الحملة الإنتخابية في تيرس زمور.. مكامن النجاح والإخفاقات

خميس, 2023/05/04 - 1:39ص

مع انطلاق الحملة الإنتخابية النيابية والبلدية والجهوية على مستوى ولاية تيرس زمور، بدت ساحات النزال الإنتخابي واضحة في مقاطعات الولاية الثلاث.

بئر أم اكرين :
ورغم أن بير أم اكرين تعد أصغر مدن الولاية، إلا أن الحملة الإنتخابية فيها هي الأقوى، والأكثر شراسة على مستوى الولاية، بين طرفين لم يعد بإمكانهما التعايش السياسي تحت يافطة حزب واحد.
تتزعم الطرف الأول العمدة السابقة لبلدية بير أم اكرين السيد السالمه بنت علوات، التي وقع عليها اختيار أكبر حزب سياسي موالي، وهو حزب الإنصاف، فيما يتزعم الطرف الثاني النائب السابق للمقاطعة السيد محمد سالم ولد انويكظ، مفضلا الترشح من حزب الإصلاح، الذي يعد ضمن الأحزاب الموالية، بعد ما رفض حزب الإنصاف ترشيحه كنائب للمقاطعة.
ويشتد التنافس بين الطرفين، إذ يرى كل طرف أنه الأقدر على حسم المعركة، فيما يتابع سكان الولاية والرأي العام الوطني بشغف تطورات هذه الحملة ومآلاتها.
وتعد حملة بير أم اكرين الأكثر جدية وحماسا من بين حملات مقاطعة الولاية الأخرى، حيث تنعش كل حملة فرقة صحراوية.
فعلى مستوى حزب الإنصاف تتولى فرقة صحراوية بقيادة الناجم علال إنعاش سهرات الحملة، فيما تتولى أخرى بقيادة اعل سيدح إنعاش حملة حزب الإصلاح.
وتستقطب الأماسي الدعائية للطرفين الغالبية العظمى من سكان المدينة، التي تتحول منازلها ليلا إلى شبه أشباح، بفعل الإستقطاب السياسي الذي يدفع الجميع إلى حضور السهرات الدعائية حتى ساعات متأخرة من الليل.
ورغم العدد القليل من المدونين في بير أم اكرين، إلا أن تغطية الحملة الإنتخابية في المقاطعة، كانت الأحسن على مستوى الولاية. واستغل الطرفان المتنافسان، وسائط التواصل الإجتماعي لإيصال رسائلهما يوميا، إلى الرأي العام صوتا وصورة.

ازويرات :
تشكل ظاهرة المغاضبين أكبر تحد للوائح المرشحة لحزب الإنصاف، حيث تقدم بعضهم على رأس لوائح من أحزاب أخرى، تقارع اللوائح المرشحة من الحزب، فيما ظل البعض الآخر معارضا للوائح التي تقدم بها الحزب، ومن ضمن هؤلاء مكونات إجتماعية وحتى هيئات شبابية من داخل الحزب نفسه، اتهموا أطرافا محلية بتهميشهم عن قصد في تصفية للحسابات.
أما على مستوى العمل الدعائي، فقد كان المشهد باهتا، مقارنة مع السنوات الماضية، التي كان يستجلب فيها المرشح السابق السيد الشيخ ولد بايه فرقا فنية وموسيقية وطنية طيلة الحملة، يتوزعون على منصتين إحداهما مخصصة للشباب، والثانية للبالغين، وتستقطب المنصتان الناخبين من أنحاء المدينة، ولا تترك لهم فرصة الإستماع إلى الرأي المنافس، حيث تشكلا قبلة يومية لسكان المدينة.
  أما حملة ابريل 2023 فتكاد مظاهرها بالنسبة لحزب الإنصاف تقتصر على مئات المخيمات المترامية المضروبة في كل أطراف المدينة، التي تشكل في معظمها قنبلة موقوتة، إذ تمثل ضغطا إضافيا على المترشحين في نهاية الحملة، فإما أن يدفعوا مبالغ خيالية لأصحابها من أجل إرضائهم، أو ستشكل نقمة في صناديق الإقتراع.
وتكاد الحملة بالنسبة  للحزب تقتصر على مبادرات لشخصيات تارة، ومجموعات قبلية تارة أخرى، لكن غياب الإنعاش الفني حرم الناخبين من معرفة وجهة ثابتة ودائمة للإستماع لخطاب الحزب، فيما تنتقل اللوائح المرشحة من طرف الأحزاب السياسية الأخرى إلى الناخبين من حي إلى حي لإسماع صوتهم وعرض برامجهم.
ونظرا لصعوبة الوضعية، فقد استعان مرشحو الحزب بشخصيات وازنة لتدارك الخلل، الذي شكله اختيار المرشحين على اللوائح الإنتخابية، حيث يجري رئيس البرلمان السابق السيد الشيخ ولد بايه عدة لقاءات بأطراف مختلفة، من أجل تدارك الوضعية قبل يوم الإقتراع، فيما توافدت عدة شخصيات وازنة للتأثير على محيطها الإجتماعي من بينها الدكتور سيد أحمد ولد مكية والنائب الأسبق لمقاطعة ازويرات السيد أحمد ولد مكيه والسعد ولد ابدمل.
أما على صعيد التغطية، فقد سجل تراخ كبير من طرف المدونين في تغطية الحملة الخاصة بالحزب، لأسباب غير معروفة، رغم وجود عدد كبير منهم في مدينة ازويرات.
وحسب المعلومات فإن هنالك محاولات لإقناع المغاضبين، بسحب لوائحهم من النزال من أجل عدم التأثير على لوائح الحزب، لكن لم يعرف بعد، ما إذا كانت هذه الجهود ستنجح في هذا المسعى لإنقاذ لوائح الحزب.

افديرك :
تعد لوائح حزب الإنصاف في مدينة افديرك، أكثر اللوائح قدرة على الحسم في الإستحقاقات القادمة، حيث لا تشكل اللوائح المنافسة لها، تحد يذكر في الإنتخابات الحالية.
وتميزت الحملة الخاصة بافديرك بترشيح إمرأتين لقيادة لائحتي البلديات والنيابيات عن حزب الرباط الوطني  في سابقة من نوعها.
أما على مستوى التغطية فقد كان المدونون أكثر تنظيما حيث تكتلوا في فريق واحد وبزي موحد يخصصون جل نشاطهم لتغطية نشاطات حزب الإنصاف الذي يظهرون له الدعم والولاء