حين يتحول الوفاء لمدينة إلى مشروع استثماري رائد

سبت, 2025/06/21 - 6:31م

"مدينتنا أولى بخيرنا"… بهذه العبارة اختصر رجل الأعمال الشاب محمد ولد اسفيره دوافعه لتشييد فندق عصري في قلب مدينة ازويرات، في وقت تتجه فيه معظم الاستثمارات إلى العاصمة نواكشوط. يقول ولد اسفيره في حديث خصّ به ازويرات ميديا: "أردت أن أستثمر في الداخل، وتحديدا في مدينتي الحبيبة ازويرات، لأن المدينة تتوسع بوتيرة متسارعة بفعل التنقيب التقليدي عن الذهب، ونشاط شركة سنيم، إضافة إلى بروز شركات جديدة كالعوج وأطماي وغيرهما، وكل ذلك يجعل من الحاجة إلى منشآت فندقية محترمة أمرا ملحا، ليس فقط لاستقبال الضيوف، بل لتشجيع السياحة ودعم البنية الاقتصادية المحلية." -

فكرة ولدت مبكرا… ونضجت في رحلاتي

يشير ولد اسفيره إلى أن فكرة إنشاء الفندق راودته منذ عام 2007، لكنها لم تجد آنذاك ما يكفي من الإمكانيات لتتحول إلى واقع. "كنت أستقبل ضيوفا أجانب من أوروبا، وأحجز لهم في فنادق المدينة. وذات مرة، دفعت فاتورة مرتفعة عن مجموعة ضيوف فرنسييين وإسبانيين سنة 2011، فترسخت بشكل أكبر لدي القناعة بضرورة فندق جديد يواكب المعايير العالمية." ويضيف: "كلما سافرت إلى الخارج، إلى أوروبا، أو الولايات المتحدة، أو آسيا، رأيت الفارق الهائل في مستوى الفندقة، وأشعر كم نحن بعيدون عن هذه التجربة، فكنت أعود بحلم يتجدد كل مرة: أن أنشئ في ازويرات فندقا يضاهي، ولو نسبيا، تلك المستويات."

تحية وفاء لمن سبقوني في هذا المجال

في حديثه، لم ينسَ ولد اسفيره أن يشيد بمن سبقوه إلى الاستثمار الفندقي في المدينة، قائلًا: "أحيي كل من استثمر في الداخل، خصوصا في هذا المجال، وأخص بالذكر الأب المؤسس للفندقة في ازويرات المرحوم عبد الله ولد المهدي، الذي أعتبره سابقا لعصره. كما أشكر الأستاذ تقي الله وسيد ولد شقالي، اللذين واصلا تلك المسيرة بعزيمة، وأشيد بمشروع فندق ازويرات الذي أنجزه الشاب أيد ولد محمد الناجم، وأنا أعتبر نفسي مكملا لهذا الجهد، لا منافسًا له."

 لماذا اختيار الشركة الصينية "Yekalon"؟

وعن اختيار المجموعة الصينية Yekalon لتنفيذ المشروع، يوضح ولد اسفيره أن القرار لم يكن عشوائيا: "زرت المعرض الصيني الدولي EXPO، ووجدت أن هذه المجموعة لها سيرة ممتازة في أوروبا وأمريكا، كما أن لها أعمالا قائمة في موريتانيا، مثل بناء بنك الاستثمار التابع لرجل الأعمال زين العابدين. لذلك وقع عليها الاختيار، ووقعنا عقد التنفيذ، وهم الآن في المراحل الأخيرة من التدقيق قبل انطلاق عملية التصنيع."

جودة بلا مساومة... وتصميم بمقاييس عالمية

يتحدث ولد اسفيره عن حرصه الشديد على الجودة والإتقان، مشيرا إلى أن التأخير في التنفيذ لا يعود إلى نقص في التمويل أو اضطرابات إدارية: "نحن نُريد تنفيذ مشروع متقن يعمر طويلا، لا أن يتحول بعد سنوات إلى خردة. لذلك، نأخذ وقتنا في كل تفصيله، من الديكور إلى الكهرباء، ومن التكييف إلى المياه، والنتيجة ستكون منشأة تليق بالمدينة وزوارها."

 تفاصيل هندسية دقيقة... واستعداد للتوسعة

يتألف الفندق من أربع مستويات للغرف، لتلبية مختلف فئات الزبناء، كما يضم: • قاعة مؤتمرات ضخمة تتسع لما بين 600 إلى 700 شخص، مجهزة بنظام صوتي متكامل. • قاعة اجتماعات متوسطة تتسع لـ 30 شخصا. • مولدان كهربائيان لضمان استمرارية التيار. ويضيف: "نحن على استعداد لتوسعة الفندق باستثمار إضافي يصل إلى 3 أو 4 مليارات أوقية قديمة، إذا تطلب الأمر."

دعوة مفتوحة لشركات القطاع... وثقة في دعم سنيم

يختم ولد اسفيره حديثه بدعوة للشركات العاملة في المنطقة للتعاون: "نتمنى من شركات كـ سنيم والعوج وأطماي وAura Energy أن تجد في هذا الفندق شريكا يوفر لضيوفها كل سبل الراحة. نحن لا نبيع قطع غيار، ولكننا نقدم خدمة فندقية راقية ونعول كثيرا على دعم سنيم، لا منافستها."

 مطعم بمواصفات عالمية... وطهاة من النخبة

يرافق الفندق مطعم حديث مصمم ومجهز بالكامل من الشركة الصينية، وفق أعلى المعايير: "سنوفر أفضل الطهاة في المنطقة، ونضمن توفر جميع المواد الغذائية والخضروات والفواكه، مع مخازن تبريد تحفظ الجودة، ويستوعب المطعم ما بين 70 إلى 80 زبونًا من داخل الفندق وخارجه."

خاتمة حلم أصبح حجرا على حجر

ما بين شغف قديم، وسفر دائم، ورؤية طموحة، شيد محمد ولد اسفيره مشروعا بمثابة لبنة جديدة في نهضة مدينة ازويرات. "ليس هذا فندقا فقط… بل رسالة مفادها أن الداخل يستحق، وأن المدن المنجمية يمكن أن تتنفس خدمات راقية."

أجرى الحوار سيد أحمد ولد بوبكر سيره