جاءت خيارات حزب الإنصاف لمرشحيه - والذين سيخوض بهم غمار استحقاقات 2023 - على مستوى ولاية تيرس زمور دون تطلعات مناضلي الحزب خاصة من تميزوا بالإنضباط الحزبي، و العمل بجد مع قواعدهم الشعبية في الإطار الحزبي تاركين بصماتهم الإيجابية، ينضاف إلى ذلك الكفاءات، و الخبرات التي يتمتعون بها و التي يشهد لهم بها القاصي و الداني من ساكنة مقاطعة ازويرات دون أن يفرضوا شروطا ذات منافع شخصية بل كان هدفهم هو الحرص على أن يكون الحزب يمثل تطلعات جميع منتسبيه، عبر إشراكهم في اختيار مرشحيه و التي كان يجب أن تنبثق من قواعده الشعبية المحلية و الممثلة على مستوى الفيدرالية باعتبارهم أقرب إلى الناخب و أدرى بما يريد من الحزب.
لقد شكلت مركزية اتخاذ القرار على مستوى الحزب منعطفا لن يؤدي إلا إلى إضعافه و تفويت الفرصة عليه في الفوز في دائرة انتخابية بحجم تيرس زمور على مستوى الجهة، و التي هي شريان اقتصادي هام؛ إن مركزة القرار تعيد إلى أذهان الناخب عهد العشرية التي كان الأسلوب السائد فيها هو فرض مرشحين لم يكونوا معروفين و ليس لهم أي اهتمام بمشاكل الساكنة مما انعكس سلبا على أدائهم بحيث فقدت الولاية خمس سنوات من التنمية تعتبرها الساكنة "عجاف"، بسبب سوء اختيار المرشحين و الذي كان بإمكانه أن يؤدي إلى تكرار سيناريوهات انهزم فيها الحزب الحاكم خاصة في مقاطعة ازويرات.
إن خيارات الحزب لم تراع معايير الكفاءة، والأهلية، بل تمت مركزتها واعتمدت الزبونية، والقبيلة فمن من سهروا من أجل مصالح الحزب تم اقصاؤهم، فلم يتبادر إلى أذهان أعضاء اللجنة المشرفة على اختيار المرشحين أن ولاية تيرس عموما، ومقاطعة ازويرات خصوصا، تتشكل من ساكنة مثقفة وتحتضن أهم أطر البلد من شتى بقاعه ولا يمكن أن ترمى في أحضان من ليس معروفا ولا مؤهلا من أجل إرضاء كيان أو أشخاص نافذين.
لقد لا حظنا أن هذه الخيارات تمثل انتكاسة لسنة التشاور الديمقراطي على مستوى حزب الإنصاف، فالبعثات ليست لها دراية كافية بالتركيبة السكانية للولاية، ولم تعمد إلى التشاور مع الفاعلين السياسيين الحقيقيين والذين بدورهم لهم اتصال مباشر بالقواعد الشعبية الحزبية.
اعتمدت البعثات التي تم إيفادها أسلوب ترغيب وترهيب في آن واحد حين أعلنوا أن من لم يتم اختياره كمرشح يمكنه الحصول على منافع أخرى وهو أسلوب اتسمت به العشرية وبعيد كل البعد عن المسار الديمقراطي.
من هذا المنبر فإنه على الحزب أن يبادر إلى تصحيح الوضعية قبل فوات الأوان لأن خياراته بهذا الشكل تعيدنا إلى عشرية اتسمت بالانفراد بالقرار والاحتكار خلاف الدولة المدنية القائمة على سنة الإنصاف والتشاور التي يريد الرئيس محمد الشيخ الغزواني أن يبني، مما يصعب على حزب الإنصاف مهمة خوض الاستحقاقات والفوز على منافسيه.
وإن من أبرز أوجه ردود الفعل على هذه الخيارات ما تشهده الساحة السياسية التيريسية من مغاضبين ارتموا في أحضان الأحزاب الأخرى مدفوعين بتنمر شعبيتهم على خيارات الحزب والذي نتج عنه اقصائهم مشكلين بذلك ضغطا على هؤلاء الفاعلين السياسيين المحليين من أجل الترشح لما يعلموا فيهم من نزاهة، وما يتمتعوا به من كفاءة.
لقد أقصت مركزية القرار الفاعلين السياسيين الحقيقيين والذين ساهموا بقواعدهم الشعبية في إنجاح رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني والذي هو نجاح يمكنه من تطبيق برنامجه تعهداتي والذي يمس المواطن في صميم مشاكله مقدما حلولا بدأت تؤتي أكلها.
أن تمادي الحزب في اعتماد هذا الترشحات وعدم تصحيح الوضعية سيفقده أطر أكفاء لهم قواعد شعبية وازنة خدموا من أجل إنجاحه في الاستحقاقات الماضية والتي أتت بصعوبة نتيجة لسوء اختيار المرشحين الناتج عن عدم إشراك هؤلاء الفاعلين السياسيين المحليين.
ازويرات بتاريخ: 23/03/2023
المهندس والفاعل السياسي، وعضو المجلس الجهوي لتيرس زمور،
سليمان آلفا بارو