشهادات، في الحصول على وظائف تساهم في التخفيض من مستوى البطالة في المدينة المنجمية.
كما تمكن الرجل بنجاح من حل أكبر معضلتين كانت تعاني منهما الشركة: الأولى تتمثل في توفير قطع الغيار التي شكلت طيلة السنوات الماضية عقبة أساسية في الدورة الإنتاجية للشركة. والثانية، تمكنه من حل مشكلة النقل في سنيم عبر توفير الحافلات وعشرات السيارات التي مكنت من انسيابية العمل في مختلف المواقع والورشات التابعة للشركة. كما عمل على تعزيز أسطول الشركة من الشاحنات والآليات المنجمية لزيادة القدرة الإنتاجية. كذلك حرص المدير الجديد على الاستفادة من الطاقة الحية للشباب عن طريق وضع الثقة في أطر شبابية عينت في أكثر المواقع حساسية بالنظر إلى ارتباطها المباشر بالدورة الإنتاجية للشركة.
فهل ستمكن هذه الجهود مجتمعة شركةَ "سنيم" من تخطي رقم قياسي في المبيعات (13,274 مليون طن) كانت قد حققته قبل 6 سنوات حين كانت أقل عدة وعتادا؟ أم أن سياسة الإنفتاح "المفرط" ستساهم في الإبحار بالشركة عكس المؤمل و المنتظر؟
ازويرات ميديا