مسعود ويعقوب.. وقَد يَجْمَعِ اللهُ الشَّتِيتَيْنِ بعدما يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَلّا تَلاقِيَا

خميس, 2024/06/20 - 10:21ص

عمل الزعيم مسعود ولد بلخير والمناضل يعقوب ولد سالم فال معا، في بدايات السياسة بموريتانيا، من خلال حزب التحالف من أجل التغيير AC، الذي أنشأه الزعيم مسعود ولد بلخير ضمن شخصيات أخرى، من بينها المناضل يعقوب ولد سالم فال. وكان الأخير من بين أكثر الشخصيات المقربة من رئيس الحزب، ثم انتقل السياسيان إلى حزب التحالف الشعبي التقدمي APP الذي شكلاه رفقة شخصيات أخرى لاحقا.
وظلت العلاقة بين الرجلين قوية جدا، حيث يتزعم مسعود الحزب على المستوى الوطني، فيما يمثله في تيرس زمور الولاية المنجمية العمالية يعقوب، لكن الانتخابات النيابية والجهوية والبلدية قبل الماضية، كانت كفيلة بتفكيك عرى العلاقة القوية التي تربط الرجلين، على خلفية قرار اتخذه يعقوب بدعم لوائح المعارضة في مدينة ازويرات دون التشاور مع قيادة الحزب، ورد مسعود على هذا الموقف بقوة، من خلال إصدار بيان يتبرأ فيه حزبه من هذا الموقف، ويعلن دعمه للوائح النظام السابق، بل وذهب الأمر إلى معاقبة يعقوب ومجموعة الحزب التي اتخذت معه نفس الموقف بتجميد عضويتها.
ازدادت الهوة بين الرجلين، وبلغت ذروتها بتشكيل يعقوب تكتلا سماه "تكتل شرفاء موريتانيا" ومنذ ذلك الوقت ظل اللاعبان السياسيان أو على الأصح المراوغان السياسيان على طرفي نقيض، ففي حين يتخندق مسعود في صفوف داعمي النظام يصطف يعقوب ومجموعته في صفوف المعارضة.
بعد وصول النظام الحالي إلى سدة الحكم تبادل السياسيان الأدوار، فتقرب يعقوب ولد سالم فال كثيرا من النظام، واستقبله الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني عدة مرات، فيما ابتعد مسعود كثيرا عنه، وظل يعمل من موقف المعارض.
لم يتخيل الرجلان المدرس وتلميذه أن يلعبا يوما في نفس الملعب السياسي بعد طول فراق، لكن هدوء رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ورزانته وتهدئته السياسية جمعت الرجلين من جديد للعب في نفس الملعب، عبر الانضمام إلى صفوف داعمي مرشح النظام، ولسان حالهم يقول :
وقَد يَجْمَعِ اللهُ الشَّتِيتَيْنِ بعدما+++ يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَلّا تَلاقِيَا