مع اقتراب الموعد المخصص لترحيل المطاحن إلى منطقة اصفاريات زاد الصخب المرافق للعملية وشكل موضوع ترحيلها عنوانا بارزا لتظاهرتين متزامنتين الأولى تدعو إلى هذا التوجه وتدعمه فيما تعارضه بشدة الثانية.
وهكذا نظم نشطاء بيئتي في خطر وقفة داعمة لترحيل المطاحن أمام مقر شركة معادن موريتانيا في مدينة ازويرات طالبوا فيها بترحيل المطاحن مضيفين " إذا كان لرجال الأعمال حق الإستثمار فإن لسكان ازويرات حق التنفس في بيئة سليمة" وقال متزعم هذا الحراك الناشط الشباب امم ولد بزومه إن حراكه كان يرفع في السابق شعار "لا لسيانيد في ولاية تيرس زمور" غير أن منطقة اصفاريات أصبحت أمرا واقعا وهو ما يستدعي أن يطالبوا بمركزة السموم فيها حتى يفسحوا المجال أمام السكان للتمتع بأجواء البادية مبرزا بعض الحالات التي يؤكد إصابة أهلها بالحساسية والربو خاصة من سكان الأحياء المجاورة للمطاحن حسب تعبيره.
وذكر ولد بزومه بالظرفية التي تقرر فيها ترحيل المطاحن إلى اصفاريات مشيرا في هذا الصدد إلى أنها جاءت بعد مشاورات شارك فيها الوجهاء والأئمة والمجتمع المدني ورفع المشاركون في تظاهرة بيئتي في خطر شعارات تطالب بالرحيل وتنذر بخطورة بقاء المطاحن في موقعها الحالي.
وبالتزامن مع هذه الوقفة نظم ملاك المطاحن والعمال وقفة احتجاجية أمام مباني ولاية تيرس زمور رافضة لترحيل المطاحن إلى منطقة اصفاريات ونبه رئيس لجنة التعدين الأهلي السيد صالح ولد اسويدات رئيس الجمهورية إلى أنه إذا كان سكان ازويرات لا يولون اهتماما كبيرا للمنقبين فإنه ليس من المستساق قطع أرزاق 60 ألف منقب ثم يتم تعريضهم بعد ذلك للسموم.
وتوجه إلى رئيس الجمهورية قائلا : " لا يمكن أن تكون الطيور أفضل منا ولا الإبل فنحن مواطنون أحرارا وإذا كانت الطيور مصاحبة للبيئة فإننا رجال أحرار ومصاحبين للبيئة كذلك ونعيل الكثير من الأسر".
ووصف المرحلة الحالية ب"الحرجة" في أكبر مشغل لليد العاملة الوطنية داعيا رئيس الجمهورية والخيرين في البلد إلى الوقوف معهم من أجل إنصافهم.
ورفع المتظاهرون شعارات رافضة لترحيل المطاحن إلى اصفاريات.
وبالتزامن مع هتين التظاهرتين كان والي تيرس زمور السيد محمد المختار ولد عبدي رفقة المدير العام لشركة معادن موريتانيا السيد حمود ولد امحمد يشرف على تدشين ممثلية لشركة معادن في منطقة اصفاريات أطلق عليها اسم الشهيد البشري ولد عمار ولد ابراهيم تضم مكاتب إدارية ومساكن للعمال ومقرا لنقطة الدرك ونقطة صحية تجرى فيها المعاينات والحجز الصحي مزودة بالأدوية المجانية وسيارة إسعاف.
وكانت الفرصة سانحة لوالي تيرس زمور والمدير العام للشركة اطلعا خلالها على المرحلة التي وصلتها الإستعدادات لإقامة المدينة الصناعية في مركز الشهيد سيد أحمد ولد أحمد ولد عيده وتفقدا المحطة الكهربائية التي ستزود المطاحن بالطاقة الكهربائية ونقاط المياه ومحطات التحلية التي ستضمن توفير المياه للمنقبين وأصحاب المطاحن فضلا عن نقاط مياه أخرى مرتفعة الملوحة مخصصة لمعالجة مخلفات التعدين الأهلي.
وكان الوالي قد أشرف يوما قبل ذلك على تدشين ممثلية الشهيد اسويدات ولد وداد في منطقة اكليب اندور تتكون من مكاتب خدمية مجهزة بالآليات المستخدمة في مجال السلامة والإنقاذ وبئرا ارتوازية ومحطة للتحلية.