قبل أن تودع الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" العام الفين وثلاثة وعشرين بما حققته من أرقام إنتاج وفق استراتيجيات النهوض والتطوير تخرج سوماسيرت كأحد أذرع السياحة والخدمات في حلة جديدة بعد سنتين من العمل الدؤوب على عدة جبهات نفضت الغبار عن مكامن الجودة والتميز في الخدمات وعملت على تسوية كثير من المشكلات التى نشأت قبل فترة الطفرة هذه ؛ فأصبحت سوماسيرت علامة فارقة في مجال الفندقة والسياحة والخدمات و أنموذجا للشركة الصاعدة بسواعد عمالها وأسلوب واستراتبجيات إدارتها التى ترجمت بكل كفاءة ومعيارية خطط التحديث التى أرادتها الشركة الأم سنيم.
أين كانت سوماسيرت؟
ظلت سوماسيرت منذ إنشائها ... مكونة فندقية تقدم خدمات الإقامة والراحة لضيوف سنيم و خدمات مماثلة للسياح القادمين إلى البلاد، وهي وفق التقسيم المؤسساتي للشركة الوطنية للصناعة والمناجم إدارة تابعة لها يعهد بإدارتها لأحد أطر الشركة، ويتولى رئاسة مجلس إدارتها مدير تابع للشركة أيضا.
ظلت سوماسيرت على هذه الوضعية لعقود لكنه وابتداء من العام 2010، وكغيرها من الشركات المتفرعة عن سنيم أختار النظام القائم آنذاك تعيين مسؤولين سياسيين من خارج "سنيم" لإدارتها ما أفقد هذه الشركات خيط التناغم بينها والشركة الأم فكان من تداعيات ذلك تأثر سوماسرت سلبيا خاصة في ظل أوضاع مالية واقتصادية مضطربة بفعل جائحة كورونا.
بداية انفراج
بعد تعيين الإداري المدير العام الحالي السيد محمد فال ولد اتليميدي في بداية شهر مارس من سنة 2021 بدأ مباشرة في استعادة إدارات الشركات المتفرعة عن سنيم حيث عاد العمل بنظام تعيين أطر من شركة اسنيم على إدارات هذه المؤسسات وهكذا تولى الإطار يعقوب ولدسالم فال الإدارة العامة للشركة الموريتانية للخدمات والسياحة "سوماسيرت" حيث شرع في سلسلة إصلاحات شاملة جعلت المؤسسة تشهد ديناميكة طالت جوانب مؤسسية وهيكلية شملت العمال والمنشآت والمرافق وكان لها انعكاس واضح في وضعية المرفق السياحي وجودة خدماته وتطورها بشكل ملموس
اصلاحات مؤسسية وهيكلية
لقد عملت الإدارة العامة لسوماسيرت على تصحيح بعض الاختلالات الإدارية من حيث وضعية العمال الذين استفاد الأطر منهم من إعادة الهيكلة الإدارية للشركة فيما ينتظر العمال من غير الأطر الإستفادة من هيكلية جديدة تعكف عليها الشركة فضلا عن تحسينات طالت رواتب العمال وتشجيعات وإعانات اجتماعية منحت للعمال فتم التكفل بهم من الناحية الصحية مع تحمل تكاليف العلاج والأدوية مائة بالمائة
تحديث المنشأت والمرافق
تعتمد سوماسيرت على مكونات ثلاث رئيسية في مدينتي نواذيبو وازويرات وعلى طول خط السكة الحديدية ومناطق أخرى فهي تمتلك فندقا و ملحقاته في حي كانصادو بنواذيبو وآخر في مدينة ازويرات يدعى تزاديت وقطارا صحراويا يجوب المناطق المختلفة حاملا السياح والمسافرين لاستكشاف،مكامن السياحة والتراث في هذا البلد المترامي الأطراف
فندق كانصادو
على ضفة الساحل الأطلسي بنواذببو وعلى بعد عشر كلومترات من المدينة ينتصب فندق سوماسيرت متدثرا بالصخور ومغتسلا من مياه الارخبيل الزرقاء،في لوحة تجمع من منمنمات الطبيعة وسحرها كل لون .. وتقدم للزائر كل صنوف الراحة الاستجمام.
فالخدمات المختلفة تضاهي افخم الفنادق، والهدوء والأمان، يسكنان كل ركن ورواق من هذا المرفق السياحي، الذي شهد تطورا كبيرا في غضون السنوات الثلاث الماضية، فقد خضع لعمليات ترميم وتجديد طالت المباني والأسقف والغرف والقاعات، وشملت إدخال أحدث أساليب وأجهزة التكييف والأمان من الحرائق، وشبكات الويفي عالي السرعة وفائق الجودة، تم كل ذلك موازاة مع استخدام التراث في شكل ديكورات واكسسوارات استخدمت فيها مواد الصناعة التقليدية وهو ما تعكس جانبا منه الواجهات المزركشة بأنواع جيدة من الخشب عبر منحوتات تمنح الزائر متعة النظر والمشاهدة للوحات بديعة من صنع الإنسان الموريتاني
فندق تازاديت في ازويرات
قد يبدو الإسم غريبا ..تازاديت لكن اختياره ليس اعتباطيا وإنما نابع من عمق الرؤية ودلالة المكان وطبيعة الدور فتازاديت اسم لأحد أكبر وأقدم مناجم الحديد التابعة ل"سنيم" وتثمينا للمسمى، جرى اختيار اسم الفندق، وهي مسألة تريد من خلالها سنيم المحافظة على الاعتبار الذي حظي به المنجم وبدوره الريادي الذي ظل يلعبه في مجال الإنتاج، وهكذا حظي الفندق باهتمام بالغ في سياسة التوسع والتطوير للمنشآت الفندقية التابعة لسوماسيرت وهو يشكل بوجوده في قلب المدينة العمالية مظهرا عمرانيا فريدا في تصميمه وأبهته وفضلا عن أنه أصبح ورشة عمل دائمة من أجل إعادة تأهيله ليتماشى مع متطلبات العصر فقد شهد مؤخرا عملية توسع حيث اصبح يتبع له مبنى "دار الكدية" وهو مبنى كانت تستغله إحدى إدارات اسنيم قبل أن تضع سوماسرت عليه يدها وتحوله تحفة عمرانية لإستضافة الشخصيات الهامة من خلال 4 أجنحة تسمى كل جناح باسم موقع للإستخراج المنجمي وفق تسلسل تاريخ بداية الإستغلال حيث سمي الجناح الأول بافديرك وسمي الثاني بالرويصات والثالث بكلب الغين فيما سمي الرابع بلمهودات
قطار الصحراء
يمكن لسوماسيرت أن تفتخر بقطار الصحراء ذلك الدليل الذي يتحرك بأمان وحنكة ليجوب مختلف المناطق حاملا السياح المتعطشين لاطفاء جذوة الظمأ المعرفي من خلال سبر غور هذه المجابات وما تحويه من كنوز تراثية ثقافية عبر رحلات يتم تسييرها بشكل موسمي للتعريف بهذا البلد الغني بالثقافة والتراث اوالفلكلور