
حصلت ازويرات ميديا على معلومات مؤكدة حول العملية التي نفذها عدد من المنقبين الموريتانيين داخل الأراضي الصحراوية قبل يومين، وهي الحادثة التي أثارت جدلا واسعا داخل ولاية تيرس زمور وتحولت إلى حديث الساعة في أوساط المنقبين.
وتفيد المعلومات أن مجموعة من المنقبين كانت قد اشتكت منذ فترة من عمليات سطو مسلح متكررة داخل المناطق الخاضعة لجبهة البوليساريو، حيث انتزع منهم إنتاجهم من الحجارة المشبعة بالذهب أثناء رحلة العودة إلى ازويرات، كما أُجبر بعضهم، بحسب رواياتهم، على تحويل أموالهم من تطبيقاتهم البنكية إلى حسابات المهاجمين.
وقد أدى تراكم هذه الاعتداءات إلى حالة احتقان كبيرة في صفوف المنقبين، ظهرت بوضوح في المجموعات التي يتواصلون عبرها على تطبيق واتساب، حيث تروى منذ شهور قصص وصور عن حوادث السلب التي يتعرضون لها داخل الأراضي الصحراوية دون أن يجدوا حماية كافية أو تحركا فعالا من الجهات المعنية.
وفي خضم هذا التوتر، قررت مجموعة من المنقبين مغادرة ازويرات على متن سبع سيارات، خمس من نوع تويوتا هيلكس واثنتان من نوع تويوتا أبيكوب، متجهين نحو الحدود، في خطوة قالوا إنها للاحتجاج والمطالبة بتدخل السلطات في البلدين.
غير أن المجموعة تجاوزت الحدود، ووصلت إلى منطقة "آحفير"، التي كانت في السابق مركزا للتبادل التجاري بين الموريتانيين والصحراويين، خصوصا في تجارة المحروقات، قبل أن تصبح منطقة محظورة بفعل نشاط الطائرات المسيرة المغربية.
وهناك، عثر المنقبون على حاويتين للتخزين يحرسهما ثلاثة أفراد، ففر الحراس فور ملاحظتهم اقتراب السيارات، ليكتشف المنقبون داخل الحاويتين أربع مدافع رشاشة.
وأثناء عودتهم إلى ازويرات، اعترضتهم سيارة تابعة للجيش الصحراوي، فأُطلقت النيران باتجاههم، ما أدى إلى تعطل إحدى سيارات أبيكوب وتوقيف ركابها، بينما واصل الآخرون طريقهم نحو ازويرات، حيث سلم ستة منهم أنفسهم للدرك الوطني الذي باشر تحقيقا موسعا في الحادثة.
وتظهر صور متداولة منقبين موريتانيين يحملون الأسلحة التي نهبوها من الحاويات، في مشهد أثار صدمة واسعة واعتبر سابقة خطيرة قد تكون لها تداعيات أمنية، بالنظر إلى وقوعها في أراض تخضع لسلطة جهة أخرى.
وكانت السلطات الموريتانية قد نظمت حملات تحسيس متكررة على المستويين المحلي والوطني لتحذير المنقبين من تجاوز الحدود بطرق غير قانونية حفاظا على سلامتهم، غير أن بعضهم ظل يغامر بالدخول إلى تلك المناطق رغم التحذيرات.
وينظر إلى هذه العملية على أنها من أخطر الحوادث التي يشارك فيها منقبون موريتانيون خارج الحدود، لما تمثله من تحد للقانون ومجازفة قد تعرض حياة المواطنين للخطر.
وتأتي هذه الحادثة بعد شهور من الاحتقان المتصاعد في صفوف المنقبين الموريتانيين، الذين يتبادلون عبر مجموعات واتساب شكاوى حول عمليات سلب تعرضوا لها في المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو، فيما حدت تحذيرات السلطات الموريتانية من تجاوز الحدود، بطرق غير قانونية، من قدرتهم على الضغط أو المطالبة بحقوقهم.
وتعكس الواقعة حجم الغضب واليأس لدى بعض المنقبين، وكيف يمكن أن يتحول الاحتقان المتراكم إلى أفعال خطرة، خصوصا في مناطق تعتبر حساسة من الناحية الأمنية.
.gif)
(2).gif)


.gif)
