طالعت تدوينات لبعض أبناء مدينة ازويرات، الذين درسوا في المدرسة رقم 1 بالمدينة، يمتعضون من الوضعية المزرية التي آلت إليها مباني المدرسة، مقارنين صورتها في ستينات القرن الماضي حين كانت تحفة معمارية مدرسية جميلة، بصورتها الحالية الحزينة.
والحقيقة أن الوضعية الحالية للمدرسة، لا تعود إلى غياب الإهتمام بها محليا من قبل السلطات أوالبلديات المتعاقبة أو الشركات الوطنية العاملة في مدينة ازويرات، بقدرما تعود إلى غياب كاريزما القيادة لدى معظم المدرسين الذين تعاقبوا على إدارتها في مراحل لاحقة، (ولا أعمم طبعا) فكاريزما القيادة تساعد المدير على فرض النظام داخل المدرسة، و متابعة ما يدور فيها بدقة، من مراقبة دخول وخروج التلاميذ، لمنعهم من التسبب في أي ضرر يمكن أن يؤثر على المنظر العام للمدرسة.
فلا أبالغ إذا قلت إن المدرسة رقم 1 في مدينة ازويرات حظيت باهتمام، لم تحظ به مدارس المدينة الأخرى، على الأقل خلال فترة خدمتي في المدينة، فقد رممت مرتين من طرف الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" الأولى في فترة تقلد الوزير الأسبق زيدان ولد احميده إدارة مقر الإستغلال، والثانية خلال فترة المهندس الخليفه ولد بياه، حين كان مديرا لمقر الإستغلال بالنيابة، كما رممت مرتين من طرف بلدية ازويرات، كان آخرها في فترة تقلد رئيس البرلمان السيد الشيخ ولد بايه لوظيفة عمدة البلدية، فيما تولت خيرية سنيم ترميمها خلال فترة سابقة، لكن في كل مرة، لا تكاد فرق العمل تنتهي من عملية ترميم، إلا لتبدأ فترة من اللامبالاة تعيد المدرسة إلى سابق عهدها، وقد اضطرت شركة سنيم إلى صناعة طاولات للتلاميذ من الحديد، رغم عدم صحيتها، من أجل أن تقاوم بطش التلاميذ غير المنضبطين. وما تزال هذه الطاولات موجودة حتى الآن في المدرسة، رغم مضي أكثر من عشرين سنة.
لذلك قبل أي عملية ترميم جديدة للمدرسة، لابد من اختيار طاقم تربوي يمكن أن يتحمل المسؤولية، و يحافظ على الصورة العامة للمدرسة، حتى تبقى ذاكرة حية ومفخرة لكل الأجيال التي تخرجت منها عدا ذلك ستحتاج المدرسة عشرات عمليات الترميم دون جدوى.
ويقول المثل : "أخير كوام من جياب".