ما الذي حدث فعلا في حادثة "اختفاء" دورية من الدرك الوطني في الشمال

جمعة, 2025/07/04 - 11:48ص

علمت ازويرات ميديا من مصادر مطلعة تفاصيل حادثة "اختفاء" مجموعة من عناصر الدرك الوطني، كانت في مهمة لتأمين إحدى الشركات العاملة في مجال التنقيب شمال البلاد، قبل أن يتبين لاحقا أن الأمر ناجم عن عطل تقني وغياب وسائل الاتصال.
ففي مساء أول أمس، غادرت دورية من الدرك الوطني مدينة ازويرات في حدود الساعة الرابعة مساء، متوجهة إلى مواقع تابعة لشركة "أميرال مينيك" الإماراتية الروسية، التي تعمل في مجال التنقيب عن المعادن وتتوفر على حماية دائمة من وحدات من الدرك الوطني يتم استبدالها شهريا.
وكانت الدورية المنطلقة حديثا في طريقها لاستبدال المجموعة الموجودة ميدانيا، بعد أن أكملت هذه الأخيرة فترة عملها المحددة. وقد تحركت الدورية الجديدة في سيارة تابعة للشركة، يقودها سائق من طاقمها، ترافقها سيارة ثانية من نفس الشركة.
لكن السيارة التي تقل الدرك كانت تفتقر إلى وسائل الاتصال الأساسية مثل جهاز تتبع (GPS) وهاتف "الثريا"، بخلاف السيارة الأمامية التي كانت مجهزة بهذه الوسائل. وعند بلوغ السيارتين منطقة "بلخزيمات"، على بعد نحو 200 كلم من الشگات، تحسنت حالة الطريق، فقرر سائق السيارة الأمامية زيادة السرعة بعدما تأخر طويلا في انتظار السيارة الثانية خلال المقطع الصحراوي السابق.
وعند وصول السيارة الأمامية إلى وجهتها، انتظر طاقمها لساعات دون أن تظهر السيارة التي تقل أفراد الدرك، مما دفع الشركة إلى إعلان فقدان الاتصال بهم، وبدأت على الفور عملية بحث شاركت فيها سيارتان، لكن دون نتيجة.
لاحقا، تبين أن السيارة التي كانت تقل الدورية الجديدة واصلت السير بعد انفصالها عن السيارة الأمامية، لكنها تعطلت على بعد 20 كلم من الموقع المستهدف، ما اضطر عناصر الدرك إلى مواصلة الطريق سيرا على الأقدام حتى وصلوا إلى مقر الشركة، حيث تم التعرف عليهم وتأكيد سلامتهم، وانتهت الحادثة دون أضرار.
وتعزى هذه الحوادث، حسب مراقبين، إلى غياب وسائل الاتصال الحديثة، خصوصا بعد أن صادرت سلطة التنظيم خلال الأسابيع الماضية أجهزة "ستارلينك" التي كان يعتمد عليها المسافرون والمنقبون للتواصل وتحديد المواقع في هذه المناطق النائية، وهو ما زاد من حالات الضياع والانقطاع المفاجئ للاتصال في عمق الصحراء.
وقد أثار القرار غضبا في أوساط المنقبين وشركات التنقيب، لما يمثله من خطر على السلامة في واحدة من أصعب المناطق جغرافيا وأقلها تغطية شبكية في البلاد.