نظمت روابط آباء التلاميذ، والطواقم الإدارية التربوية في مدينة ازويرات، مسيرة راجلة، جابت أحد الشوارع الرئيسية في المدينة، احتفاء بالقرار الذي اتخذته الدولة، المتمثل في خلق مدرسة جمهورية، يجلس فيها ابن الغني إلى جانب ابن الفقير، والتلميذ الأبيض البشرة إلى جانب أسودها، على مقعد واحد، وفي ثوب موحد، ويتمتعون بنفس الحظوظ في التعليم.
المسيرة انطلقت من مقر فرع البنك المركزي متجهة إلى مباني الولاية، حيث استقبلها بترحاب والي تيرس زمور السيد محمد المختار ولد عبدي، محاطا بكبار مساعديه، وقادة الأجهزة الأمنية، ورؤساء المصالح العمومية.
وفور وصول المسيرة، سلم رئيس الرابطة الجهوية لآباء التلاميذ السيد مولود ولد بوبني لوالي تيرس زمور، رسالة ملتمس تأييد ومسانة لرئيس الجمهورية باسم المكاتب المحلية للإتحادية الوطنية لرابطة آباء التلاميذ، على الجهود التي يقودها من أجل إرساء مدرسة جمهورية، تجمع جميع الموريتانيين تحت سقف واحد، وفي زي واحد، واعتبرت مكاتب الآباء في تيرس زمور المدرسة الجمهورية " الفرصة الوحيدة لتعزيز اللحمة الوطنية، وبناء أجيال موحدة" مشددة على أن المدرسة الجمهورية تمثل أملها، في تكوين موارد بشرية وطنية، قادرة على قيادة ما وصفته بسفينة موريتانيا الغد.
ويدرك سكان مدينة ازويرات أكثر من غيرهم في الولايات الأخرى، أهمية المدرسة الجمهورية، فقد ظلت المدينة منذ تأسيسها، مثالا للتعايش السلمي الوطني المشترك بين جميع مكونات الشعب، فتكاد لا تميز بين الشريحة والأخرى سوى بلون البشرة، فكل شريحة تتكلم لهجة الشريحة الثانية، ويتبادل أطفالهما على رضاعة نفس الثدي.
يولد أطفال الأسر من مكونات الشعب في نفس الحي العمالي في المدينة المنجمية، قبل ينتقلوا في مرحلة عمرية أخرى، إلى حي عمالي جديد، بفعل تسلق آبائهم في الهرم الوظيفي للشركة، التي توفر لهم العمل والسكن دون تمييز.
يجد أطفال ازويرات أنفسهم يكبرون شيئا فشيئا في هذا الجو الأخوي، المشبع بروح التسامح، فلا قبيلة يسأل عنها، ولا شريحة مميزة، إنهم أبناء مدينة ازويرات، الذين وحدهم الحي قبل أن يوحدهم الوطن.
لذلك فحق لهم الإحتفاء بالمدرسة الجمهورية، فهم وحدهم من يدرك أهمية أن نعيش في وطن واحد، وأن نتساوى في نفس الحظوظ والواجبات.