كنز الذهب الذي يهدد حياة الموريتانيين في عمق الصحراء

جمعة, 2025/05/09 - 3:07ص

أصبح مقلع "كارِزْرِزْ" أحد أكثر مقالع الذهب خطورة في المنطقة، بفعل موقعه الجغرافي المعقد والتحولات الأمنية الأخيرة في محيطه. ويقع المقلع على بعد نحو 40 كيلومترا من الحدود الشمالية لموريتانيا، داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو، في منطقة تعتبرها المملكة المغربية ضمن نفوذها، مما يجعلها نقطة نزاع مستمر بين الطرفين.
ورغم ما يعرف به هذا المقلع من غنى في احتياطاته من الذهب، فإن السلطات الصحراوية كانت، طيلة السنوات الماضية، تمنع بشكل صارم عمليات التنقيب فيه من طرف المنقبين الموريتانيين والصحراويين على حد سواء، مع تسجيل حالات متكررة لمصادرة السيارات وأجهزة التنقيب التي يتم ضبطها في محيطه.
غير أن وتيرة التوافد إليه عادت للتصاعد مؤخرا، مستفيدة من تراجع نسبي في الطلعات الجوية للطائرات المسيرة المغربية، التي كانت تستهدف كل ما يتحرك في المنطقة عقب أزمة الكركرات، مما دفع معظم المنقبين إلى الانكفاء عنها لفترة.
وتحذر السلطات المحلية في ازويرات المنقبين باستمرار من التوغل في الأراضي المجاورة دون تنسيق أو ترخيص، غير أن ضعف الرقابة الميدانية في تلك المنطقة وغياب التواجد الأمني المنظم، سواء من الطرف الموريتاني أو الصحراوي، فتح الباب أمام استفحال مظاهر الخطر، لعل أبرزها تفشي ظاهرة السطو المسلح على المنقبين، والتي باتت شبه يومية، وتصل في أحيان كثيرة حد إطلاق النار.
ويواجه المنقبون الموريتانيون صعوبة بالغة في التعامل مع هذه التحديات، إذ لا يمكنهم التقدم بشكاوى رسمية نظرا لوقوع تلك الحوادث خارج الحدود الوطنية، إضافة إلى مخالفتهم الصريحة للتحذيرات الرسمية بشأن دخول مناطق التماس دون إجراءات قانونية.
ويطالب عدد من المتابعين بضرورة تحرك الجهات المعنية لوضع حد لهذا الوضع الخطير، سواء عبر تشديد الرقابة على الحدود أو بتنسيق إقليمي أكثر فاعلية، يحمي أرواح المنقبين ويضمن احترام السيادة الوطنية.