أظهر الوزير الإداري المدير العام الأسبق للشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" المهندس محمد عبد الله ولد أوداعه من خلال تعاطيه مع أسئلة المحكمة الجنائية المختصة بمحاكمة الفساد وأسئلة المحامين براعة كبيرة في مسك ملفات الشركة المنجمية وقدرة فائقة في تحويل الأسئلة المحاولة لإحراجة إلى أدلة لبراءته.
وقد لقيت خرجاته أمام المحكمة وتعاطيه معها بالحجج والبراهين ومعرفته الدقيقة لدهاليز سنيم إعجاب الصحافة المتابعة للمحاكمة به كإطار كفء استخدم الأدلة والبراهين على براءته من التهم الموجهة إليه ضمن المتهمين في ملف العشرية.
وجاءت حصيلة إنجازاته التي عرضها خلال المحاكمة كرجل وطني لتزيد ذلك الإعجاب.
وإليكم بعض ردوده خلال ظهوره الأخير في الجلسة أمام المحكمة:
عرفت الشركة خلال الفترة التي كلفت بإدارتها 2015/2011 تطورا منقطع النظير في كل المجالات، محطمة أرقاما قياسية لجل مؤشرات الأداء العملياتي والمالي حيث:
(1) ارتفع رأس مالها 2013 من 12 مليار إلى 183 مليار أوقية قديمة ، بفعل رأسملة جزء من أرباحها التي وصلت 520 مليار خلال هذه الفترة.
(2) زادت رؤوس أموالها الخاصة بمليار دولار وهو ما عزز صلابتها المالية.
(3) تم تسديد خلال هذه الفترة 400 مليون دولار من ديون الشركة، جزء منها بصفة مسبقة ( ديون مجحفة )
(4) وصلت مبيعات الشركة لأول مرة في تاريخها 13 مليون طن سنتي 2013 و 2014 وهو رقم قياسي، حيث لم تتجاوز المبيعات تاريخيا 11,8 مليون طن 2007، كما لم تصل 13 مليون طن بعد ذلك إلا في سنة 2016 ( سنة مغادرتي ) و2022، لكن في السنتين شارك مصنع الگلب 2 في الإنتاج مما يجعل المقارنة غير موضوعية.
(5) حقق إنتاج الشركة رقما قياسيا سنة 2014 حيث بلغ 13,6 مليون طن في حيث كان أعلى مستوى وصلته في تاريخها هو 12 مليون طن سنة 1989.
(6) حققت مصنع گلب الغين و TO14 و نواذيبو أرقاما قياسية في الانتاج على التوالي:
5MT (2014) - (2013) 4,5MT - 8,2MT (2013)
(7) وصل حجم نزع الأتربة المعدنية (Terrassements) مستوى قياسي هو الآخر، حيث كان 130 مليون طن سنة 2014 في حيث كان أن أعلى مستوى تاريخيا هو 94 مليون طن سنة 2008 وهذا المستوى (130 طن ) لم يتحقق بعد ذلك.
(8) تم إنجاز مشاريع هيكلية مكنت من عصرنة وتطوير الشركة وعززت من إنتاجيتها وأدائها:
*بناء ميناء منجمي جديد.
*بناء مصنع الگلب 2.
*نظام الاتصالات على طول السكة.
*محطة الطاقة الهوائية بـ نواذيبو.
*عصرنة السكة الحديدية والقطار.
إعادة تأهيل وعصرنة مصنع ارويصات.
إعادة تأهيل وعصرنة مصنع نواذيبو.
إطلاق بناء مصنع المعالجة المنجمية بـ TO14.
بناء قالب جديد للعربات .
إطلاق مشروع تجريف الميناء المنجمي.
بناء مختبر معدني جديد.
بناء محطة شمسية بـ زويرات.
بناء مشروع عصري للمتفجرات.
تجديد وعصرنة آليات الانتاج المنجمي.
وقد مكن إقتناء الآليات المنجمية الشركة من تجاوز فترة هبوط الأسعار بدون الحاجة إلى استثمارات في آليات الانتاج وبوضعية عملاتية ممتازة.
(9) تم اكتشاف 1,2 مليار طن من ( magnétite )و100 مليون طن من الحديد الغني ( هماتيت ) في هذه الفترة، لتضاف على الاحتياطات الجيولوجية المؤكدة للشركة التي كانت آنذاك تساوي 450 مليون طن من (magnétite ) ( گلب الغين ) مكتشفة من زمن ميفرما و 80 مليون طن من (hèmatite) 1987.
(10) ساهمت الشركة خلال هذه الفترة بنسبة %23 في ميزانية الدولة و %20 في الناتج الداخلي الخام، و%46 في ميزانية المدفوعات.
(11) استفادة العمال من مكاسب معتبرة وغير مسبوقة حيث زادت بصفة كبيرة قدرتهم الشرائية بفعل الزيادات المتكررة على الأجور والتحفيزات المرتبطة بالنتائج ( gratification )وتخفيض المواد الغذائية ومجانية سلفة الأعياد والولوج إلى الملكية العقارية بالإضافة إلى سلاسة التدرج في الترقية المهنية.
كما استفاد أبناء ضحايا حوادث الشغل والمتقاعدين من التمييز الإيجابي في التشغيل... وتم تحسين الإطار المعيشي للعمال المياه - الكهرباء - المستشفيات - مطار زويرات - معالجة المياه العادمة... الخ.
(12) تم إيجاد حل مشكلة الجورنالية باكتتاب مايزيد على 900 عامل لهم مهارات فنية وعندهم قابلية الترقية المهنية، كما تم إعطاء الآخرين الذين تجاوزوا سن التقاعد أو أميين حقوقهم، حيث شكلت هذه المقاربة حلا ناجعا لهذه الاشكالية الاجتماعية الكبيرة.
(13) واجهنا انخفاض الأسعار التي هبطت إلى 42 دولار في نهاية 2015 بخطة ترشيد للنفقات، مكنت من خفض تكلفة الانتاج بنسبة %30 لتصل عند مغادرتي للشركة إلى 36 دولار فقط، وهو ما مكن من استمرارية الشركة وحفاظها على جميع العمال عكس جل منافسيها في أفريقيا ، الذين إما توقفوا عن الانتاج أو سرحوا أعدادا كبيرة من العمال.
فلم يتم تسريح أي عامل وحافظنا رغم تدهور الأسعار على نتيجة استغلال إيجابية بفعل تخفيض تكلفة الانتاج.. ولم تحتاج لقيام الدولة بإجراءات مصاحبة للأزمة لصالح الشركة كالتي قامت بها أستراليا، مثل تجميد تسديد الضرائب حتى تعود الأسعار لمستواها السابق.
وقد تجاوزت شركة سنيم فترة هبوط الأسعار نتيجة:
1 - صلابتها المالية عند بداية الأزمة.
2 - تحديث آلية الإنتاج.
3 - خطة خفض تكلفة الانتاج ( 35 دولار فقط ).
إنني بالنظر إلى هذه الحصيلة المتميزة والانجازات المعتبرة لأستغرب وجودي أمام محكمتكم الموقرة اليوم، في الوقت الذي لست متهما لا باختلاس ولا بالثراء ولا بالالتفاف على المال العام.
قد يتفاجأ البعض من هذه الحصيلة المدعومة بالأرقام، وكما يقال ( “Les chiffres sont têtus” ) •الأرقام عنيدة، إذا ما تذكروا حملة التشويه الإعلامية التي سلطت علي خلال العشرية من طرف جهات بين من داخل النظام و خارجه.
ملاحظة: النجمة (*) لأعمال قال إنها انطلقت قبله.